وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العهد
السبت

٢٩ يوليو ٢٠٢٣

١٢:٠٨:٣٨ م
1383132

مسيرة مهيبة سيرا على الاقدام للسيدات مع الاطفال في لبنان بمناسبة اليوم العاشر من محرم

خرجت الزينبيات سيرًا على الأقدام، وصدحت حناجرهن باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية والهتافات المقاومة إحياء للمناسبة، غير مكترثات لحرارة الشمس الحارقة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ هبّوا منذ الفجر مع الحسين (ع)، نساء وأطفالًا، لفّ الحزن باطنهم، كما لفّ السواد ظاهرهم. بكل خشوع وشعور بألم المصاب، راحت القلوب تندب سيد الشهداء (ع).
وبمسيرة مهيبة، خرجت الزينبيات سيرًا على الأقدام، وصدحت حناجرهن باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية والهتافات المقاومة إحياء للمناسبة، غير مكترثات لحرارة الشمس الحارقة.
المسيرة العاشورائية انطلقت هذا العام من مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، بعيد الانتهاء من تلاوة خطيب المنبر الحسيني الشيخ علي سليم للمصرع، لتخترق طرقات المعمورة، وصولًا لباحة التجمع في ساحة الإمام الحسين (ع) عند دوار الكفاءات.
وعلى طول طريق سير المشاركات، برزت الأعلام والرايات السوداء الحسينية ولافتات المقاومة وصور الشهداء، في مشهد عظيم بوجه الأعداء، أنهم لن يجدوا من الزينبيات إلا عبارة واحدة هي "هيهات منّا الذلة" لأنهن بنات كربلاء والإمام الحسين "ع" ومدرسة الحوراء المتمثلة بـ "ما رأينا إلا جميلًا".
المسيرة تقدّمتها حَاملات صور القادة، وفرق كشافة الإمام المهدي (عج)، تتقدمهنّ مجموعة "الزهرات" اللواتي يحملن أسماء شهداء ونساء كربلاء، تليها فرق حاملات الرايات المؤلفة من 6 مجموعات من المرشدات والدليلات، يصل عددهن إلى 600 فتاة، وبعدهن مواكب العباءة الزينية "السيدة رقية" و"السيدة زينب (ع)"، وبعدهن تأتي مجموعة اللباس الكشفي، يليهن موكب الطالبات الجامعيات، وموكب الطفل الرضيع لتختم المسيرة بموكب عوائل الشهداء، لتنطلق المسيرة الشعبية الحاشدة.
والأطفال كان حضورهم لافتًا ومؤثرًا، براءتهم جعلتهم يتفاعلون مع كل صغيرة وكبيرة في قضية استشهاد الامام الحسين (ع)، تارة هم منهمكون بتوزيع "المحارم"، وتارة بمسح دموع أمهاتهم، وأخرى بالبكاء على سيد الشهداء (ع).

صبر وأمل
والدة الشهيد وسام برجي أخذتها العبرة وهي تتحدث لـ "العهد"، فقطعت الدموع حديثها، لكنها استعادت رباطة جأشها، وأكدت أن حضورها بين عوائل الشهداء في المسيرة عز لها، وشرف على صدرها قلّدها إياه ابنها الشهيد.
أما المُشارِكة آيات المولى فاعتبرت أن لعاشوراء مكانة خاصة في ذاكرتها، فهذه الفاجعة تفطر القلب، ولكنها تدفع للعمل والصبر، وما أحوجنا إليه اليوم وسط الحصار والأوضاع الصعبة.
من جهتها، المُشارِكة زهراء حمود تشدد على أن قضية الإمام الحسين (ع) ستبقى، وستحيا بالرغم من أنوف الظالمين، وستتنشر وتتّسع، قائلةً إن هذه القضية هي اليوم أوضح منها بالأمس، وستكون غدًا أوضح، وسيأتي اليوم الذي لا يكون لغير ثورة الإمام الحسين (ع) وجود وسلطان في الأرض.

على طريق الإمام المهدي (عج)
مفوضة بيروت بجمعية مرشدات المهدي (عج) الحاجة زينب منصور تشير من جانبها إلى أننا لا نقيم هذه الذكرى بكاءً على فائت، وإنما نجعل من هذا اليوم ومن هذه الذكرى احتجاجًا صارخًا على الظلم والظالمين، أينما كان وحيثما وجد، ونجعلها نهجًا نسير به على طريق الإمام المهدي (عج)، مضيفةً أن الإمام الحسين (ع) لا زال حيًا بقيمه وتعاليمه وبما حققته هذه الثورة من نصرة واستمرار لدين الاسلام.
وتشدد على "أننا نربي أبناءنا وبناتنا خصوصًا في كشافة الإمام المهدي (عج) على هذا النهج، وها هن الفتيات منذ الصباح وفي هذا الحر لبين النداء، وعشن لحظات الأسى والمواساة، ومشين لمسافات طويلة من دون ماء".
وفقًا لمنصور، هذه المسيرة ليست استعراضًا إعلاميًّا، إنما تربية للنفوس ومشهد روحاني يغذي القلب، للاستفادة منها في حياتنا اليومية. 

"زين لنا"
القائدة الكشفية سكينة حيدر أحمد، تتحدث لـ "العهد" عن حملة "زين لنا" التي تقوم بها أفواج الخدمة المجتمعية في كشافة الإمام المهدي (عج) مفوضية بيروت، وتقول إنها عبارة عن مجموعة من الفتيات يقمن بتنظيف الطرقات بالتزامن مع بدء المسيرة، اذ وزعن أنفسهن على طول خطيِ المسيرة عند الرجال والنساء، وسيفرزن النفايات أثناء عملية التجميع، والهدف - إلى جانب تنظيف الطرقات - هو إظهار الصورة الجميلة التي تليق بمحبي الإمام الحسين (ع) وبذكرى عاشوراء بعد انتهاء المسيرة، وفقًا لحيدر أحمد.
..................
انتهى / 232