وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢

٧:٣٢:٤٣ م
1333497

التوجهات المادیة تقدّم تحالیل خاطئة حول أساس ظهور الدیانات في المجتمعات البشریة ومنها أن الفقر من أسباب الإنتماء للدین والتدین.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ يضطر الماديون الذين لا يؤمنون بالدين إلى تقديم تحليل وتبرير لسبب نشوء الدين، فبعض التحالیل نفسية وبعضها اقتصادية، لكن جميعها بعيدة عن الواقع وحتى الآن تم الكشف عن خطأ العديد منهم.

وتتحدث التوجهات المادیة عن أمور مثل الفقر والجهل والخوف کـ أسباب للتوجه نحو الدین والتدین دون النظر في دور العقل والفطرة في التدین.

الفقر

والماديون يقولون إن أصحاب رؤوس الأموال لأنهم أرادوا تخدير الشعوب أبدعوا الديانات والغاية منها إستثمار الفقراء ومن خلال الدين يصورون للناس أن الدنيا لاقيمة لها وعليهم الصبر على الظروف القاسية وإحتمالها مهما كانت لأن الله يحب الصابرين.

وهذا المنطق خاطئ لأسباب عدیدة أولها أن الصبر لا یعني الإستسلام أمام الظلم والظالمین ومن آيات القرآن الکریم "فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ" (البقرة / 194).

والمسألة الثانية هي أنه إذا كان الدين للرأسماليين، فلا ينبغي للأنبياء(ع) أن يشجعوا الفقراء على الثورة ضد الرأسماليين المستبدين.

والأمر الثالث الذي یثبت خطأ المادیين هو أن الدین یحدد الرأسمالیة ویحرم أسالیبها کـ الرشوة والربا والغش والإحتیال والسرقة، ومن الواضح أن الرأسمالي لا يؤيد إطلاقاً ظهور دين يمنعه من تجميع الثروة.

والمبرر الآخر للماديين هو أن الدين من صنع الفقراء، مما يعني أن الفقراء صنعوا الدين لراحتهم، وهذا أيضاً تحليل خاطئ ومنحاز.

ولا يشجع الدين على الكسل والخمول، لأن الإمام علي (ع) كان يزرع العديد من البساتين ويحفر قنوات المياه، كما أن معظم أنبياء الله كانوا من الفلاحين والنجارين والخياطين، وهذا يدل على أن تعاليم الدين تشجع الانسان على العمل.

مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة(التوحيد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"
.........
انتهى/ 278