وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٤ أغسطس ٢٠٢٣

٢:٥٨:٢٧ م
1384688

السيد الحكيم: الرسالة الجوابية للإمام السيستاني الى البابا شخصت بدقة لما يحيط بأتباع الديانات

وقال السيد الحكيم في بيان ان الرسالة "انطوت على مضامين سامية في الأخلاق وتشخيص صائب ودقيق لكل ما يحيط بأتباع الديانات السماوية والمجتمعات الإنسانية بشكل عام من تحديات لا سيما فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية وبنية الأسرة".

أعلن رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، عن تأييده التام والمطلق لما ورد في الرسالة الجوابية التي بعثها المرجع الأعلى سماحة الإمام السيد علي السيستاني (مد ظله الوارف) إلى قداسة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان فرنسيس.

وقال السيد الحكيم في بيان ان الرسالة "انطوت على مضامين سامية في الأخلاق وتشخيص صائب ودقيق لكل ما يحيط بأتباع الديانات السماوية والمجتمعات الإنسانية بشكل عام من تحديات لا سيما فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية وبنية الأسرة".

ولفت الى ان الرسالة أشارت أيضاً الى "الدعوة الشاملة للترويج لثقافة التعايش السلمي ونبذ نعرات الكراهية والتطرف، وتثبيت قيم التآلف بين أبناء الديانات بما يحتم على الجميع احترام المقدسات والإتجاهات الفكرية، وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية بما يضمن حقوق جميع الشعوب في العيش الكريم من الإضطهاد الفكري والعقائدي، وتكاتف جميع الفعاليات الدينية والسياسية والأنظمة العالمية لمجابهة الإرهاب والتطرف والظلم والتعسف الذي يطال الإنسان والمجتمع في العديد من أرجاء المعمورة، حمى الله مرجعيتنا الرشيدة ووفقنا للسير على هداها".

وكان مكتب المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني، نشر اليوم رسالة الى بابا الفاتيكان فرنسيس جواباً على رسالته إليه.

وجاء في نص الرسالة بحسب موقع المرجع الأعلى :"بسم الله الرحمن الرحيم، حضرة الحبر الأعظم البابا فرنسيس رئيس دولة الفاتيكان المحترم، تحية طيبة مع الاحترام والتقدير، وبعد: فقد سرّني كتابكم الكريم الذي بعثتم به إليّ بمناسبة الذكرى الثانية لزيارتـكم التاريخية للعـراق، واللقـاء الـذي جمعني بكـم في النجـف الأشرف، ذلك اللقاء المهمّ الذي أصبح حافزاً للكثيرين من أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية ـ بل ولغيرهم أيضاً ـ للتحلّي بقدرٍ أكبر من التسامح وحسن التعايش مع من يخالفهم في الدين والعقيدة".

وأضاف "لقد أشرتم في رسالتكم الكريمة الى بعض المواضيع التي أكّدنا عليها في ذلك اللقاء الرائع، ومنها أهمية تضافر الجهود في سبيل الترويج لثقافة التعايـش السـلمي ونبـذ العـنـف والكـراهيـة وتثـبيت قيـم التآلـف بيـن الناس، المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين معتنقي مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية".

وقال المرجع الاعلى في رسالته :"إنني أشاركم الرأي في ضرورة بذل المزيد من الجهود للدفاع عن المضطهدين والمظلومين في مختلف أنحاء العالم، منوّهاً الى أنّ للمآسي التي يعاني منها العديد من الشعوب والفئات العرقية والاجتماعية في أماكن كثيرة في شرق الأرض وغربها ـ نتيجةً لما يمارس ضدّها من الاضطهاد الفكري والديني وقمع الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية ـ دوراً في بروز بعض الحركات المتطرفة التي لا تتورع عن الاعتداء على الآخرين المختلفين معها في الفكر أو العقيدة، وأجد أنّ من المهمّ أن يولي الجميع اهتماماً أكبر برفع هذه المظالم، ويعملوا بما في وسعهم في سبيل تحقيق قدرٍ لائق من العدالة والطمأنينة في مختلف المجتمعات، ومن المؤكّد أنه سيساهم في الحدّ من مظاهر الكراهية والعنف بشكل عام".

وبين "يهمّني أن أشير هنا الى ما سبق التأكيد عليه من الدور الأساس للإيمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر، وحاجتها الماسّة الى التزوّد بالجوانب الروحية والمعنوية السليمة، والى الحفاظ على كيان الأسرة وقيمها كما فطر الله الإنسان عليها، والى رعاية التقوى التي بها ينال الانسان الكرامة الإلهية كما ورد في القرآن المجيد (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقد ألهم الله سبحانه النفس البشرية جانباً مهماً منها كما ورد في قوله تعالى: (ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها)".

وفي ختام الرسالة كرر المرجع الأعلى "وتضرّعه الى الله العلي القدير بأن يلهمنا جميعاً الصواب في القول والعمل، ويتفضّل على البشرية جمعاء من الخير والصلاح والسلام ما يليق برحمته الواسعة وعطائه الذي لا حدود له، كما أعبّر عن تمنياتي لشخصكم الكريم بالصحة والسلامة والتعافي من العارض الذي ألمّ بكم مؤخرا".