كثير من هؤلاء ما يزال مقتنعا بصدق إسلام أردوجان وأن الدولة العثمانية التي طالما اعتدت على حقوق المسلمين وأذاقتهم الويلات قد أسلمت وحسن إسلامها تماما مثلما هم مقتنعون بصدق إسلام أبي سفيان صاحب اللحية الصفراء وأنه أصبح من أولياء الله الصالحين بل ومن العشرة المبشرين (بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي)!!!.
لو أردت أن تحول دعايتك الكاذبة إلى حقيقة راسخة بل وإلى معلوم من الدين بالضرورة فما عليك إلا أن توكل هذه المهمة لجماعة الإخوان وحبذا لو كلفت (أخ ثقة) بهذه المهمة وكفى الله اليهود شر ترويج الأكاذيب!!.
يزعمون أن السلطان العثماني عبد الحميد رفض العرض اليهودي بالسماح لليهود وأن هذا هو السبب الكامن وراء قيام يهود الدونمة بإسقاطه!!.
معلوم أن الهجرة اليهودية إلى فلسطين قد بلغت ذروتها إبان الاحتلال العثماني للعالم العربي وأن أحد أهم الدوافع وراء الإسراع بتنفيذ فكرة إقامة إسرائيل (ظهور محمد علي في مصر ومحاولاته التوسعية الرامية آنذاك لإقامة امبراطورية عربية قوية تحل محل السلطنة العثمانية المتهالكة . فقد تمكن ان يبني جيشا من أقوى الجيوش في الامبراطورية العثمانية ، وتم تجهيزه باحدث التجهيزات العسكرية القتالية ، وكان هذا يتعارض مع السياسة البريطانية الرامية الى عدم المساس بممتلكات الدولة العثمانية سواء كان ذلك عن طريق غزو خارجي او ثورة داخلية ، واستطاعت بريطانيا بالتعاون مع حلفائها وقف التوسع المصري وإرغام محمد علي على سحب قواته من سوريا وحصر نفوذه بمصر يحكمها هو وأسرته كمنحة من السلطان العثماني).
معلوم كيف تمكن هؤلاء من إجبار محمد علي باشا على الانسحاب من الشام والتخلي عن حلم إقامة دولة عربية تقصي السلاجقة من قمة الهرم السلطوي في عالمنا الإسلامي وتمكن بريطانيا من إقامة الكيان اليهودي في فلسطين رغم أنف السلطان السلجوقي الذي لم يكن يملك وقتها القدرة الفعلية على الرفض، هذا لو كان لديه رغبة في الممانعة من الأساس.
لم يكن تكالب الغرب لهزيمة محمد علي وإحباره على توقيع اتفاق لندن عام 1840 سوى خطوة لإقامة الدولة اليهودية.
من ناحية أخرى فإن السلاجقة العثمانيين الذين يتحدث الآن أردوجان باسمهم ليسوا إلا فرع من فروع يهود الخزر حسب اليهودي الإسرائيلي آرثر كيستلر في كتابه (القبيلة الثالثة عشر ويهود اليوم) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر:
كانت أسرة السلاجقة على اتصال وثيق بالخزر وقد تحدث عن هذه العلاقة بارهبراؤوس (1226-1286) أحد كبار الكتاب والعلماء السريان وكان من أصل يهودي لكنه تحول إلى المسيحية ووسم أسقفا ولم يتجاوز عمره العشرين عاما.
ويروي بارهبراؤوس أن توكاك أبو سلجوق كان قائدا في جيش خاقان الخزر وبعد موته نشأ سلجوق مؤسس الأسرة في بلاط الخاقان إلآ أنه كان شابا طائشا رفع الكلفة بينه وبين الخاقان الأمر الذي اعترضت عليه الملكة خاتون ونتيجة ذلك اضطر سلجوق للرحيل عن البلاط.
كما يتحدث مصدر تاريخي آخر هو كتاب تاريخ حلب لابن العديم عن أبو سلجوق ويصفه بأنه أحد أعيان الخزر الأتراك بينما يذكر مصدر ثالث هو ابن حسول بأن سلجوق طعن ملك الخزر بسيفه وضربه بقضيب كان بيده فكان هذا سببا في مفارقته.
السلاجقة العثمانيون إذا هم فرع من فروع يهود الخزر (الأشكيناز) الذين ادعوا الانتماء للإسلام وقادوا جموع المسلمين أولا لإقامة امبراطوريتهم وثانيا وهو الأهم لتحقيق الأهداف والغايات التي سعى وما زال يسعى دهاقنة الاستكبار العالمي ورثة الإمبراطورية الرومانية لتحقيقها مهما كلف ذلك من ثمن وأهمها محو بيزنطة من الوجود.
أستغرب كثيرا من استغراب البعض من الموقف التركي المحايد من طوفان الأقصى وأنها لن تذهب بعيداً في مساندة الشعب الفلسطيني، (جسب موقع الخنادق) (حيث قررت أن تبقى على الحياد بما يتعلق بهذه المعركة. بل بدأت بإرسال المساعدات الغذائية الزراعية للصهاينة، لأن معظم المستعمرين في غلاف غزة وإيلات وشمال فلسطين المحتلة هجروا بيوتهم والأراضي الزراعية هرباً من صواريخ المقاومة، مما أدى إلى نقص في الخضار والفواكه، في حين أن أهل غزة يرزخون تحت الحصار، لا دواء ولا ماء ولا غذاء ولا كهرباء. كما أن نفط إسرائيل يمر عبر تركيا الأمر المهم، الذي يلجم أردوغان عن اتخاذ مواقف مبدئية من الحرب الإسرائيلية على غزة اليوم، له علاقة بتوفير حاجة الكيان الصهيوني للنفط والتي يحصل على النسبة الأعلى منها من أذربيجان وكازاخستان)!!.
هل يمكن لابن العم السلجوقي اليهودي الخزري أن يغدر بابن عمه؟!.
وحدهم العرب هم الذين يفعلون هذا!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
18/11/2023