وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بِدَوامِ ذِكرِ اللّهِ تَنجابُ الْغَفْلَةُ".
الغَفلَة لغة: ذُهولٌ، وسَهوٌ يعتري الإنسان من قلَّةِ التَّحفُّظ، والتَّيقُّظ. وقيل: الغَفلةُ غَيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره، وأصل الغفلة: ترك الشيء سهواً.
وتُطلق على من ترك الشيء إهمالاً وإعراضاً، كما قال تبارك وتعالى: "وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ"﴿1/ الأنبياء﴾. والفرق بين الغفلة والنسيان هو: أن الغفلة تركٌ باختيار الغافل، أما النسيان فهو ترك بغير اختيار الإنسان.
وأما الذِّكر: فهو التَّخلُّص من الغَفلَة والنسيان، ولهذا قال الله تعالى: "...وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ"﴿205/ الأعراف﴾. ولم يَقل: ولا تكن من الناسين. لأن النسيان لا يدخل تحت التكليف، فلا يُنهى عنه، ولذلك نجد أن المؤاخذة على النسيان موضوعة كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
وإذا كان الذكر حياة وحضور وتيَقُّظٌ فالغفلة موت وغياب وسمود، ولا َشَّك في أن مَن يترك الذكر يغفل، وليس لعاقل أن يغفل في هذه الدنيا وهو غير مغفولٍ عنه، ليس له أن يغفل عن أمر من أمور دنياه وآخرته، فالعمر ينتظره، إذ تجري به الأيام بسرعة مذهلة، وليس يدري كم بقي له من عمره، ومتى يفجؤه الأجل الذي كُتِبَ له، وتنقله من طَورٍ إلى طَورٍ، وكلما تقدمَّ في العمر ضعف بدنه وخارت قواه، وعجز عما كان قادراً على فعله أيام الشباب، ولم يبق له إلا التَّحسُّر والنَّدم.
لقد جاء في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "الغَفلَةُ أضَرُّ الأعداءِ" إنه (ع) يكشف عن الآثار المُدَمِّرة للغفلة على حياة الإنسان ويصفها بأنها أضرُّ الأعداء إذ العدو لا يتأتى منه إلا الضَّرر، وما كانت أضرَّ الأعداء إلا لأنها الثغرة التي ينفذون منها لتحقيق مآربهم، ألا ترى قارئي الكريم كيف يستفيد الأعداء من غفلة أبناء الأمة ليستبيحوا أوطانهم ولينهبوا ثرواتهم؟!
ولقد ذَمَّ القرآن الغفلة والغافلين وذكر أنواعاً عديدة لها، منها: الغفلة عن آيات الله في الكون، ومنها: الغفلة عن الآخرة، ومنها: الغفلة عن ذكر الموت، ومنها: الغفلة عن ذكر الله، ومنها: الغفلة عن عهد الله وميثاقه، ومنها: الغفلة عن تربص الأعداء، ومنها: الغفلة عن الاعتبار من سِيَر الأقوام السابقين.
وذكر القرآن الكريم والروايات الشريفة علامات للغفلة، منها: التكاسل عن الطاعات، ومنها: استصغار المحرمات والتهاون بها، ومنها: إلف المعصية ومحبتها والمجاهرة بها، ومنها: الإعراض عن الله تعالى، ومنها: تضييع الوقت.
وذكرا أسباباً للغفلة، منها: الجهل بالله تعالى، ومنها: حب الدنيا والانشغال بمتاعها وزخارفها، ومنها: ارتكاب المعاصي والذنوب، ومنها: صحبة الغافلين واللاهين والبطالين، ومنها: طول الأمل. ومنها: كثرة الكلام في غير ذكر الله تعالى.
وأما علاج الغفلة، فأدويته كثيرة أهمُّها ذكر الله تعالى، كما قال أمير المؤمنين (ع): "بِدَوامِ ذِكرِ اللّهِ تَنجابُ الْغَفْلَةُ". وحضور مجالس الذكر الشريفة، فبذكر الله تلين القلوب وتطمئن. ومنها: معرفة حقيقة الدنيا وأنه لا دوام لها ولا بقاء، وأنها لا تبقى لأحد ولا تفي بعهد ولا وعد لأحد، ومنها: الإكثار من ذكر الموت وأن الإنسان ميِّت لا محالة، ومنها: قِصَرُ الأمل، أي ألا يُؤمِّلَ الإنسان أنه سيعيش ليوم الغد.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
.........
انتهى/ 278
الغَفلَة لغة: ذُهولٌ، وسَهوٌ يعتري الإنسان من قلَّةِ التَّحفُّظ، والتَّيقُّظ. وقيل: الغَفلةُ غَيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكره، وأصل الغفلة: ترك الشيء سهواً.
وتُطلق على من ترك الشيء إهمالاً وإعراضاً، كما قال تبارك وتعالى: "وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ"﴿1/ الأنبياء﴾. والفرق بين الغفلة والنسيان هو: أن الغفلة تركٌ باختيار الغافل، أما النسيان فهو ترك بغير اختيار الإنسان.
وأما الذِّكر: فهو التَّخلُّص من الغَفلَة والنسيان، ولهذا قال الله تعالى: "...وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ"﴿205/ الأعراف﴾. ولم يَقل: ولا تكن من الناسين. لأن النسيان لا يدخل تحت التكليف، فلا يُنهى عنه، ولذلك نجد أن المؤاخذة على النسيان موضوعة كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
وإذا كان الذكر حياة وحضور وتيَقُّظٌ فالغفلة موت وغياب وسمود، ولا َشَّك في أن مَن يترك الذكر يغفل، وليس لعاقل أن يغفل في هذه الدنيا وهو غير مغفولٍ عنه، ليس له أن يغفل عن أمر من أمور دنياه وآخرته، فالعمر ينتظره، إذ تجري به الأيام بسرعة مذهلة، وليس يدري كم بقي له من عمره، ومتى يفجؤه الأجل الذي كُتِبَ له، وتنقله من طَورٍ إلى طَورٍ، وكلما تقدمَّ في العمر ضعف بدنه وخارت قواه، وعجز عما كان قادراً على فعله أيام الشباب، ولم يبق له إلا التَّحسُّر والنَّدم.
لقد جاء في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "الغَفلَةُ أضَرُّ الأعداءِ" إنه (ع) يكشف عن الآثار المُدَمِّرة للغفلة على حياة الإنسان ويصفها بأنها أضرُّ الأعداء إذ العدو لا يتأتى منه إلا الضَّرر، وما كانت أضرَّ الأعداء إلا لأنها الثغرة التي ينفذون منها لتحقيق مآربهم، ألا ترى قارئي الكريم كيف يستفيد الأعداء من غفلة أبناء الأمة ليستبيحوا أوطانهم ولينهبوا ثرواتهم؟!
ولقد ذَمَّ القرآن الغفلة والغافلين وذكر أنواعاً عديدة لها، منها: الغفلة عن آيات الله في الكون، ومنها: الغفلة عن الآخرة، ومنها: الغفلة عن ذكر الموت، ومنها: الغفلة عن ذكر الله، ومنها: الغفلة عن عهد الله وميثاقه، ومنها: الغفلة عن تربص الأعداء، ومنها: الغفلة عن الاعتبار من سِيَر الأقوام السابقين.
وذكر القرآن الكريم والروايات الشريفة علامات للغفلة، منها: التكاسل عن الطاعات، ومنها: استصغار المحرمات والتهاون بها، ومنها: إلف المعصية ومحبتها والمجاهرة بها، ومنها: الإعراض عن الله تعالى، ومنها: تضييع الوقت.
وذكرا أسباباً للغفلة، منها: الجهل بالله تعالى، ومنها: حب الدنيا والانشغال بمتاعها وزخارفها، ومنها: ارتكاب المعاصي والذنوب، ومنها: صحبة الغافلين واللاهين والبطالين، ومنها: طول الأمل. ومنها: كثرة الكلام في غير ذكر الله تعالى.
وأما علاج الغفلة، فأدويته كثيرة أهمُّها ذكر الله تعالى، كما قال أمير المؤمنين (ع): "بِدَوامِ ذِكرِ اللّهِ تَنجابُ الْغَفْلَةُ". وحضور مجالس الذكر الشريفة، فبذكر الله تلين القلوب وتطمئن. ومنها: معرفة حقيقة الدنيا وأنه لا دوام لها ولا بقاء، وأنها لا تبقى لأحد ولا تفي بعهد ولا وعد لأحد، ومنها: الإكثار من ذكر الموت وأن الإنسان ميِّت لا محالة، ومنها: قِصَرُ الأمل، أي ألا يُؤمِّلَ الإنسان أنه سيعيش ليوم الغد.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
.........
انتهى/ 278