وفي حوار مع وكالة أبنا أكد عوض أن المقاومة لم تستجب لتلک الضغوط والتهویل وفتحت الجبهة من الیوم الثاني لعملیة السبعة اکتوبر ووسعت دائرة الاشتباک وکسرت كل قواعد الاشتباك التي أرسیت بعد حرب تموز 2006 و تلک التي أرسیت بعد الغزو الإسرائیلي لبیروت.
وحول استراتيجية المقاومة في لبنان قال إن المقاومة استعرضت قدراتها البشریة و السلاح ودمرت خط الدفاع وتحصیانت وتجهیزات الإلکترونیة للعدو الاسرائيلي على طول الحدود وأوقعت العدد الکبیر من الإسرائیلیین بین قتیل وجریح ودمرت لا بأس به من الآلیات المؤللة الإسرائیلیة واستهدفت التجمعات للعدو و أرسل طائراتها إلی ساحل حیفا وصفد و بالمدى التي هي ترغب فیه .
وأكد الخبير الاستراتيجي إن الآن یعترف العدو
والعالم بان المقاومة أقدمت علی عمل غیر مسبوق حيث أنها استخدامت الصواریخ
الموجهة ضد المدرعات بطریقة متقنة وذلك في هجماتها ضد المواقع وضد التحصینات أیضا
وبمعنى أن المقاومة لم ترتدع ولم تلتحق وسارت
في خطتها وأوزنت الجبهة وأسهمت بتنسیق النیران
والجهود مع جبهة سوریا والعراق ومع جبهة الیمن.
وحول الاغتيالات والاستهدافات الصهيونية في الأونة الاخيرة قال الخبير اللبناني إن اسرائیل زادت من التهویل وبسبب اخفاقاته وعجزه وخسائره المتعاظمة في غزة، حاول أن یستعرض العضلات وقامت بعملیات اغتیال الأمریکي والإسرائیلي في سوریا وفي لبنان وعملیة تفجیریة إرهابیة في کرمان في إیران.
وحول فشل الكيان وعدم حصول تغيير في إرادة المقالومة بفعل الاغتيالات قال ان ذلك لن يرتدع المقاومة وحاول الكيان التأثیر علی معنویاتها ولرفع معنویات جیشه ومستوطنیها المنهارة لكن رد المقاومة کان حکیما ذو طبیعة ابداعية واستخدمت استراتیجیة ولما تبارزه بقتل قائد-بقتل قائد إنما ذهبت إلی تدمیر قواعد استراتیجیة لقیادة وإدارة الحرب الجو فضائیة والحرب الإلکترونیة والتشویش في جبل نیرون. وعندما استهدفت القائد الجهادي وسام حسن الطویل في الخربة، رد بقصف تدمیر مقر قیادة الجبهة الشمالیة والشرقیة في صفد.
وإستتنتج الخبير اللبناني ان هکذا تؤکد المقاومة أن یدها هي العلیا وانها تستثمر في کل هدف ضد مشروعه وخططه الاستراتیجیة لتدمیر خطوط الدفاع وتدمیر مقرات قیادة العدو تمهیدا لتوسیع دائرة الاشتباک والفروعات علیها.
وحول السناريوهات المستقبلية لجبهة لبنان قال يبدو حتی الآن یبدو ان الاشتباک سیبدو بسقف منخفض تحت سیطرة المقاومة والمقاومة هي من تقرر مستوی عصف الجبهة الشمالیة بالنسبة لفلسطین وهي الجبهة الجنوبیة بالنسبة إلی لبنان.
وحول الوضع في الكيان
قال المحلل الإستراتيجي إن في حقیقة الأمر إسرائیل شاخت ومعزومة وسبق عملیة طوفان الأقصی
الإيجابية والغیر المسبوقة التی فاجئت الجمیع، کانت اسرائیل في حالة أزمة سیاسیة
ومجتمعیة حادة قسمت فیها التوازنات والقوی
و کان الإسرائیلیون یتحدثون أن اسرائیل مهددة بحرب أهلیة إذا استمرت محاولة
الانقلاب المینیة لإعادة هیکل السیستم الصهیوني ليصبح أکثر تطرفا.
وأوضح إن الوضع الكيان بعد حصول عملية طوفان الاقصى كان متأزم جدا حيث في عشیة
طوفان الأقصی استشعرت اسرائیل بأنها انکشفت علی جیش مفکک وعاجز ودفاعات تنهار
بسرعة البرق فاستنفرت وتوحدت ویقودوها نتنیاهو وغالانت بدوافع شخصیة لحمایة أنفسهم
وفي المصیدة الاستراتیجیة. سموا الحرب بأنها الحرب الوجودیة بمعنی انها إن لم تنتصر في هذه الحرب فلن یکون لها وجود أکد ذلک
غالانت وزیر الدفاع مرات بأنها ان لم ننتصر في هذه الحرب فلیس لنا مکان في هذه
المنطقة.
وأكد إن من الواضح انها ستهزم لیس هناک عنصرا واحدا في الجاري من التطورات أو في احتمالات المستقبل لایفید باحتمال أنها ستمتلک عاصر تؤمنها لتنتصر. و هذا ما بدا یبدو علی الکیان الصهیوني بصورة مباشرة فهي في غزة تهزم لم تحقق اي من عناوینها وشعاراتها التي حددت لها الحرب.
وحول آثار عملية طوفان الاقصى على المستوى الجبهات قال إن أبطال غزة قاتلوا بتخطیط وکفاءة وإدارة وسیطرة استثنائیة ونوعیة وتمكنوا من تدمير أربعة فرق مؤللة من أصل الخمسة و لوائین من أصل سبعة ألویة نخبة وألحقوا خسائر فادحة بالآلیات وبالبشر اضافة إلی ما فعله الحوثیون في البحر الأحمر من التأثیر علی الحرکة الاقتصادیة في الکیان الصهیوني وبفعل الاستنفار والتعبئة العامة بدأت تظهر مؤشرات انهیار الاقتصاد الإسرائیلي. من المنطقي مع سلسلة الإخفاقات والعجز أن تعود الصراعات التي کانت وکمنت في الأیام والأسابیع الأولی للحرب والاشتباک تعود لتتظهر.
وفي موضوع الخلافات
الدخلية في الكيان الصهيوني قال أن الیوم نسمع عن
تشققات واسعة في المستوی السیاسي في المستوی العسکري بین نتانیاهو و أرکان
حکومة الحرب وبین نتانیاهو وغالانت وقادة الأجهزة الأمنیة. هذا أمر منطقي اسرائیل
مصابة بأعتاب تاریخیة و خاصة بمرض الشیخوخة مأزومة من ما قبل طوفان الاقصی و طوفان
الأقصی کشفها وکشف قیاداتها العجز
والفردانیة وتقدیم مصلحتها علی حساب مصلحة اسرائیل.
وإستنتج من ذلك إنه من المنطقي ان تتضخم تباینات جوهریة بین الإدارة الأمریکیة ونتانیاهو بخصوص الحرب وتوسیعها ومدتها وهذه أیضا ستنعکس في مزید من الصراعات الداخلیة والتوترات. من المتوقع ان تعصف الأزمة الداخلیة في اسرائیل وقد تتسبب بانهیار حربها و ربما بأخذ إسرائیل إلی مرحلة من الفراغات والفوضی.
وحول مساعي الأمريكية لتخفيف التشديد في الجبهات قال إنه في بدایة الامر عندما استشعرت أمریکا أن هناک خطرا محقا علی اسرائیل وقد انکشفت علی هشاشتها و تفکک جیشها وسقط خط دفاعها في غلاف غزة بیسر وسهولة، هبت أمريكا بکل مسؤولیها وأمرت الدول والحکومات الأطلسیة و العالم الأنکلوساکسوني وتقاطروا جمیعا في محاولة لتأمین وإسناد ودعم إسرائیل.
وشرح إن الولايات المتحدة سعت بشكل جدي لدعم
الكيان حيث أرسلت أساطیلها إلی المنطقة وهددت المقاومة في لبنان وسوریا و ایران
وقالت انها هي ستخوض الحرب في الجبهة الشمالیة دعما لإسرائیل إذا فتحت الجبهة، وزار
المسؤولین الأوربیین والأمریکیین مع عشرات المرات اسرائیل والمنطقة في محاولة لترویج
عملیات التوهین والتخویف إلا أن المقاومة فتحت الجبهات لم ترتهب وقال السید حسن
نصر الله للأساطیل أننا أعددنا العدة المناسبة و بدأت الاشتباکات و توسعت دائرتها
وأردف قائلا أظن أن امریکا أیقنت بأنها غیر قادرة علی أي فعل وعلی أي حرب تتطور لها بصورة مباشرة وستکون هزیمة و انتکاسة استراتیجیة ستصفي وجودها ووجود العام الأنکلوساکسوني في أفریقیا وآسیا والمنطقة برمتها وهذا سیؤدي إلی الإنکفایة وتفجر أزماتها فعادت وبدأت تتصرف بشيء من العقلانیة، تطالب نتنیاهو ان لا یوسع الحرب ترسل الموفدین إلی لبنان و تقدم عروضا لإغراء المقاومة لعدم توسیع دائرة الحرب وتسعی وتبذل الجهد لإقناع نتنیاهو بتخفیض منسوب التوتر والحرب في غزة بما تسمیه المرحلة الثالثة.
وأكد أن الیوم من الواضح بأن أمریکا أیقنت أن نتنیاهو أحمق ومغامر یسوق إسرائیل إلی الانتهاء. أمریکا دولة کبیرة دولة موثرة لها مصالحها تستطیع ان تعد خططتها واستراتیجیاتها وتخدم مصالحها عبر أدوات وتحالفات أخری.واضح أن أمریکا خفضت منسوب المستوی واحتمالات تدخلها إلی التدخل الدبلوماسي وتمارس حمایة لإسرائیل في محکمة العدل الدولیة في القرارات مجلس الأمن وتقوم بعملیات اشغال وقت للإعلام وتسعی لتألیب العرب والمسلمین علی غزة فلم تنجح وفشلت في بناء التحالف في البحر الأحمر وهذا یمثل ویبرز أصبحت ضعیفة في المنطقة والأقلیم حتی حلفائها وأدواتها تمردت عليها.
وأكمل أنه لا أظن أن الولايات المتحدة لدیها قدرة أعلی من أن تحاول فرض ضغوط علی نتنیاهو وعلی القیادة الإسرائیلیة لتخفیض حدة التوتر خوفا من اتساع مسرح الاشتباکات في الجبهات وعصفها بحیث تستعجل نهایة اسرائیل ونهایة الوجود الأمریکي والأطلسي في المنطقة ولم یعد لدی أمریکا بعد ستة وتسعین یوم من الحرب إلا ان تمارس الضغوط الدبلوماسیة والسیاسیة وتأمل أن تحقق شیئا.
وحول الدور اليمني في معركة طوفان الاقصى أوضح إن الیمن فاجأ الجمیع بانها أعدّ عدته واستعد أولا ليثأر لنفسه من الحرب الظالمة والغزو الظالم الذي تعرض له برغبة وارادة وقیادة والمشارکة الأمریکیة - الإسرائیلیة عندما لاذت أمریکا بتوظیف الدول الخلیجیة التي تأمرها فتطيع. وکانت هذا الحرب على اليمن ثمان سنوات ودفعت کل الأثمان الممکن دفعها، الغزو جوع الیمینین وحاصرهم ودمر البنى التحتیة وشرد عشرات آلالاف وقتل العشرات من الیمنیین الأبریاء وقرر الیمین أن یثأر لنفسه.
وأوضح إن الیمن بالنسبة لنا هو المنشئ للعربية والعرب وتالیا قضیة فلسطین قضیة حاضرة دائما بصفتها قضیة اجتماعیة وعائلیة وشخصیة للیمنیین و دائما کنا نشهد تظاهرات ملیونیة في الساحات حتی عندما تکون دعوة ولنصرة فلسطین.
وأكد أن اليمن یعرف ان العصب الأساسي والمحوري للقوة في الاقلیم وفي العالم هي السیطرة علی البحار وحرکة التجارة العالمیة وله موقع جغرافي حاکم ولدیها رجال اشداء مقاتلون وشعب ناهض یطالب بالثأر ویطالب بإسناد غزة فأنذر وعندما لم یستجب بإنذاره فعلی أدواته وبدأ یستهدف السفن الإسرائیلیة والسفن المحملة من وإلی إسرائیل.
وحول الهجوم الامريكي على القوات البحرية اليمنية قال إن أمریکا ارتکبت خطرا قاتلا عندما اعتدت علی ثلاثة زوارق واستشهدت العشرة من الجنود البحریة قال الیمن أننا جاهزون ومستعدون وسنخوض الحرب.
وحول الرد اليمني الاول على تلك الجريمة قال أن اليمن نفذتعملیة اعتبرها البریطانیون والمتابعون بأنها كبرى العملیات منذ الحرب العالمیة الأولی باستهداف مدمرات بریطانیة وأمریکیة. هذا یؤکد علی عزمه بأن البحر الأحمر والبحر العربي أصبح بحور عربیة والسیطرة والید العلیا فيها للیمن ولمحور المقاومة وعبرها لن هناک تمویل أو تموین أو تذخیر و تأمین وتحقیق المصالح التجاریة الاسرائیلیة ان القرار النهایي.
وحول المخوثق اليمني الفعلي في الجبهة قال إن طبعا بهذا المشاركة والمواقف الحازمة ارتقی الیمن من أن یکون دولة محاصرة مبعوثاً بأمرها مفتتة متسارعة محتل اجزاء منها إلی أن أسست لهاو لنفسه دورا کبیرا بمستوی الدول الاقلیمیة الوازنة التي تفرض وستفرض نفسها في المرحلة القادمة لجهة أنه شریط محوري أعاد هیکلة منطقة الخلیج والمنطقة العربیة برمتها وبکل تأکید عندما یقاتل الیمن الأمریکیین يصبحوا قوة هرقیلیة سیکون له أیضا رأي ومکانة في أي تحولات مستقبلیة في شأن الصراع العربي – الإسرائیلي فانتزع مکانته کقوة رائدة وقائدة مناصرة للحق العربي في فلسطین ومقاتلة لتأمین سیادتها ووحدتها ولجم أي محاولات للعدوان علیها ولنصرة قضایا الأمة العادلة.