وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

١٨ نوفمبر ٢٠٢٢

٥:١٥:٥٤ م
1324291

البشر وحاجتهم للأنبیاء في الهدایة

 إن الله سبحانه وتعالی خلق الإنسان ومنّ علیه بالعقل لیجد سبیل الهدایة إذا ما حاجة البشر للأنبیاء(عليهم السلام) لیهدوا الناس وهم یتمتعون بالعقل؟

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إن نمط الحیاة المادیة لامحل للإعراب فیه للدین والهدایة ولکن في نمط الحیاة الدینیة تعتبر النبوة أصلاً من أصول الدین وبها یهتدي البشر ویجد طریقه الذي ینتهي بالسعادة وحسن العاقبة ولکن یتساءل البعض عن سبب إبتعاث الأنبیاء (ص) في ظل تمتع البشر بالعقل الذي یمکنه أن یضیئ طریق البشر دون أنبیاء.

ونقلا عن وكالة إكنا، البشر بحاجة إلی الأنبیاء (عليهم السلام) لیرشدونه ویهدونه نحو الصواب وذلك لأربعة أسباب أساسیة وهي؛

أولاً: الکون ذات غایة

من المنظور الدیني للکون غایة یسیر نحوها وأن البشر هو جزء من الکون وأیضاً خلق الله الکون من أجله بحسب الآیتین 29 من سورة البقرة و33 من سورة النازعات.

هنا نفترض أن هناك مدرسة مجهزة بکل ما تحتاج إلیه من طاولات وکراسي وصفوف وطلاب وغیر ذلك ولکن لیس فیها معلمون ألیس بناء تلك المدرسة عملاً عبثیاً؟ هکذا هو دور الأنبیاء.

ثانیاً: حرکة الکون

وتسیر الکائنات في طریق الکمال والتطور والإنسان بدوره یجب أن یتخذ سبیلاً نحو الکمال دون ریب أو تشکیك ولکن هناك فرق بین البشر والکائنات ما دونه وهو أنه مختار في السیر نحو الکمال أو إتخاذ طریق آخر وبالتالي هناك للأنبیاء دور في هدایته وجعله في الطریق الصائب.

ثالثاً: الرحمة الإلهیة

علی الخالق هدایة العباد وإیضاح طریق السعادة لهم وإن الله الرحمن الرحیم أنزل رحمة الهدایة علی البشر من خلال إبتعاث الأنبیاء.

وقال الله تعالی "انّ علینا للهدى" (اللیل / 12) وهذا دلیل علی أن الله سبحانه وتعالی وعد بالهدایة وبعث الأنبیاء لیهدوا الناس في الحیاة الدنیا التي یترصد الشیطان فیها العباد ولدیهم أهواء تحرفهم.

واعتبر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن هداية الناس واتمام الحجة عليهم يعدّان ضمن أسباب ابتعاث الأنبياء(عليهم السلام) كما جاء في الآية الـ34 من سورة "طه" المباركة  "وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى"، والآية الـ165 من سورة "النساء" المباركة "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا".

رابعاً: الجهل البشري

لاشك أن الإنسان یجهل الکثیر في الحیاة وهذا یجعله بحاجة إلی معلم یضیئ عقله بالعلم إذ قال تعالی في الآیة 151 من سورة البقرة المبارکة "و یعلّمكم مالم تكونوا تعلمون".

ولاتقول هذه الآية إن الله سبحانه وتعالى يعلّم الناس ما لم يكونوا یعلمون. بل إنه تشير إلى حقيقة أن هناك أشياء لا يمكن للناس فهمها!

مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة الاسلامية(النبوة)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"
........
انتهى/ 278