وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣

٨:٤٩:٢٤ ص
1405480

حزب الله يستهدف "العامود" فعلاً، هم صادقون!

والحقيقة أن هؤلاء صادقون في استخدام مفردة "العامود" لكنهم بالتأكيد عن غير قصد اصابوا "حقيقة"، فما يستهدفه حزب الله بصواريخه الموجهة من أكثر من اسبوعين هو "عامود" الأمن القومي لاسرائيل، وليس فقط عامود "جيش العدو الاسرائيلي".

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ استُفِزَ الناشطون المؤيدون للمقاومة عندما استخدم بعض "الخصوم والمُعادين" عبارة "أن حزب الله يستهدف منذ بداية المواجهات عند الحدود بين لبنان وفلسطين "عاموداً"، في محاولة منهم للاستهزاء بالجهد الذي يبذله الحزب دعماً للمقاومة الفلسطينية وأهلنا في فلسطين".

والحقيقة أن هؤلاء صادقون في استخدام مفردة "العامود" لكنهم بالتأكيد عن غير قصد اصابوا "حقيقة"، فما يستهدفه حزب الله بصواريخه الموجهة من أكثر من اسبوعين هو "عامود" الأمن القومي لاسرائيل، وليس فقط عامود "جيش العدو الاسرائيلي".

والحقيقة أن أغلب مواقع جيش العدو المنتشرة على الحدود اللبنانية مع فلسطين مجهزة بكافة معدات "الرصد والتجسس والاستشعار والتنصت"، وليس فقط من أجل رصد واستشعار تحركات المقاومة، بل تهدف تلك المعدات والتجهيزات التي تقدر تكاليفها بعشرات الملايين من الدولارات (معدات وبرامج ومتخصصين) للتجسس والتدخل أيضاً في كل ما يمكن "السيطرة عليه" الكترونياً من شبكات اتصالات وانترنت ومن برامج ووسائط تستخدم هذه الشبكات وصولاً الى القدرة على الولوج الى أكثر "الداتا" تشفيراً من البريد الالكتروني الشخصي الى خوادم معلومات الدول والأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

كيف ولماذا؟
يدير أغلب هذه المواقع مجندون اسرائيليون يتبعون للوحدة ٨٢٠٠ ولمجتمع الاستخبارات الاسرائيلي بكافة أجهزته من "الموساد" و "الشاباك" وفي مقدمتها وحدات "السايبر" و "الهايتك" والتي تعتبر الوحدة ٨٢٠٠ رأس حربتها الالكترونية المتطورة.

ولكي لا ندخل في تفصيل دور وهيكلية وقدرات الوحدة ٨٢٠٠، يمكن للمتابعين البحث عنها في المصادر المفتوحة، حيث سيجدون العديد من الكتب والتقارير والمقالات حولها وحول عملها واعضائها ونشاطهم.

ولكن سنتطرق هنا لنموذج من المواقع التي تديرها هذه الوحدة على الحدود بين لبنان وفلسطين، وهو موقع "Dvoranit Sigint Base" أو موقع "رأس الناقورة البحري".

وهذا الموقع سبق للمقاومة ان استهدفته بعدة عمليات كان آخرها نهار أمس الأربعاء ودمرت العديد من منشآته وتجهيزاته (أنظر الصورة).

ويتبع مجمع استخبارات الإشارة “دفورانيت سيغنيت بايس”، للوحدة 8200، ويمتد على مساحة أكثر من ٢٥ ألف متر مربع وعلى تماس مباشر مع الحدود اللبنانية، بالقرب من معبر رأس الناقورة، جنوب مقر قيادة قوات اليونيفيل، في نقطة تسمح له بالاضافة لمهام الرصد والتجسس والتنصت والاستشعار، بمراقبة جميع الأنشطة في المنطقة الساحلية وصولاً إلى عرض البحر.

لماذا تستهدف المقاومة "الأعمدة"؟
نشط جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ نهاية عدوان تموز ٢٠٠٦ على تطوير معدات وتجهيزات مواقعه كافة على الحدود مع لبنان، وكان واضحاً منذ البداية، تركيزه على تجهيزاتها بأحدث المعدات، وأكثرها تطوراً والتي تملك قلة من الدول مثيلاً لها، إلى حد بات موقع “دفورانيت سيغنيت بايس” يوازي بتجهيزاته ومعداته قدرات موقع "Urim SIGINT Base" في صحراء النقب والذي يتبع لنفس الوحدة ويعتبر من أكبر مجمعات الاستخبارات والتجسس والرصد في العالم بالتوازي مع مجمع الاستخبارات البريطاني ووكالة الأمن القومي الأميركي.

المقاومة كانت ترصد كافة هذه المواقع، وتوثق أعمال الانشاء والتجهيز والتطوير، وهي لإدراكها المسبق لأهمية دور هذه المواقع والتجهيزات والمنشآت والوسائط المرتبطة بها، سواء الأرضية أو المحمولة أو الجوية، أنشأت وحدات متخصصة عسكرية والكترونية وفنية للتعامل معها عند اللزوم.
وكان من البديهي أن تتعامل المقاومة بداية مع "أدوات الرصد الأرضي" المرتبطة بهذه المواقع، ومن هنا كان الكشف عن العديد من كاميرات التجسس والرصد المزروعة في تلال ومواقع عدة مشرفة في نقاط مختلفة من الجنوب ووصولاً الى الباروك، حيث قامت المقاومة بتفكيكها أو تفجيرها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية.
كذلك نشطت هذه الوحدات التي أنشأتها المقاومة في تتبع ورصد كل ما يرتبط بهذه المواقع والمنشآت، وحققت إنجازات كبيرة، تم الاعلان عن بعضها فيما بقي جزء آخر طي الكتمان.

في السابع من أكتوبر الحالي شنت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، هجوماً واسعاً على مستوطنات غلاف غزة، والعديد من المواقع العسكرية، والاستخبارية الاسرائيلية، واعتبر الحدث يومها "انجازاً عسكرياً ضخماً"، وهو كذلك، ولكن ما لم يلتفت اليه كثيرون، كان الانجاز الأهم والذي تمثل في اقتحام مقاتلي القسام منشآت سرية للجيش الإسرائيلي في "غلاف غزة"، بما في ذلك القاعدة السرية "يركون- 8200".

ومع اندلاع المواجهات في غزة على خلفية هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، بدأ حزب الله (على ما يبدو) تنفيذ خطة معدة مسبقاً للتعامل مع المواقع الاسرائيلية، ليس فقط لإعماء العين الاسرائيلية، وضرب قدرة جيش العدو على رصد واستشعار حركات المقاومين، بل لضرب "عامود" الأمن القومي الاسرائيلي المنصوب على حدودنا الجنوبية، ونجح الحزب في تحقيق أكثر من ٥٠ بالمئة من أهدافه حتى هذه اللحظة.