وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ الإنسان بحاجة الى التدبير في كل شأن من الشؤون المادية والمعنوية، والفردية والاجتماعية، كلُّ ما يملكه الانسان أو يسَلَّط عليه له حقُّ أن تُديرَه وتُدبِّرَ أموره.
رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "التَّدبيرُ نِصفُ المَعُونَةِ"*.
*التدبير: كلمة عليك ألّا تنساها ما عِشتَ قارئي الكريم، فإنك محتاج إليها في كل شأن من شؤونك المادية والمعنوية، الفردية والاجتماعية، كلُّ ما تملكه أو أنت مُسَلَّط عليه له عليك حقُّ أن تُديرَه وتُدبِّرَ أموره، وعليك أن تقوم بواجبك تجاهه بوعي وجَدارة وحكمة ومعرفة ووعي وخبرة، فإن قصَّرتَ في هذا الواجب، أو لم تُحسِن القيام به ضَيَّعته وضِعتَ معه.
واعلم قارئي الكريم أنك مُدَبَّرٌ في كُلِّ شُؤونك، وكذلك الكون الذي أنت فيه، كل شيء فيه مُدَبَّرٌ تدبيراً فائقاً في كماله ودِقَّته وإتقانه، والله الرحمان الرحيم هو المُدَبِّرُ لك ولسواك من الخلق، إنه تعالى يدير هذا الكون المترامي الأطراف، المتَّسع دائماً، يفيض عليه وجوده، وحاجاته، ويضع له قوانينه وسُنَنَهُ، ويُمسِك بكل جزء من أجزائه، وذلك من شؤون ربوبيته، قال تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"*﴿3/ يونس﴾.
ونقلا عن وكالة اكنا، من تدبيره تعالى للكون أنه خلق ملائكة لا يعلم حقيقتهم وعددهم وأصنافهم ومهماتهم إلا هو سبحانه، أوكل إلى كل صنفٍ منهم مهمَّة خاصة لتدبير المخلوقات والكائنات، وهم يمتثلون أوامره الصادرة إليهم من ساحة عِزّه وسلطانه وجلاله، قال تعالى: *"فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا"*﴿5/ النازعات﴾.
*ثُمَّ أوكل إلينا نحن الخلق أن نُدّبِّرَ شؤوننا وأمورنا، فمِنّا من يُدبِّرها بشكل تكويني كالنبات، ومِنّا مَنْ يُدَبّرها بشكل غريزي كالحيوان، ومِنّا مَنْ يُدَبِّرها بعلم ومعرفة كالإنسان، ولئن كانت الكائنات كلها منتظمة التدبير تكوينياً أو غريزياً، فإن الإنسان وحده ينجح تارة ويخفق تارة أخرى في تدبير شؤونه، رغم أنه ذو عقل قادر على إدراك حقائق الأشياء وفهم قوانينها وسُنَنِها، وقادر على التعامل معها والإفادة منها بوعي ومعرفة، وهذا ما يُمَيِّزه عن سواه من الكائنات، وهو من أجَلِّ وأعظم نِعَمِ الله عليه، وأسباب ذلك الإخفاق مختلفة لا مجال للخوض فيها الآن.
إنَّ تدبير الإنسان لشؤونه لا يمكن أن يكون كيفما اتفق، لا يمكن أن يكون عشوائياً دونما علم، ومعرفة، وخبرة، وتنظيم، وإتقان، وحكمة، العشوائية تؤدي به إلى الفشل في أموره كلها، بل إن سوء التدبير يعتبر أحد أهم أسباب ما عانت وتعاني منه الإنسانية ماضياً وحاضراً ومستقبلا.
إن الله تعالى يُعين المَخلوق سِيَّما الإنسان، يعينه في مختلف أموره بما يتفَضَّل عليه من مواهِب وقابليات، ويُعينُه بما يُنعِم عليه من نعَمٍ شتّى لا تُحصى، وقد لا تُدرَكُ كلها، ويُعينه بما يرزقه مما يحتاج إليه من أرزاق، ولكنه تعالى جعل أمر تدبيرها وإدراتها إلى الإنسان نفسه، وقد أعطاه القدرة العقلية والعلمية التي يتمكن بها أن يدير كل شؤونه بعلم ومعرفة وحكمة، وترك له أن يقوم بواجبه تجاهها، إن من حيث اكتشافها، أو من حيث إدارتها، أو من حيث الاستفادة المُثلى منها فيما يرجع عليه بالخير في دنياه وفي آخرته.
إن حُسنَ تدبير الإنسان لأموره المعنوية والمادية، ومنها أموره المالية خصوصاً في الأزمات المَعيشية التي تعصف به هو من معونة الله له، فلا يكفي أن يرزقه الله المال بل لا بُدَّ له أن يعرف قيمة المال، ويعرف الطريقة المُثلى للاستفادة منه والمحافظة عليه، وهذا معنى قول الإمام أمير المؤمنين (ع): "التَّدبيرُ نِصفُ المَعُونَةِ".
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية والقرآنية السيد بلال وهبي
.......
انتهى/ 278
رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "التَّدبيرُ نِصفُ المَعُونَةِ"*.
*التدبير: كلمة عليك ألّا تنساها ما عِشتَ قارئي الكريم، فإنك محتاج إليها في كل شأن من شؤونك المادية والمعنوية، الفردية والاجتماعية، كلُّ ما تملكه أو أنت مُسَلَّط عليه له عليك حقُّ أن تُديرَه وتُدبِّرَ أموره، وعليك أن تقوم بواجبك تجاهه بوعي وجَدارة وحكمة ومعرفة ووعي وخبرة، فإن قصَّرتَ في هذا الواجب، أو لم تُحسِن القيام به ضَيَّعته وضِعتَ معه.
واعلم قارئي الكريم أنك مُدَبَّرٌ في كُلِّ شُؤونك، وكذلك الكون الذي أنت فيه، كل شيء فيه مُدَبَّرٌ تدبيراً فائقاً في كماله ودِقَّته وإتقانه، والله الرحمان الرحيم هو المُدَبِّرُ لك ولسواك من الخلق، إنه تعالى يدير هذا الكون المترامي الأطراف، المتَّسع دائماً، يفيض عليه وجوده، وحاجاته، ويضع له قوانينه وسُنَنَهُ، ويُمسِك بكل جزء من أجزائه، وذلك من شؤون ربوبيته، قال تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"*﴿3/ يونس﴾.
ونقلا عن وكالة اكنا، من تدبيره تعالى للكون أنه خلق ملائكة لا يعلم حقيقتهم وعددهم وأصنافهم ومهماتهم إلا هو سبحانه، أوكل إلى كل صنفٍ منهم مهمَّة خاصة لتدبير المخلوقات والكائنات، وهم يمتثلون أوامره الصادرة إليهم من ساحة عِزّه وسلطانه وجلاله، قال تعالى: *"فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا"*﴿5/ النازعات﴾.
*ثُمَّ أوكل إلينا نحن الخلق أن نُدّبِّرَ شؤوننا وأمورنا، فمِنّا من يُدبِّرها بشكل تكويني كالنبات، ومِنّا مَنْ يُدَبّرها بشكل غريزي كالحيوان، ومِنّا مَنْ يُدَبِّرها بعلم ومعرفة كالإنسان، ولئن كانت الكائنات كلها منتظمة التدبير تكوينياً أو غريزياً، فإن الإنسان وحده ينجح تارة ويخفق تارة أخرى في تدبير شؤونه، رغم أنه ذو عقل قادر على إدراك حقائق الأشياء وفهم قوانينها وسُنَنِها، وقادر على التعامل معها والإفادة منها بوعي ومعرفة، وهذا ما يُمَيِّزه عن سواه من الكائنات، وهو من أجَلِّ وأعظم نِعَمِ الله عليه، وأسباب ذلك الإخفاق مختلفة لا مجال للخوض فيها الآن.
إنَّ تدبير الإنسان لشؤونه لا يمكن أن يكون كيفما اتفق، لا يمكن أن يكون عشوائياً دونما علم، ومعرفة، وخبرة، وتنظيم، وإتقان، وحكمة، العشوائية تؤدي به إلى الفشل في أموره كلها، بل إن سوء التدبير يعتبر أحد أهم أسباب ما عانت وتعاني منه الإنسانية ماضياً وحاضراً ومستقبلا.
إن الله تعالى يُعين المَخلوق سِيَّما الإنسان، يعينه في مختلف أموره بما يتفَضَّل عليه من مواهِب وقابليات، ويُعينُه بما يُنعِم عليه من نعَمٍ شتّى لا تُحصى، وقد لا تُدرَكُ كلها، ويُعينه بما يرزقه مما يحتاج إليه من أرزاق، ولكنه تعالى جعل أمر تدبيرها وإدراتها إلى الإنسان نفسه، وقد أعطاه القدرة العقلية والعلمية التي يتمكن بها أن يدير كل شؤونه بعلم ومعرفة وحكمة، وترك له أن يقوم بواجبه تجاهها، إن من حيث اكتشافها، أو من حيث إدارتها، أو من حيث الاستفادة المُثلى منها فيما يرجع عليه بالخير في دنياه وفي آخرته.
إن حُسنَ تدبير الإنسان لأموره المعنوية والمادية، ومنها أموره المالية خصوصاً في الأزمات المَعيشية التي تعصف به هو من معونة الله له، فلا يكفي أن يرزقه الله المال بل لا بُدَّ له أن يعرف قيمة المال، ويعرف الطريقة المُثلى للاستفادة منه والمحافظة عليه، وهذا معنى قول الإمام أمير المؤمنين (ع): "التَّدبيرُ نِصفُ المَعُونَةِ".
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية والقرآنية السيد بلال وهبي
.......
انتهى/ 278