وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ يَعْمَلانِ فيكَ، فَاعْمَلْ فيهِما، وَيَأْخُذانِ مِنْكَ، فَخُذْ مِنْهُما".
وإنهما الليل والنهار قارئي الكريم، يتواردان عليك، وكل منهما يعمل فيك، يؤثران في أحوالك، ينقلانك من قوتك إلى ضعفك، ومن شبابك إلى هرمك، ومن حياتك إلى آخرتك، فأنت زمن من الأزمنة، عمرك زمن محدَّد بأجل سيجيء حتماً، وأنت لا تدري متى يجيء، فلا يجدر بك أن تغفل عن عُمرٍ ينقضي مع الليل والنهار، بل يجدر بك وأنت العاقل الحصيف أن تستغِلَّ كل ساعة من ساعاتهما أنت حَيٌ فيها ، فقد تكون هي الأخيرة من عمرك، واحذر أن تهدرها فيما لا يفيدك في دنياك أو آخرتك، واعلم أن البُخل بكل شيء قبيح إلا في العمر، فقد جاء في الحديث عن النبي الأكرم (ص): "كُنْ عَلَى عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَى دِرْهَمِكَ وَدِينَارِك" فاربح عمرك الذي هو أغلى وأثمن ما تَمْلِك، واستفد منه فيما يعود عليك بالفائدة.
ونقلا عن اكنا، نحن قارئي الكريم نُسابِق الزمن، والسِّباق هنا ليس سباقاً مادياً إذ لا أحد يسبق الزمن، لا أحد يمكنه أن يتخطى أجله، ولا أن يخرج من دائرة عمره المُقَدِّر له، إنه سباق من نوع آخر، سباق معنوي، إنه سباق الإنجاز، أي أن ننجز قَدْرَ ما يمكننا في الليل والنهار، أن نجعل الليل والنهار مَطِيَّة تُقِلّنا كل ساعة نحو هدف نحققه، أن نجعلهما آلة تعيننا على فعل الكثير، أن يكون منا عطاء كثير وكبير، أن ننجز الكثير في الوقت القليل، يكون ذلك بمضاعفة جهودنا، وتنظيم أوقاتنا، واكتشاف قدراتنا وطاقاتنا، وتطويرها واستثمارها بأقصى ما يمكن قبل حلول أجلنا، وأَلّا نَؤَجِّل عمل اليوم إلى الغد، فنعمل لكل يوم عمله المطلوب، وأن نستبق الخيرات ونُسارع فيها، وننافس على الإكثار منها، ونسعى ونسعى ونسعى، نسعى للدنيا ونسعى للآخرة، نسعى لبناء الدنيا على عين الله وفي الله، ونسعى لبناء الآخرة تقرباً إلى الله، نسعى إلى كمالنا المادي وكمالنا المعنوي، نسعى لذاتنا ونسعى لمجتمعنا فتكون كل ساعة من ساعاتنا مشحونة بالسَّعي والعمل الصالح، والأثر الصالح، ونَدَّخِر لآخرتنا الباقيات الصالحات وهُنَّ عند الله خير ثواباً وخير أملاً.
"إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ يَعْمَلانِ فيكَ، فَاعْمَلْ فيهِما، وَيَأْخُذانِ مِنْكَ، فَخُذْ مِنْهُما" إن الليل والنهار يهدمان أعمارنا، ينخران أبداننا، يأخذان قوتنا، يتحولان بنا من قوة إلى ضعف، ومن شباب إلى شيخوخة، ومن شيخوخة إلى هرم، ومن هرم إلى أرذل العمر ومن أرذل العمر إلى الموت الذي ينقلنا من دار الفناء إلى دار البقاء.
إننا قارئي الكريم في خسران دائم من أعمارنا، ساعاتنا المنقضية لا ترجع، فالزمان يأخذ مِنّا كلما تنفَّسنا، كلما كان مِنّا زفير وشهيق، فبيننا وبين الزمان مغالبة وهو الغالب أبداً، وهو المنتصر دائماً، الربح الممكن أن نعمل فيه، أن نستثمره، ونحن لا ندري متى ينتهي، ولا متى يُنادى بنا بالرحيل، فلنكن على قَدْرِ هذه المغالبة.
إن الله تعالى قد أقسم بالزمن، وأقسم بخسارة الإنسان له، واستثنى منه المؤمن الذي يستثمره بالطاعات والإنجازات والباقيات الصالحات، فقال: وَالْعَصْرِ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3/ العصر﴾.
الإنسان يزعم أنه كلما طال عمره كبر وزاد، وإذا بالحقيقة عكس ذلك تماماً، كلما مضت ساعة من عمره نقصت منه، فزيادته نقصان، وعلى الإنسان أن يتحمَّل مسؤوليته تجاه هذا الخسران المستمِرِّ الدائب، فلا يضيّعه فيما لا يرجع عليه بخير وفائدة.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
......
انتهى/ 278
وإنهما الليل والنهار قارئي الكريم، يتواردان عليك، وكل منهما يعمل فيك، يؤثران في أحوالك، ينقلانك من قوتك إلى ضعفك، ومن شبابك إلى هرمك، ومن حياتك إلى آخرتك، فأنت زمن من الأزمنة، عمرك زمن محدَّد بأجل سيجيء حتماً، وأنت لا تدري متى يجيء، فلا يجدر بك أن تغفل عن عُمرٍ ينقضي مع الليل والنهار، بل يجدر بك وأنت العاقل الحصيف أن تستغِلَّ كل ساعة من ساعاتهما أنت حَيٌ فيها ، فقد تكون هي الأخيرة من عمرك، واحذر أن تهدرها فيما لا يفيدك في دنياك أو آخرتك، واعلم أن البُخل بكل شيء قبيح إلا في العمر، فقد جاء في الحديث عن النبي الأكرم (ص): "كُنْ عَلَى عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَى دِرْهَمِكَ وَدِينَارِك" فاربح عمرك الذي هو أغلى وأثمن ما تَمْلِك، واستفد منه فيما يعود عليك بالفائدة.
ونقلا عن اكنا، نحن قارئي الكريم نُسابِق الزمن، والسِّباق هنا ليس سباقاً مادياً إذ لا أحد يسبق الزمن، لا أحد يمكنه أن يتخطى أجله، ولا أن يخرج من دائرة عمره المُقَدِّر له، إنه سباق من نوع آخر، سباق معنوي، إنه سباق الإنجاز، أي أن ننجز قَدْرَ ما يمكننا في الليل والنهار، أن نجعل الليل والنهار مَطِيَّة تُقِلّنا كل ساعة نحو هدف نحققه، أن نجعلهما آلة تعيننا على فعل الكثير، أن يكون منا عطاء كثير وكبير، أن ننجز الكثير في الوقت القليل، يكون ذلك بمضاعفة جهودنا، وتنظيم أوقاتنا، واكتشاف قدراتنا وطاقاتنا، وتطويرها واستثمارها بأقصى ما يمكن قبل حلول أجلنا، وأَلّا نَؤَجِّل عمل اليوم إلى الغد، فنعمل لكل يوم عمله المطلوب، وأن نستبق الخيرات ونُسارع فيها، وننافس على الإكثار منها، ونسعى ونسعى ونسعى، نسعى للدنيا ونسعى للآخرة، نسعى لبناء الدنيا على عين الله وفي الله، ونسعى لبناء الآخرة تقرباً إلى الله، نسعى إلى كمالنا المادي وكمالنا المعنوي، نسعى لذاتنا ونسعى لمجتمعنا فتكون كل ساعة من ساعاتنا مشحونة بالسَّعي والعمل الصالح، والأثر الصالح، ونَدَّخِر لآخرتنا الباقيات الصالحات وهُنَّ عند الله خير ثواباً وخير أملاً.
"إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ يَعْمَلانِ فيكَ، فَاعْمَلْ فيهِما، وَيَأْخُذانِ مِنْكَ، فَخُذْ مِنْهُما" إن الليل والنهار يهدمان أعمارنا، ينخران أبداننا، يأخذان قوتنا، يتحولان بنا من قوة إلى ضعف، ومن شباب إلى شيخوخة، ومن شيخوخة إلى هرم، ومن هرم إلى أرذل العمر ومن أرذل العمر إلى الموت الذي ينقلنا من دار الفناء إلى دار البقاء.
إننا قارئي الكريم في خسران دائم من أعمارنا، ساعاتنا المنقضية لا ترجع، فالزمان يأخذ مِنّا كلما تنفَّسنا، كلما كان مِنّا زفير وشهيق، فبيننا وبين الزمان مغالبة وهو الغالب أبداً، وهو المنتصر دائماً، الربح الممكن أن نعمل فيه، أن نستثمره، ونحن لا ندري متى ينتهي، ولا متى يُنادى بنا بالرحيل، فلنكن على قَدْرِ هذه المغالبة.
إن الله تعالى قد أقسم بالزمن، وأقسم بخسارة الإنسان له، واستثنى منه المؤمن الذي يستثمره بالطاعات والإنجازات والباقيات الصالحات، فقال: وَالْعَصْرِ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3/ العصر﴾.
الإنسان يزعم أنه كلما طال عمره كبر وزاد، وإذا بالحقيقة عكس ذلك تماماً، كلما مضت ساعة من عمره نقصت منه، فزيادته نقصان، وعلى الإنسان أن يتحمَّل مسؤوليته تجاه هذا الخسران المستمِرِّ الدائب، فلا يضيّعه فيما لا يرجع عليه بخير وفائدة.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
......
انتهى/ 278