وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "عَلى قَدْرِ الْمُصيبَةِ تَكُونُ الْمَثُوبَةُ".
المُصيبةُ: كل أمر مكروه ينزل بالإنسان من مرضٍ، أو موتٍ، أو فقد عزيز، أو خسارة مالٍ، أو تعرُّضٍ لظلم، أو عدوان.
وتختلف المصائب فيما بينها من حيث الشِّدَّة والضَّعف، فمنها ما يكون شديد الوطأة على الإنسان ومنها ما يكون أقل شِدَّة، ويرجع ذلك إلى الشخص ذاته من حيث عقيدته التي يعتقد بها، أو من حيث ما يُحب وما يكره، وما يتعلق به قلبه أو ما يهون عليه أمره، ومن حيث قدراته على الصبر والتَّحَمُّل، ولهذا تختلف شدتها ووطأتها من شخص إلى شخص، كما تختلف في نوعها، فمن شخص يرى فقد الأحبة أعظم مصائبه، وشخص يراها في فقد المال، وشخص يراها في فقد السلطة والمنصب، وشخص يراها في الظلم الذي يتعرض له، بينما قد يهون كل ذلك على شخص خامس فيرى الجهل أعظم المصائب، وآخر يرى أعظم مصائبه التعلق بالمال والجاه والسلطان، وشخص يرى الوقوع في المعصية مُصيبة عُظمى، وشخص يرى أعظم مصائبه البعد عن الله، والكسل عن ذكره، وآخر يرى مصيبته الكبرى أن يتسرَّب إليه الشك في دينه.
وإذا فلكل مصيبته بل مصائبه، وما من أحد من الناس ينجو من ذلك، ولكن المصائب كما ذكرت تتنوع وتتعدد وتختلف من شخص إلى آخر، وهذا ما ذكره الإمام أمير المؤمنين (ع) إذ قال: "المَصائبُ بِالسَّوِيَّةِ مَقسومَةٌ بَينَ البَرِيَّةِ" فهي مقسومة بينهم، ولكل منهم حظ منها، فهي واحدة من سُنَنِ الحياة الدنيا حيث لا يسلم المرء فيها من الموت، والخسارة، والأعداء، والحَسَدة، والظَّلَمة، والشياطين من الإنس والجِنِّ، ما يُحَتِّم على كل واحد منا أن يفهم ذلك أولاَ، وأن يُتقن مهارة التعامل مع المصائب ثانياً، وأنا ذاكر لقارئي الكريم أموراً مهمة في هذا المجال:
أولاً: مما لا شك فيه أن على المرء أن يثبت أمام مصائبه، ويعطيها حجمها الطبيعي، ولا يُعَظِّم من أمرها فإن ذلك يسلبه القدرة على الثبات لها ومواجهتها، وتخطيها بسلاسة واقتدار.
ثانياً: ألا يجزع لأن الجَزع يُجعلها أعظم مِمّا عليه، ويجعل وطأتها أشد، وآثارها النفسية أقسى، فإذا كانت مصائب دنيوية فلاتستحق الدنيا بأسرها أن نجزع لفقدها، وإذا كانت مصائب ذات آثار أخروية فالانشغال بتخطيها وإصلاح ما أفسدناه أولى وأهم.
ثالثاً: ألا يتوهَّم أنه الوحيد من بين الخلق الذين استهدفتهم المصيبة، بل سواه مصاب كذلك وإن اختلفت المصائب، فالدنيا دار المَصائب والنَّوائب، ويُخطئ من يعتقد أو يتوَهَّم أن الراحة التامة في الدنيا ممكنة.
رابعاً: إذا كانت مصيبته في أمر دنيوي فهي تهون مهما عظمت، وعليه ألا يفقد الأمل بالخروج منها، بل يُركِّز جهده لتلافي آثارها السلبية، وقد يمكنه أن يحولها إلى فرصة غير منتظرة.
خامساً: أن يضع خطة للخروج من مصيبته ومن تبعاتها، فما يحتاج إلى استدراك يستدركه، وما يتطلب رِضاً بالقضاء يرضى به، وما يتطلب إصلاحاً يُصلحه وهكذا.
سادساً: أن يكون على يقين من رحمة الله ولطفه، وأن الله يُعَوِّضه عن كل ما أصابه فصبر عليه وثبت له، ويُثيبه بما لا يخطر على باله من الثواب والأجر في دنياه وفي آخرته، بل يكون على يقين من أن بعض الثواب لا يناله إلا بالصبر على تلك المصائب، كما نُقِلَ عن الإمام الحَسَن المجتبى (ع) "المَصائِبُ مَفاتيحُ الأجرِ" وأن الثواب على قدر المصيبة فإذا عَظُمَت عظُم.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
........
انتهى/ 278
المُصيبةُ: كل أمر مكروه ينزل بالإنسان من مرضٍ، أو موتٍ، أو فقد عزيز، أو خسارة مالٍ، أو تعرُّضٍ لظلم، أو عدوان.
وتختلف المصائب فيما بينها من حيث الشِّدَّة والضَّعف، فمنها ما يكون شديد الوطأة على الإنسان ومنها ما يكون أقل شِدَّة، ويرجع ذلك إلى الشخص ذاته من حيث عقيدته التي يعتقد بها، أو من حيث ما يُحب وما يكره، وما يتعلق به قلبه أو ما يهون عليه أمره، ومن حيث قدراته على الصبر والتَّحَمُّل، ولهذا تختلف شدتها ووطأتها من شخص إلى شخص، كما تختلف في نوعها، فمن شخص يرى فقد الأحبة أعظم مصائبه، وشخص يراها في فقد المال، وشخص يراها في فقد السلطة والمنصب، وشخص يراها في الظلم الذي يتعرض له، بينما قد يهون كل ذلك على شخص خامس فيرى الجهل أعظم المصائب، وآخر يرى أعظم مصائبه التعلق بالمال والجاه والسلطان، وشخص يرى الوقوع في المعصية مُصيبة عُظمى، وشخص يرى أعظم مصائبه البعد عن الله، والكسل عن ذكره، وآخر يرى مصيبته الكبرى أن يتسرَّب إليه الشك في دينه.
وإذا فلكل مصيبته بل مصائبه، وما من أحد من الناس ينجو من ذلك، ولكن المصائب كما ذكرت تتنوع وتتعدد وتختلف من شخص إلى آخر، وهذا ما ذكره الإمام أمير المؤمنين (ع) إذ قال: "المَصائبُ بِالسَّوِيَّةِ مَقسومَةٌ بَينَ البَرِيَّةِ" فهي مقسومة بينهم، ولكل منهم حظ منها، فهي واحدة من سُنَنِ الحياة الدنيا حيث لا يسلم المرء فيها من الموت، والخسارة، والأعداء، والحَسَدة، والظَّلَمة، والشياطين من الإنس والجِنِّ، ما يُحَتِّم على كل واحد منا أن يفهم ذلك أولاَ، وأن يُتقن مهارة التعامل مع المصائب ثانياً، وأنا ذاكر لقارئي الكريم أموراً مهمة في هذا المجال:
أولاً: مما لا شك فيه أن على المرء أن يثبت أمام مصائبه، ويعطيها حجمها الطبيعي، ولا يُعَظِّم من أمرها فإن ذلك يسلبه القدرة على الثبات لها ومواجهتها، وتخطيها بسلاسة واقتدار.
ثانياً: ألا يجزع لأن الجَزع يُجعلها أعظم مِمّا عليه، ويجعل وطأتها أشد، وآثارها النفسية أقسى، فإذا كانت مصائب دنيوية فلاتستحق الدنيا بأسرها أن نجزع لفقدها، وإذا كانت مصائب ذات آثار أخروية فالانشغال بتخطيها وإصلاح ما أفسدناه أولى وأهم.
ثالثاً: ألا يتوهَّم أنه الوحيد من بين الخلق الذين استهدفتهم المصيبة، بل سواه مصاب كذلك وإن اختلفت المصائب، فالدنيا دار المَصائب والنَّوائب، ويُخطئ من يعتقد أو يتوَهَّم أن الراحة التامة في الدنيا ممكنة.
رابعاً: إذا كانت مصيبته في أمر دنيوي فهي تهون مهما عظمت، وعليه ألا يفقد الأمل بالخروج منها، بل يُركِّز جهده لتلافي آثارها السلبية، وقد يمكنه أن يحولها إلى فرصة غير منتظرة.
خامساً: أن يضع خطة للخروج من مصيبته ومن تبعاتها، فما يحتاج إلى استدراك يستدركه، وما يتطلب رِضاً بالقضاء يرضى به، وما يتطلب إصلاحاً يُصلحه وهكذا.
سادساً: أن يكون على يقين من رحمة الله ولطفه، وأن الله يُعَوِّضه عن كل ما أصابه فصبر عليه وثبت له، ويُثيبه بما لا يخطر على باله من الثواب والأجر في دنياه وفي آخرته، بل يكون على يقين من أن بعض الثواب لا يناله إلا بالصبر على تلك المصائب، كما نُقِلَ عن الإمام الحَسَن المجتبى (ع) "المَصائِبُ مَفاتيحُ الأجرِ" وأن الثواب على قدر المصيبة فإذا عَظُمَت عظُم.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
........
انتهى/ 278