وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

١٨ نوفمبر ٢٠٢٣

١:٥٣:٤١ م
1412719

صور المستشفى المكتظ بالمرضى القدامى والجرحى الجدد واللاجئين من أهوال الحرب ؛ قاعدة عسكرية كبرى، وأشاع حوله الأكاذيب عن تحصن قيادات من حماس في داخله، وحين اقتحمه بعد أيام أشاع كذبا وباطلا أنه وجد داخله متعلقات لرجال القسام .

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ مازالت إسرائيل تواصل حرب الإبادة البشرية والعمرانية على غزة انتقاما من صدمتها العسكرية في السابع من أكتوبر الماضي، وأملا يائسا خائبا في تهجير أي عدد تستطيعه من أهلها خارجها، وعينها وقلبها مرحليا على سيناء .

وإخفاقها الكبير الفاضح في تحقيق أي إنجاز عسكري يؤكد أن انتقامها لشرفها العسكري مضى هباء منثورا، وأنها لا أمل لها في استعادة أي حظ منه مهما طال عدوانها الانتقامي الرهيب، وتركيزها فيه على المدنيين والعمران أجلى وأصدق شواهد إخفاقها عسكريا رغم اتساع البون بين قوتها العسكرية وقوة حماس وسائر حركات المقاومة الفلسطينية اتساعا لا مجال للموازنة فيه، ورغم ما ينصب عليها من عون عسكري أميركي سلاحا ومعلومات وحماية إقليمية، ومشاركة فعلية في القتال، وتظهر شكوك تقارب اليقين القاطع بأن مجزرة مستشفى المعمداني ( العريي ) نفذتها طائرة أميركية بإطلاق صاروخ هلفاير ( نار جهنم ) الذي ينفجر قبل وصوله الأرض، ويطلق شفرات تقطع الرؤوس والأطراف، وغضبت من استعماله ضابطة أميركية متقاعدة، ووصفته بجريمة حرب لا تعلم كيف سمح بوقوعها .

وكان إلحاح الجيش الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء آية كبرى مخزية لعسكرية هذا الجيش. صور المستشفى المكتظ بالمرضى القدامى والجرحى الجدد واللاجئين من أهوال الحرب ؛ قاعدة عسكرية كبرى، وأشاع حوله الأكاذيب عن تحصن قيادات من حماس في داخله، وحين اقتحمه بعد أيام أشاع كذبا وباطلا أنه وجد داخله متعلقات لرجال القسام .

 وهذا الجيش الهزأة أخفق حتى الآن، أدام الله _ عز وجل _ إخفاقه وقطع دابره _ في توسيع ما يسميه هجومه البري إلى وسط وجنوب القطاع، ويقر بهذا الإعلام الإسرائيلي، ويصف جيش القتل بالإنهاك والإحباط، وكل جندي ممن دخل غزة يتلهف على لحظة الفرار من جحيمها، وكل يوم يسقط قتلى منه وجرحى، وبلغت جرأة المقاومة في الشمال أنها حاولت إقامة نقظة مراقبة حدودية لها تراقب ما يحدث في الغلاف من تحركات هذا الجيش الذي أعلنت قيادته أمس تسريح بعض جنوده لدرء الانهيار الاقتصادي الناجم عن تركهم لعملهم في مختلف المؤسسات المهنية والفنية .

على الإسرائيليين أن يتذكروا الفرق الهائل بين سهولة احتلال غزة في عدوان 5 يونيو 1967وبين إخفاقهم بعد 43 يوما من مجازرهم وجرائمهم في تحقيق أي شيء أمام مقاومة صغيرة إلا أنها مؤمنة وصبور وعنيدة ومختلفة كليا عن الجيوش العربية الثلاثة التي انتصرت عليها في ذلك العدوان في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم بعد تحطيم الطائرات المصرية في قواعدها . ويتشاجر قادة إسرائيل سياسيين وأمنيين وعسكريين حول هدنة أربعة أو خمسة أيام يطلق أثناءها أسرى من الطرفين، ويرى معارضو الهدنة أن حماس قد تستغل تلك الأيام في تقوية نفسها، ويرد عليهم مؤيدوها بأن حماس أبعد ما تكون عن الضعف، وفي الأخبار أن حماس لم تستعمل حتى الآن سوى 10 % من قواتها .

وأخلاقيا : سقطت كل ثياب إسرائيل عن جسدها، وهي الآن عارية كليا . إبادة المدنيين والعمران المدني التي يحظرها القانون الدولي أوضحت للعالم هوية إسرائيل، وأن كل ما أشاعته طوال عمرها عن أخلاقيتها الإنسانية أكاذيب وأباطيل وخرافات، وأضحى مؤيدوها في الغرب أشد المصدومين من تعريها الأخلاقي، ويتبرأ الآن من جرائمها ومنكراتها يهود كثر في أوروبا وأميركا، ونعجب كيف ما زال بعض حكام العرب يرونها دولة سوية يحسن التحالف معها، وتفسير رؤيتهم أنهم يشبهونها في كل قبحها وفي انفصالهم عن مواقف شعوبهم الماقتة لها، والغاضبة من هول ودموية جرائمها في غزة .

مهما طالت أيام العدوان الإسرائيلي الرهيب الانتقامي فلابد من أن تنتهي، وسيكون ثمن هزيمة إسرائيل العسكرية والأخلاقية وبالا عليها وزوالا متدرجا لوجودها .وما زلت أرى أن رفض القيادة الإسرائيلية لوقف عدوانها الدموي التخريبي الأهوج سببه الرئيسي خوف تلك القيادة من عواقب فحص ما حدث في السابع من أكتوبر وما بعده .

حماد صبح:
كاتب فلسطيني