وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

٣ ديسمبر ٢٠٢٢

٥:٢٥:٠٠ م
1328328

النبي يعقوب(ع) وابتلاؤه بفراق ابنه يوسف(ع)

كان الأنبياء(عليهم السلام) عباد الله المخلصين وقد إبتلاهم الله ونجحوا في ما إبتلاهم كما نجح سيدنا يعقوب (ع) في بلاء بُعد يوسف(ع) لمدة 50 عاماً.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ كان نبي الله يعقوب (ع) إبن إسحاق (ع) وحفيد إبراهيم (ع) وقيل إنه من أنبياء بني إسرائيل، وهو بشرى من الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، فقد بشرته الملائكة بإسحاق ويعقوب لقوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}.

ويُطلق على سيدنا يعقوب(ع) مسمى إسرائيل؛ لانتساب بني إسرائيل إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

وقد جاء إسمه 16 مره في 10 سور من المصحف الشريف وجاء لقبه "إسرائيل" مرتين في سور "آل عمران" و"مريم" ويعني لفظ إسرائيل "عبدالله".

ويعتبر يعقوب (ع) جدّ أنبياء بني إسرائيل وبما أنه كان يحمل لقب إسرائيل فأصبح قومه بني إسرائيل.

وقال العلامة الطبرسي في تفسير "مجمع البيان" للقرآن الكريم إن "إسراء" تعني العبد و"ئيل" يعني الله وإسرائيل يعني عبدالله.

وتزوّج نبي الله يعقوب(عليه السلام) من "ليا" وهي ابنة خاله لابان، وأنجبت له روبيل، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وبعد ذلك تزوّج من أختها راحيل، وأنجبت له يوسف(ع) وبنيامين، كما تزوج من غيرهما ووُلد له ستة أولاد وهم: يساخر، وزبلون، ودان، ونفتالى، وكاد، وأشر، حتى كان عدد بنيه(عليه السلام) اثني عشر رجلاً.

صبر يعقوب(ع) على الابتلاء

قد ذكر القرآن الكريم قصة سيدنا يعقوب(ع) مع ابنه يوسف(ع) بالتفصيل حيث جاء أن يوسف(ع) ابن يعقوب(ع) أحبّ أولاده إليه، وأعلاهم منزلةً في قلبه، فأراد الله -تعالى- أن يبتلي صبره بفراق ولده مدّةً طويلةً من الزمن، حيث كان إخوة يوسف الاثنا عشر يشعرون بالغيرة من أخيهم، ويرون أنّه قد شغل قلب أباهم عنهم، فأرادوا أن يتخلّصوا منه؛ حتى يصفى لهم أبيهم، فدبّروا لذلك مكيدةً وحيلةً، فأخذوا يوسف -عليه السلام- بحجّة التنزّه واللعب، ثمّ ألقوه في بئرٍ عميقةٍ، وأخذوا قميصه بعد أن لوّثوه بدمٍ كذب؛ حتى يقتنع والدهم بصدق روايتهم، وعندما أصبح يوسف -عليه السلام- عزيز مصر، وجاء إخوته يستطعمونه عرفهم يوسف، فأراد أن يأتي بوالده وشقيقه إليه، فأحجم عن إعطائهم نصيبهم من الطعام حتى يأتوا بأخيهم الأخير، فلمّا حضر الإخوة ببنيامين شقيق يوسف، أبقاه يوسف -عليه السلام- عنده بالحيلة، ففقد الأب ولديه الاثنين، إلّا أنّ غياب بنيامين لم يطُل؛ لأنّ يوسف أخبر إخوته بحقيقة أمره، إلّا أنّ غياب يوسف -عليه السلام- نفسه عن أبيه بسبب كلّ الظروف ظلّ ما يقارب أربعين سنة، وقيل في روايةٍ أخرى: ثمانين سنة، وقيل غير ذلك، وكان الأب يعقوب -عليه السلام- في كلّ السنوات صابراً محتسباً، فلم يفقد الأمل بعودة ولده، ولم يقنط من رحمة الله تعالى.

وكان النبي يعقوب(ع) شديد الحلم، والصبر، والتوكل على الله تعالى، ولا شكّ بأنّ خير ما يُظهر ذلك ويُثبته هو موقفه -عليه السلام- من غياب ابنه يوسف -عليه السلام- وبعده عنه لا سيما وأنّه كان أحبّ الخلق إليه، كما اشتهر بحكمته ورشده وكان يعرف تفسير الأحلام والرؤى.

ويروي القرآن الكريم قصة يعقوب(ع) وإبنه يوسف (ع) ومعاناة سيدنا يعقوب(ع) وبكاءه علي فقد إبنه حتى فقد البصر ويؤكد القرآن الكريم أنه تجاوز الإمتحان الإلهي بنجاح وموفقية.

وقيل إنّ نبي الله يعقوب(ع) توفّي في مصر عن عمر يناهز 140 أو 147 عاماً إلّا أنّه كان قد أوصى ابنه يوسف(ع) ألّا يُدفن في مصر بل يُحمَل ويُدفن عند أبيه وجدّه في مغارة في جبل حبرون الذي يبعد عن بيت المقدس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلاً.
........
انتهى/ 278