وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأربعاء

٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣

١١:٤١:٠٢ ص
1421875

خبير استراتيجي لبناني في حوار مع أبناء: التحالف البحري ضد اليمن تشكل على أساس الأكاذيب وسيفشل + فيديو

لكن يبقى هناك نقطة لابد من إثارتها؛ وهي نقولها بسؤال: هل أن أمريكا أقدمت على هذا الأمر حتى توفر على إسرائيل ضغطاً علنياً وتمكن نفسها من الضغط عليها لتوقف حربها في نهاية هذا العام؟ هذه نقطة يمكن ان تخطر بالبال.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ تحاول قوى المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن خلق صراع للنظام الصهيوني وحلفائه وتدمير التركيز الميداني لهذا النظام المزيف وتقليل الضغط الشامل على سكان غزة وفي هذا الصدد، قام اليمنيون في البحر الأحمر بتضييق المجال أمام السفن التي تنوي المغادرة إلى الأراضي المحتلة، وعملوا عملياً على تعطيل النظام الاقتصادي لإسرائيل من خلال محاصرة إسرائيل.

وللتعامل مع اليمنيين، تسعى أمريكا إلى تشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر وخليج عدن. التحالف الذي كانت أمريكا تعتزم تشكيله ضد الحوثيين بحضور 39 دولة تم تشكيله بحضور 10 دول فقط، وهو ما يظهر فشل الولايات المتحدة في ضم دول مثل الإمارات ومصر والسعودية إلى هذا التحالف البحري.

وفي تقييم تشكيل التحالف الدولي الأمريكي لمواجهة التصرفات والعمليات البحرية لقوات الجيش اليمني، أجرت وكالة أنباء أبنا مقابلة مع الدكتور أمين حطيط، الأستاذ في جامعة بيروت، والكاتب والخبير العسكري قال فيها :

ابتداءً ينبغي ان نشرح سبب مشاركة اليمن، الاصل فی الموضوع هو العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة وهذا العدوان في أحد وجوههي يتمثل بحصار خانق للقطاع يمنع من أهل القطاع الماء والدواء والغذاء وكل شيءٍ يتعلق بمعيشة الإنسان.اليمن بقواته المسلحة الوطنية شاء أن يساهم في التصدي للعدوان إسناداً ومساندتاً ودعماً لأهالي قطاع غزة ففي مقابل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة فرض اليمن حصاراً على حركة الملاحة البحرية التي تنقل البضائع والخدمات للكيان الصهيوني وتتجه بشكل أساس نحو ميناء إيلات الذي أسمه في الأصل أم الرشراش.فبالتالي ما تقوم به اليمن ردة فعل على فعلٍ إجرامي قامت بهي إسرائيل وهو الحصار. وتصفية هذا الموضوع يكون بكل بساطة بأن تتوقف إسرائيل عن عدوانها عند ذلك تتراجع اليمن عن حصارها.لكن هذا الأمر لاتريده الولايات المتحدة الأمريكية والتي لاتريد أن تتشكل جبهات متحدة متبادلة ومتساندة في المنطقة، هي تريد أن تعمل دائماً بسياسة الإستفراد والتجزئة والتفتيت وهي لاتتقبل فكرة أن يقوم اليمن على بد ألفي كيلومتر من فلسطين بمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.لذلك بدل أن تعالج السبب تعالج الظواهر وبدل أن تعالج سبب السلوك اليمني وتتجه لإسرائيل لرفع الحصار عن القطاع فهي تريد أن تؤمن حماية وخدمة لإسرائيل بأن تدعها تمارس عدوانها وأن تمنع اليمن من ممارسة حق الدفاع عن قطاع غزة ومساندة قطاع غزة.لذلك شكلت حتى الان قوات متعددة الجنسيات شاركت فيها عشرة دول معظمها دول غربية وأمركية وهناك دولة عربية واحدة هي البحرين. البحرين التي تقيم علاقات مع إسرئيل وتعمل في خدمة المصلحة الإسرائيلية. هذا التشكيل العسكري الذي تدعي أمريكا أنه سيؤمن حرية الملاحة في البحر الأحمرلإ هي تعرف إن الملاحة في البحر الأحمر غير مهددة وبالتالي لا أحد في اليمن يستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر. جل ما في الأمر هو ضغطاً على إسرائيل لتفك حصارها من قطاع غزة.

لكن السؤال هل أن هذا التشكيل العسكري المتعدد الجنسيات بإمكانه أن يحقق الأغراض من إيجاده؟ إذا كان هناك دراسة وتحليل للأعمال العسكرية التي يمكن ان تجري في مواجهة السفن المتجهة إلى إسرائيل فل كل يعلم إن هذه عملية الإعتراض ليست من نوعٍ واحد، فهناک الإعتراض عبر زوارغ حربية وهناك أيضا الاعتراض بالنار عبر الصواريخ والمسيرات.فإذا كانت قوة المتعددة الجنسيات تستطيع أن تحمي القطع البحرية المتجهة إلى إسرائيل من اعتراض بواسطة زوارق بحرية يمنية فإنها لاتستطيع أن تحميها من المسيرات والصواريخ التي يمكن ان تنطلق من البر.ثم هناک أمراً آخر؛ إذا كانت أمريكا بصدد منع إطلاق النار من البر اليمني على القطع البحرية فإنها بحاجة إلى إشتباك مع اليمن وتكرار الحرب العدوانية التي إنتهت بفشل والتي دامت سبعة سنوات وكان يقودها تحالف إقليمي قادته السعودية بإشراف أمريكي أيضاً التجربة مماثلة وهي لاتقدم الشيء الإيجابي.بالمختصر إن أمريكا التي تريد أن تقدم نفسها وتؤكد على إنها حامية لإسرائيل وحامية لعدوانها وحامية لمصالحها إذا شاءت أن تلجأ إلى القوة العسكرية ستدفع المنطقة إلى مواجهة العسكرية التي من شأنها أن تقطع الطريق على الملاحة الدولية فتكون أمريكا بدل أن تؤمن حرية الملاحة تتسبب بقطع الطريق أمام هذه الملاحة ولذلك لانعتقد أن المسعى الأمريكي في ما هو ظاهر منه حتى الآن ناجحٌ في مبتغاه.

 لكن يبقى هناك نقطة لابد من إثارتها؛ وهي نقولها بسؤال: هل أن أمريكا أقدمت على هذا الأمر حتى توفر على إسرائيل ضغطاً علنياً وتمكن نفسها من الضغط عليها لتوقف حربها في نهاية هذا العام؟ هذه نقطة يمكن ان تخطر بالبال.

وحول إمكانيات اليمن وضح إن اليمن كما هو معلوم تعرضت لعدوانٍ بشع ولئيم ومجرم خلال فترة سبعة سنوات وإنطلقت من إمكانات بدائية بسيطة لدفع هذا العدوان وخلال هذه الفترة الدفاع عن النفس إستطاعت أن تسلك طريق ومسار التصنيع العسكري لإيجاد السلاح والذخيرة التي بها تتقي المخاطر وإحدى المخاطر الرئيسية ألتي كانت تخشاها اليمن هي المخاطر الآتية من البحر كون اليمن دولة ساحلية لها شواطئ، شاطيء على البحر الأحمر وشاطيء على بحر العرب وباب المندب تشارك بجزءٍ من شاطئهي الشرقي فبالتالي اليمن نظراً لهذه المخاطر ونظراً لقدراتها للتصنيع العسكري وبالدعم التي تتلقاه من حلفاء في محور المقاومة إستطاعت أن تمتلك ما يمكنها من الدفاع البحري وهذا التمكين يشمل الأسلحة التالية: أولا الصواريخ بر – بحر وتملك اليمن منها ما يكفي للدفاع عن شواطئها، ثانيا الزوارق البحرية السريعة ثالثاً الضفادع البحرية التي تنقل على مراكب صغيرة، رابعاً المسیرات للمراقبة خامساً المسيرات التي تحمل رؤوس متفجرة فبالتالي تملك اليمن القدرات التي تمكنها من إعتراض السفن الذاهبة إلى إسرائيل. فإذا كانت القطع البحرية من مجموعة قوة المتعددة الجنسيات قادرة على حماية الباخرة من المصادرة ومن وضع اليد عليها و محاصرة الزوارق والمراكب فهي ليست قادرة كما ذكرت على منع الصاروخ والمسيرة من الوصول إليها خاصتاً وأن المسافات التي يمكن أن تتحرك بها هذه القوى اليمنية مسافات معقولة من الساحل وتستطيع أن تصل بشكلٍ أو بآخر بتوقيتٍ يناسبها.لذلك أقول إن المسعى الأمريكي لن يحقق أهدافه وقد يشعر الآخرين بأن أمريكا وضعت اليد على الملاحة في البحر الأحمر ولكن هذا الأمر غير مستقر وغير ثابت.

وحول إمكانية المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وقوى محور المقاومة قال لا أعتقد إن الظروف الإقليمية الحالية تتيح مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها وحلفائها وأتباعها من جهة و محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية. فهذه الحرب الذي نسميها الحرب الكبرى لم تتشكل ظروفها بعد، لذلك أعتقد إن كل الطرفين فيها أو المرشحين ليكونا فيها يتجنبان ذلك ولذلك تبقى الحرب والمواجهة العسكرية بين إيران وأعداء محور المقاومة تبقى حتى اللحظة مستبعدة.

وحول سباب إمتناع الدول العربية الحليفة لواشنطن من الإنضمان للتحالف البحري وتفادي المشاركة في مواجهة اليمن وضح إن الولايات المتحدة الأمريكية روجت قبل إعلان الدول المشاركة أن السعودية ومصر والإمارات ستشارك في هذا التشكيل العسكري الدولي ولكن عند الإعلان تبين إن هذه الدول إمتنعت عن المشاركة وأعتقد إنها حسناً ما فعلت لأن ليسش من مصلحتها أن تقدم نفسها حاميتاً لإسرائيل وتدافع عنها في مواجهة الوضع الذي يعيشه قطاع غزة لأن جل ما يطلبه اليمن هو فك الحصار عن غزة. فاليمن لايتوجه بناره لأحد من الدول العربية وليس منطقياً أن تبادر هذه الدول أو أي منها لمعاداة اليمن أو إتخاذ موقف عدائي من اليمن وهو غير مهدد من جيشها.