وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الاثنين

٢٣ يناير ٢٠٢٣

٥:٠٨:٤٠ ص
1340299

آية الله رمضاني: كان الفقيد سماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني الركيزة العلمية والعملية في الحوزة العلمية/ تربية المبلغ لها الأولوية في مختلف الساحات

قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن سماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني كان الركيزة العلمية والعملية في مختلف ساحات الحوزة العلمية، وكان يعد مرجعا دينيا ذا بصيرة عارفا بزمانه.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ  شارك آية الله رمضاني في مؤتمر تكريمي انعقد لتقدير مكانة الفقيد سماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني من قبل خريجي ومبلغي مؤسسة دار الزهراء في قاعة مؤتمرات مدرسة دار الشفاء العليا بمدينة قم المقدسة، وألقى كلمة فيها قائلا: هناك أعمال قيمة أنجزت في هذه المؤسسة تحت إشراف آية الله العظمى صافي الكلبايكاني، واستمرار مثل هذه النشاطات يعد قيما ويشاد به.

وتابع سماحته: إن سماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني كان الركيزة العلمية والعملية في مختلف ساحات الحوزة العلمية، وكان يعد مرجعا دينيا ذا بصيرة عارفا بزمانه، وكان قلقا على كل ما يحدث في العالم الإسلامي، وله مواقف مشرفة في مختلف الأحداث، وقد صدر له بيانات فيما يحدث في أفغانستان، أو في ما يجري على علماء الشيعة من اضطهادات مثل ما حدث للشيخ النمر.  

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): هناك الكثير ممن يسعى أن يعرّف الإسلام بشكل متطرف إلى المجتمع البشري، فنشاهد اليوم مواجهة جادة بين الإسلام وعالم الاستكبار، وقد تمكن الإسلام الشامل أن يقدم نظاما في العالم اليوم، فكان لآية الله العظمى صافي الكلبايكاني اهتمام بالغ بفتنة داعش وأعمالها المتطرفة التي راح ضحيتها العديد منا.

وأشار آية الله رمضاني إلى تواصل وعلاقة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني مع النظام الإسلامي، وصرح: إننا اليوم أصبحنا في منعطف تاريخي في جميع المجالات، وبرزت شخصية آية الله العظمى صافي الكلبايكاني في مختلف المواقف في النظام الإسلامي، وقد ورد في بيان تعزية قائد الثورة الإسلامية المعظم أن آية الله العظمى صافي الكلبايكاني كان دائماً يدخل في قضايا الثورة والبلاد بحرص ومسؤولية. وقد أوصى هذا المرجع الديني أن يدفن في كربلاء المقدسة وفي حرم الإمام الحسين (ع)، كما يزور الناس قبره رحمة الله عليه.

وتابع سماحته: وأثناء تواجدي في العقد الأخير سواء عندما كنت في كرج أو في فترة حضوري في المركز الإسلامي في هامبورغ زرت آية الله العظمى الشيخ صافي الكلبايكاني، ففي إحدى الزيارة أيضا اصطحبني طلاب المركز الإسلامي في هامبورغ أيضا، وحينما شاهد آية الله العظمى صافي الكلبايكاني هؤلاء الطلاب الذين كان يتقنون مختلف اللغات ويتحدثون بها، اغرورقت عيناه بالدموع، وفرح حينما قدم له تقريرا في خصوص نشاطات حوزة المركز الإسلامي في هامبورغ.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): فكان موقف آية الله العظمى صافي الكلبايكاني وسلوكه باعتباره مرجع ديني مشرفا، فهو لم يحترم الأساتذة فحسب، بل أبدى تبجيله للطلاب، فآية الله العظمى صافي الكلبايكاني ما سعى ليستلم المرجعية، بل هذه هي المرجعية التي تشرفت به.

وأشار آية الله العظمى صافي الكلبايكاني إلى أثر التقنية في العصر الراهن، وصرح: نعيش اليوم ونشاهد تقنية حديثة، ويجب أن لا نتخلف عنها، ويجب أن تساهم هذه التقنية في جميع  الأقسام والمجالات. كان في السابق يعتبرون المبلغ هو الخطيب فحسب، لكن اليوم تغير معنى التبليغ والمبلغ، وينبغي أن تصبح لدينا نظرة تخصصية إلى مجال التبليغ، فلم نجد أي عصر مثل يومنا هذا الظروف مهيئة للتبليغ، وذلك لما نشاهد من تطور في التقنية والعلوم.

ونوه سماحته بأنه ليست هناك مضامين كمضامين الإسلام في العالم والذي يحتوي على أقوال وسيرة أهل البيت (ع)، ويجب علينا أن نلتفت إلى معرفة المناطق ليثمر جهود التبليغ، مشددا على دور المعنوية في مسار التوحيد واصطحابها مع المسؤولية في مدرسة أهل البيت (ع)، ومؤكدا على أن يصبح تبليغ مفاهيم الدين على يد المبلغين وبلغة عامة الناس، فهناك سؤالات كثيرة مثارة حول الدين، كما أن هناك تأكيد على تعزيز العلاقة بين الناس والعلماء، فيجب على العلماء والفقهاء أن يجيبوا على سؤالات الناس.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): على المبلغ أن يجيب ويرد على السؤالات والشبهات المثارة في الساحة، فهناك من يرى من واجبه أن يعرف الدين بصبغته العلمانيه ويعرضه على المجمتع، كما أن هناك قضايا كثيرة قد تبدو بسيطة ومن البديهات بالنسبة لنا لكن هذه القضايا تعد شبهات للآخرين، فيجب أن يرد عليها. نستطيع أن نسمي عصرنا الراهن بعصر إثارة الشبهات في مختلف المجالات. فخريجو المعاهد في خارج البلاد هم إما علمانيون أو ذو نزعة علمانية، وقد أثاروا شبهات كثيرة في مجال المهدوية، وقد ألف آية الله العظمى صافي الكلبايكاني كتاب منتخب الأثر في مجال قضية المهدوية.

وأشار آية الله رمضاني إلى أن المبلغين بحاجة إلى قضايا تعد من الضرورات لهم، وصرح: إن المبلغين يجب أن يتسلحوا بسلاح العلم، وأن يعرفوا المفاهيم الدينية بصورة عميقة، ومما ينبغي أيضا للمبلغ أن يتسلح به هو تمكنه من لغة فهم الدين، فهناك من يثير هذه الشبهة: إن القرآن نزل باللغة العربية، فهو  لا يفيد غير العرب. بينما لغة القرآن لغة الفطرة، وقد ورد 300 آية في القرآن حول التعقل، فالمفاهيم الدينية هي فطرية، فأحكام الشريعة كالأمر بالمعروف والنهي المنكر أيضا فطرية.

وتابع سماحته: إن تربية المبلغ تعد من الأولويات في مختلف الساحات، وقد وضعت هذه المهمة على عاتق الحوزة، كما أن مؤسسات كمؤسسة دار الزهراء والتي لها نشاطات امتدت على مدى عقد من الزمن يمكنها أن تشارك في هذا الخصوص.

ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن العلماء أمناء الشريعة، وينبغي لهم أولا أن تتجلى هذه الشريعة بهم، فإن الأخذ بأيد الناس ووصولهم إلى الله وأهل البيت (ع) يعد من أعلى مفاخر العلماء.

..........

انتهى/ 278