وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأحد

٢٨ يناير ٢٠٢٤

١٠:٥٩:٥٣ ص
1433104

في حوار مع عضو الهيئات النسائية في حزب الله اللبناني: ايران أعز إلي من الأم والأب/ أسوتنا في هذا الطريق هي السيدة "زينب" (ع)

السيدة هُدى علي مقلّد: نتعلم من عاشوراء كيف نواجه الظلم والاضطهاد، نحن أبناء حزب الله نعشق القائد ونطيع أوامره .

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ السيدة "هُدى علي مقلّد"، وهي عضو الهيئات النسائية في حزب الله اللبناني، زارت وكالة أهل البيت (ع) "أبنا"، لتطلع على نشاطات الوكالة، وجرى الحوار معها، حول حبها لجمهورية ايران الاسلامية، وعلاقتها الوثيقة بجهة إيران ولبنان المقاومتين، وكذلك ذكرياتها عن شهداء النخبة لحزب الله .

ابنا: نرحب بكم في وكالة "ابنا"، ونشكرم على إتاحتكم لهذه الفرصة .
وانا كذلك أحيّكم والمشاهدين، واشكركم على هذه الدعوة .

ابنا: لو تفضلتم على ان تعرفوا نفسكم للمشاهدين
انا هُدى مقلد، من أهل جنوب لبنان، ومن أسرة الشهداء، قدمنا شهداءً من أسرتنا، حيث استشهد شقيقي الكبير، وابن عمي، وعمتي، وابن عمتي الأخرى، وصهرنا (زوج اختي)، نحن من الذين خطا سير المقاومين الأوائل .

ابنا: سؤال متداول عند المشاهدين، هو كيف استطاعت أمهات الشهداء في لبنان، ان يحافظن على معنوياتهن جيدا، ويتمسكن بأهدافهن، ويُقاومن بثبات ؟

نعم، ان قدوتنا في هذا الطريق، السيدة زينب (ع)، نحن نتعلم من عاشوراء لمكافحة الظلم والإضطهاد، كانت جدتي - رحمها الله تعالى - تعشق أهل البيت عليهم السلام كثيرا، وسرى هذا العشق الى أولادها، كان عمي الشخص الأول في طريق النضال ضد إسرائيل، وفي الحقيقة أصبحنا في حجر عمي الكبير، لأن أبي كان في الكويت، وعمي راعنا وكان مثل أبينا، وكبرنا في ظل هذا الفكر والاعتقاد، وكان عمي مجاهدا لا يكل حيث تعلمنا منه.
قالت لي سيدة ذات يوم: تعالي الى ايران في هذه الظروف، قلت لها: عزيزتي، لقد شهدت عدة معارك، ولا نخشى الحرب، ونحن اعتدنا بها. لقد قصفوا حول قريتنا، وسبق ان فجّروا بيتنا، الإسرائليون فجروا بيتنا بعد أن وضعوا المتفجرات من حوله، وبعد سنوات، وللأسف جاء من الأهالي ولا اذكر اسمه، قتلوا أخي، وأبعدوا الأقارب من القرية، وسرقوا ممتلكات البيت وهدموه، ورفعوا أسلاك التيار الكهربائي من الحيطان، وأخذوا أبواب البيت بعد أن قلعوها، وسبب تصرفهم هذا؛ أنهم كانوا يعارضوننا في قتال إسرائيل. شاهدت هذه الأحداث من قريب ولكن لم اتراجع عن مبادئنا وأهدافنها .

ابنا: كيف تعرفتي على الثورة الاسلامية وأفكارها

لقد كنت في أيام شبابي شغوفة بمطالعة الكتب، وقرأت الكثير عن الثورة الاسلامية، في سنة 1982 اجتاحت إسرائيل اراضي لبنان، جاء مجموعة من لبنان الى ايران والتقوا الامام الخميني (ره) وسألوه عن واجبهم الديني وماذا يجب القيام به تجاه إسرائيل؟ أفتى بوجوب الحرب ضد إسرائيل. وعلى إثر ذلك رجعوا وبدأوا بعقد لقاءات دينية وهيئوا دروسا حماسية للناس، وبدأت تنتشر المعنويات تدريجيا بيننا وكنت واثقة ان هذه المعنويات لن تزول، وتتعز في جيل بعد جيل .

ابنا: ماذا كانت نشاطاتك آنذاك في لبنان؟

لقد بدأت النشاطات في بداية المقاومة، نحضر في اللقاءات الدينية، لقد تعرفنا على ثقافة الشهيد في بداية الطريق، مازالت المقاومة الاسلامية تقدم الشهداء، ولقد أسسنا هيئة نسائية مرتبطة بحزب الله بسبب قلة معرفة الناس في القرية، وبدأنا العمل فيها، فمثلا كنا نجتمع، وندعو، ونتعلم دورسا دينية خاصة عندما يأتون بشهيد، لأني كنت أهلا للمنبر والمطالعة، ولدي معلومات جيدة، وكنت أصعد المنبر وأخطب بين الناس وأحثهم على المقاومة والجهاد . اشكر الله تعالى على استطاعتي في نقل هذه المعنويات الى الناس .

ابنا: إذن كنتِ تدرسين وتعلمين ؟

نعم، لقد حضرت في مدرسة المهدي فترة من الزمن، وهناك أكثر من 16 فرعا في لبنان، وفرع في مدينة قم، وفي البداية كنت مراقبة، وبعد ذلك أصبحت معلمة التربية، اعتقد ان الذي يريد أن يكون معلما للتربية، يجب أن يمتلك روحا جهادية، أذكر اني كنت أدوّن خطب الإمام الراحل (ره) على قرطاس كبير، وأعلقه على جدران المدرسة، لكي يطلع عليه الطلاب ويقرؤه، وبشكل موجز كنت أعلّم طلابي قصصا كثيرة بهذه الطريقة. وعندما كنت امتحن الاطفال فيما يخص المقاومة والجهاد، كنت أسأل عن الإمام الحسين(ع) وعاشوراء. كنت معلمة التاريخ كذلك، يتحدث كتاب التاريخ عن الأئمة عليهم السلام والخلفاء الأربعة. وكنت أصحح الأخطاء التي توجد في بعض الأحيان في الكتاب، حتى يصل علم التاريخ بصورة صحيحة الى أذهان الأطفال .
وكنت أقوم بأعمال أخرى في مدرسة المهدي، كجلبهم الى معسكرات الاطفال أو أماكن النزهة، وأقيم لهم المسابقات، فمثلا في الحافلة نحن في أثناء الطريق أسئلهم وأقدم لهم الهدايا، كنت أعلّم الاطفال أحكام دينية كإقامة صلاة في وقتها والصيام، والوضوء، وفي نهاية المطاف انسحبت من أعمال القرية واعتزلتها وجئت الى ايران. والآن انا أكثر من ثلاث سنوات أقيم في ايران، ونشاطاتي اغلبها في الفضاء المجازي.

ابنا: نرجو ان توضحي بصورة دقيقة ما هي النشاطات التي تقومين بها في الفضاء المجازي ؟

نعم، أكثر النشاطات في منصتي تتعلق بجمهورية ايران الاسلامية، وخاصة في بداية الإخلال بالنظام العام، افتتحت هذه المنصة، وعندما بدأت عمليات الإخلال، نشرت على برنامج "واتس آب" صورا، اقترحت عليّ احدى صديقاتي، ان افتتح منصة خاصة بهذه الصور، لكي لا تضيع، ويتسنى للآخرين الاستفادة منها وقت الحاجة، وفعلا قمت بذلك، وقرابة قبل سنتين كنت أتباع الأخبار لحظة بلحظة، يمكن القول اني كنت أفعل ذلك أكثر من الإيرانيين، وكنت أتألم عندما أشاهد بعض المشاهد، ثم بعد ذلك خفّ الإخلال بالنظام، وكنت أنشر مواضيع عن الشهداء، واترجم مقاطع فيديو مختلفة، وترجمت نشيد "صديقي الشهيد"، واستخرجت كلمات من قبيل "أين عمار" و"لاله"، وبحثت حول هذه الكلمات وحققت فيها، وسجلت توضيحا عنها، حتى يتمكن الناس في لبنان والناطقين بالعربية من فهمها، وأن هذا النشيد ما موضوعه .

ابنا: ما رأيك كمواطنة لبنانية فيما حدث في جمهورية ايران الاسلامية من الإخلال بالنظام العام ؟
يجب أن أقول ان الله يشهد على ان عشقي لإيران كثير، وأحب العيش هنا، ومن هنا أعلن أن جمهورية ايران الاسلامية أعز علي من الأم والأب. كما استاء وتألم شعب لبنان وخاصة أبناء حزب الله فيما يتعلق بالإخلال بالنظام الذي حدث في السنة الماضية، ولم هناك بدرجة متابعتي لتفاصيل الأحداث، فيما يكتفي الناس بالأخبار العامة والهامة فقط

ابنا: قلتي ان الجمهورية الاسلامية أعز إليك من الأب والأم لماذا ؟
سببه واضح؛ لأن ايران دولة الامام الزمان ارواحنا فداه، عندما كنت صغيرة في حدود 15 من عمري، قرأت كتابا عن الثورة الاسلامية ومنذ ذلك الحين عشقت ايران، لأن نحن اللبنانون كبرنا في أجواء المقاومة والجهاد، وحبنا لإيران ازداد، تعلمنا من خطب الامام الخميني (ره) ان الحكومة الاسلامية أعز من نفس الإمام الزمان (عج)، تعلمنا ذلك ولذلك علينا أن ندافع بالروح والجسد عنها .

ابنا: ما رأيكم بقائد الثورة الاسلامية ؟ وما الكلمة التي تريدين توجهها إليه ؟ وماذا تقولين عن القائد العسكري "سليماني" ؟
في البداية نتكلم عن الإمام الخميني (ره) وهو قال عن قائد الثورة: ان السيد الخامنئي كالشمس، نحن أبنا حزب الله عشاق القائد، ونطيع أمره، كما اننا نطيع أمر السيد حسن نصر الله، وهو طاعة القائد، وهو ولي الفقه ونائب الإمام الحجة (عج)، يشهد الله اني وعشرتي ندعو للسيد، وأمي تدعو للجمهورية الاسلامية وله كذلك، وهو ورد في لسانها، وكذلك رأيته في المنام، ورجعت من ايران الى لبنان .

ابنا: قلتي رأيتي مناما، نرجو أن توضحي للمتابعين هذا المنام
نعم، كنتم في ايران وأسكن قم، وكانت معشيتي جيدة جدا، ولكن بسبب القائد، تركتي جنتي ورجعت الى لبنان، في ليلة المنام، رأيته وسألته : سيدي، ما هو تكليفي ؟ عندما رأيت الرؤية كانت في صيف عام 2018، وكنت في لبنان وكان من المفترض أن ارجع الى ايران، ورايت في المنام اني أصلي خلف إمام صلاة الجماعة، ولم أعرف من هو إمام الجماعة، ولكن في جانبي الأسر كان سيد القائد، وفي جانبي الأيمن السيد حسن نصر الله، وكان السيد حسن نصر الله متقدم وبعيد عني، ولا أريد ان اذكر التفاصيل الآن، ولكني أذكر جانبا من المنام الذي يتعلق برجوعي، وبعد الصلاة ذهبت الى سيد القائد وسألته ما هو تكليفي ؟ سيد القائد أشار الى السيد حسن نصر الله وقال: أفعل كل ما يريده السيد، وعندما استيقظت من النوم، فهمت الرسالة انه علي الرجوع الى لبنان، وكان صعبا عليّ وحزنت .
وعندما أدركت انه يجب عليّ الرجوع الى لبنان حزنت كثيرا، ورجعت الى ايران، لأنه بقي اسبوع واحد لكي أعود الى ايران، كنت اجرت بيتا في قم، ورجعت الى ايران وذهبت عند سيدة تعلم هذه الأمور. وعبّرت الرؤية انه يتعين عليّ الرجوع الى لبنان. وباختصار مع غم وتأوه، جمعت حاجاتي ورجعت مرة أخرى و سبعة أشهر ابتعدت عن قم وعن السيدة المعصومة (ع)، وتعذبت كثيرا، الابتعاد عن السيدة المعصومة صعب جدا، وعند الذهاب الى لبنان، كنت أشعر بالوحدة، وأشكر الله تعالى بعد 7 أشهر رجعت الى ايران، ولكن تلقيت نبأ استشهاد الحاج القائد "قاسم سليماني" .

ابنا: نظرا الى احترامك العميق الى سيد القائد، وان شاء الله يصل هذا الحوار إليه ويلاحظ فيه، نحن في وكالة اهل البيت (ع) "ابنا" نبلغ تحياتك عبر هذا الحوار إليه .
ان شاء الله، سلامي الحار اقدمه الى سيد قائد، وصدفة قبل مدة أشكر الله تعالى ان وفقت للذهاب الى بيت القائد، ولكني لم استطع ان ألقى تحية عليه، وكنت اريد ان قدم كتابي هدية له، ولكن لم تأت تلك الفرصة، كتابي باللغة العربية، وأحب ان تُترجم الى اللغة الفارسية ولكن لم يتعن ذلك .

..................

انتهى / 232