وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢

٨:٢١:٤٩ م
1333251

سورة الحجرات ورفضها التمییز العنصري

من معاناة البشر في الحیاة المعاصرة هي إنتشار ظاهرة التمییز العنصري التي جاءت نتیجة تجاهل البشر لتعالیم الدیانات.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إن سورة "الحجرات" المبارکة هي السورة 49 من القرآن الکریم لها 18 آیة وتصنف ضمن الجزء الـ 26 من القرآن الکریم، إنها سورة مدنیة وترتیبها 107 بحسب ترتیب نزول السور علی رسول الله (ص).

وسُميت السورة بالحجرات نسبةً إلى حجرات زوجات النبي محمد(ص)؛ حيث كان لكل واحدة منهن حجرة في مؤخرة المسجد النبوي.

وتتحدث السورة في آیاتها المبارکة عن محاور عدیدة منها القرب من الله، وآداب التواصل مع رسول الله (ص)، وآداب التواصل بین المؤمنین کما تتحدث عن معیار الأفضلیة وضرورة النظم وأسلوب الحیاة السعیدة وفي النهایة تتحدث عن حقیقة الإیمان والإسلام.

ومن مقاصد سورة الحجرات هي المحافظة على أوامر الله تعالى ومراعاة حُرمة الأكابر، مع اجتناب التهور وإغاثة المظلوم، والابتعاد عن السخرية بالخلق، والحذر من الغيبة والتجسس، وترك الفخر بالأحساب والأنساب، وذُكر بالسورة التحاشي عن المنة على الله تعالى بالطاعة، وإحالة علم الغيب إلى خالق الأرض والسماء.

ومن المقاصد الأخرى لهذه السورة هي تعليم المسلمين الأدب مع النبي(ص) بالمُعاملة والخِطاب والنداء، فيما تحدثت السورة عن التثبت في نقل الخبر مطلقًا، وأن هذا الأمر من خلق المؤمنين ومجانبة أخلاق الفاسقين والمنافقين والكافرين، مع وجوب صِدق المسلمين فيما يُخبِرون به، ونادت السورة الكريمة على الحث على الإصلاح بين المسلمين وعلى المعاملة بينهم في أحوالهم الظاهرة والباطنة.

ومن مقاصد سورة الحجرات هي التحذير من بقايا خُلق الكفر في بعض جفاة الأعراب، وبالسورة إرشاد للمؤمنين بمكارم الأخلاق، وتضمنت حقائق كبيرة من العقيدة والشريعة، ومن حقائق الوجود الإنساني ما يفتح للقلب والعقل آفاقًا عالية، وتثير بالنفس والذهن خواطر عميقة، وتشمل مناهج التنظيم والتكوين وقواعد التربية والتهذيب، ومبادئ التشريع والتوجيه، وحثت السورة على عدم التنابز بالألقاب وتجنب السخرية.

وتشیر السورة إلی ستة الأمور التي علی المؤمن تجنبها في التعامل مع الآخرین وهي الإستهزاء بالآخر، والکشف عن عیوب الناس، ووصف الآخرین بألقاب سیئة، وسوء الظن ببعض، والتجسس علی الآخرین، وإغتتاب المؤمنین.

وترفض السورة المبارکة التمییز العنصري، وتؤكد أن لون البشرة والنسب والعرق لا ينبغي أن يكون مصدر فخر، لأن التقوى هي معيار الاحترام والمفاضلة بين الناس، كما جاء في الآیة 13 قوله تعالی "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".

كما توضح الآيات الأخيرة من هذه السورة الفرق بين الإسلام والإيمان حيث تؤكد أن الناس المسلمين يختلفون عن أولئك الذين يؤمنون بقلوبهم.
........
انتهى/ 278