وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

٥ ديسمبر ٢٠٢٣

٨:٢٤:١٨ م
1417685

نظرة علی تاريخ تأسیس مدیریة المطبوعات في العتبة الرضویة المقدسة

تمكنت إدارة المطبوعات في منظمة المكتبات والمتاحف ومركز السجلات في العتبة الرضویة المقدسة، وبإعتبارها الأرشیف الکبیر والنشط الوحید في شرق البلاد من إتاحة الفرصة لزوار الإمام الرضا علیه آلاف التحیة والثناء ، بمطالعة وقراءة آلاف النسخ من المنشورات المجمعة من جميع أنحاء إيران والعالم بلغات مختلفة.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ يوجد بجانب دوار الشيخ الطبرسي للحرم الرضوي الطاهر مبنى "المنظمة العلمية والثقافية للعتبة الرضویة المقدسة" والذي یتم فيه جزء من أنشطة تحدید الهویة والإستقطاب والأرشفة وتقديم الخدمات الصحفية الخاصة بهذا الحرم الطاهر من خلال « مدیریة مطبوعات العتبة الرضویة المقدسة»  وفيما يلي نعرض كيف تم تأسیس هذا المركز.

 أقدم وقف للمطبوعات في المكتبات الإيرانية

يرتبط تاريخ تشكيل مدیریة المطبوعات في العتبة الرضویة المقدسة بصحيفة تحمل اسم « وقائع اتفاقیة»، لأن مكتبة العتبة الرضوية المقدسة، والتي يبلغ عمرها مئات السنين، قد سجلت نسخ صحیفة « وقائع اتفاقیة» منذ الأیام الأولی لصدورها. 

وفي الحقیقة ، بعد موافقة ناصر الدين شاه قاجار في زمن مستشارية ميرزا تقي خان فراهاني الملقب بأمير كبير على إجراء الإصلاحات، تم تأسیس صحيفة للشعب الإيراني لإطلاعهم على الشؤون الداخلية والأحداث الخارجية. كما أسس أمير كبير صحيفة "وقائع اتفاقیة" عام 1267 هجریة.

لقد كان جمع الصحف محل اهتمام منذ الأيام الأولى للطباعة، وتم التركيز على إعدادها والمحافظة عليها. ولذلك، كان العديد من المراكز الثقافية وقراء الصحف في البلاد يفكرون في استمرار هذا التراث المكتوب منذ البداية والمحافظة علیه.

يعود التاريخ الموثق لأول وقف مطبوع إلى عام 1334 هجریة، عندما قام السيد حسين « نائب الأمین العام للعتبة الرضویة في ذلک الوقت» ، بإهداء نسخة کاملة من جريدة « وقائع اتفاقیة»  مع النسخة الخطیة من الأعداد الخامسة والثلاثین الأولی من الصحیفة نیابة عن السیدة « أشرف السلطنة» زوجة السید « اعتماد السلطنة» وزیر المطبوعات ومدیر الصحیفة في نفس الوقت، لمكتبة العتبة المقدسة بشرط عدم إخراجها من هذه المدینة المقدسة (الحرم الرضوي الطاهر) وأن یتم المحافظة علیها وحمایتها من التلف.

ولذلك يمكن اعتبار وقف السیدة « أشرف السلطنة» أقدم وقف للمطبوعات في المكتبات الإيرانية، لأنه تم قبل تأسیس العديد من المكتبات الكبيرة النشطة الآن.
 
الإستقطاب الواسع للمصادر بعد انتصار الثورة الإسلامية

علاوة على ذلك، يمكن القول أنه حتى انتصار الثورة الإسلامية، تم استقطاب أكثر من 300 عنوان من المجلات والصحف والكتب السنوية في مكتبة الحرم الرضوي الطاهر، والتي تم الاحتفاظ بها إلى جانب مصادر الطباعة الحجرية والطباعة الرصاصية داخل المکتبة المرکزیة في الحرم الرضوي.

وأخيرا، في عام 1359، ومن أجل الحصول على معرفة دقیقة للمخزون داخل المكتبة وتسهيل الخدمات وتوفیر حماية أفضل وتعزيز توفير الدوريات، تم تأسیس الأرشيف الخاص بالمطبوعات داخل مکتبة العتبة الرضویة المقدسة بحيث يتم وضع جميع المصادر المطبوعة في هذا القسم.

ومنذ ذلك الوقت، تطورت عملية جذب واستقطاب المطبوعات وشهدت تطورا ملحوظا، وباستخدام أساليب مثل الوقف والتبرع، وتوزیع المنشورات ، والشراء والتبادل، تم إرسال عشرات العناوين ومئات النسخ الجديدة من المطبوعات كل يوم إلى أرشيف منظمة المکتبات والمتاحف ومركز وثائق العتبة الرضویة المقدسة.

ولهذا السبب أصدر المجلس الأعلى للثورة الثقافية تعميماً عام 1368 يقضي بضرورة إرسال جميع دور النشر نسخة من مطبوعاتهم إلى المركز الخاص بالمطبوعات داخل العتبة الرضویة المقدسة. 

كل هذه الأمور ساهمت في التطور الكبير للأرشيف المطبوع داخل العتبة الرضویة ، بحيث أصبح الآن، وبعد 40 عاما من النشاط المستقل، يتجاوز مخزون هذا المركز «2 »مليون نسخة، وأصبح أحد المراكز الثلاثة المهمة النشطة في مجال المطبوعات داخل البلاد.

ويتولى هذا المركز، الذي تم ترقيته إلى مدیریة من حيث الهيكلة،والذي یضم الآن 16 خبیرا مختصا جمیعهم حائزون علی شهادة الماجستیر،تحديد وتوفير وأرشفة وتقديم الخدمات لهذه المصادر. وتضم هذه المدیریة احالیا أربعة أقسام فرعیة.
.......................
انتهى/185