وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

١٨ نوفمبر ٢٠٢٢

١٢:٠٧:٢١ م
1324180

وزير الإعلام الصومالي: حركة الشباب ليست "دينية" والإعلام أهم جبهات الحرب ضدها

أكد جامع، على هامش الكونغرس العالمي للإعلام في الإمارات، أن الصومال لن يستطيع تحقيق التنمية قبل التخلص من الإرهاب.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال وزير الإعلام الصومالي داوود أوديس جامع، إن الإعلام يمثل أهم جبهات الحرب ضد حركة الشباب الإرهابية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الجديدة ستسهم في رسم استراتيجية الحكومة لتصحيح الرسائل المغلوطة التي تروج لها الحركة.
وأكد جامع في حواره مع "سبوتنيك"، على هامش الكونغرس العالمي للإعلام في الإمارات، أن الصومال لن يستطيع تحقيق التنمية قبل التخلص من الإرهاب.

وإلى نص الحوار:

ما هي التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة خلال المرحلة المقبلة؟

لقد خرج الصومال من حرب أهلية كما تعرفون، والحكومة الجديدة تواجه تحديات مختلفة منذ مجيئها إلى السلطة، وأولويتنا في الوقت الحالي هي تقديم الخدمات للمواطنين والتعامل مع مشكلة الجفاف التي تواجهها البلاد.
ويضاف إلى ذلك تعمل الحكومة على محاربة الإرهاب، الذي نريد القضاء عليه بصورة كاملة في الصومال، لأنه بدون التخلص من الإرهاب لن نستطيع التركيز على البرامج الأخرى الخاصة بالتنمية.
ولهذا السبب، فإن أولويتنا في الوقت الحالي هي التخلص من الإرهاب وإقرار السلام.

هناك تصعيد من حركة الشباب ضد الحكومة خلال الفترة الأخيرة... هل لديكم خطة إعلامية لمواجهتها؟

حركة الشباب هي مجموعة إرهابية، ومحاربتها تتم عبر 3 جبهات أولها الجبهة العسكرية والجبهة الثانية هي منع مصادر تمويلها.
أما الجبهة الثالثة وهي الأهم في مواجهة حركة الشباب فكريا وهي تعتمد على استخدام وسائل الإعلام التي يتم إعدادها لتوجيه الرسائل الصحيحة للشعب.
هذه الحركة التي يمكن أن يطلق عليهم "خوارج" أو أيا كانت المسميات التي تنطبق عليهم، ينقلون رسالة خاطئة عن الإسلام للناس.
ولذلك يجب علينا مواجهة رسائلهم الخاطئة عبر خطة تم وضعها فعليا لتحقيق هذا الهدف وتصحيح الأفكار المغلوطة التي تتبناها حركة الشباب.
رئيس الحكومة تعهد منذ البداية بالقضاء على حركة الشباب...

هل الوضع في الصومال سيمكنه من القضاء على هذه الحركة التي تتبنى فكرا عقائديا؟
حركة الشباب الصومالية ليست حركة دينية لأنها تقوم بتفجيرات وتقتل الناس وتدمر المنشآت العامة وهذه أمثلة مما تقوم به.
ففي الوقت الذي يواجه فيه الصومال جفافا شديدا يهدد نحو 7 ملايين شخص في البلاد، تقوم حركة الشباب الارهابية بتدمير آبار المياه وتدمير البنية التحتية التي يحتاجها الناس.
وعليه نقول إنها ليست مجموعة دينية وأن ما تقوم به لا يمثل الدين، لأن رأس الحربة في الدين الحقيقي هو مساعدة الناس على الحياة وهو ما تقوم به الحكومة الصومالية حاليا لتعيد السلام والاستقرار إلى كل مواطن صومالي.

هل يستعين الصومال بدول عربية أو أجنبية للخروج من مرحلة عدم الاستقرار الأمني؟
نعم بكل تأكيد، لأن الصومال لديها بالفعل، قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي تقوم بمساعدة الصومال.
وهناك جيران الصومال الذين يقفون معه مثل إثيوبيا وكينيا وجيبوتي، ودول أخرى مثل الإمارات.
وعليه فإن الصومال يدعو المجتمع الدولي للمضي قدما في دعم الصومال والاضطلاع بدوره، ويمكننا القول إن غالبية المجتمع الدولي يعمل معنا لدعم الصومال.

ماذا يعني عودة الولايات المتحدة للقيام بعمليات داخل الصومال تحت مسمى "محاربة الإرهاب"؟
الولايات المتحدة تمثل شريكا لنا وهي تساعد الصومال خلال العامين الماضيين لمحاربة حركة الشباب، ولدينا تعاون وثيق مع العديد من الشركاء الآخرين أيضا.

الجفاف أزمة جديدة تواجه الصومال... كيف تتعاملون معها إعلاميا؟
الجفاف هو كارثة طبيعية وهو جزء من الآثار الناتجة عن أزمة التغيرات المناخية التي تواجه العالم أجمع.
ولذلك فإن الحكومة الصومالية تعمل على مساعدة الصوماليين في مواجهة آثار الجفاف وهناك دعم تتلقاه من الأمم المتحدة ومن العالم الإسلامي ودول أخرى وهذا الدعم ساهم في الحد من آثار الجفاف في الصومال وهو ما يمكن ملاحظته على أرض الواقع.

هل تخطى الصومال الخلافات السياسية بين الولايات كما كان يحدث في السابق؟
الحقيقة أننا نواجه مشاكل تركتها الحكومات السابقة في بعض الولايات، لكننا حققنا بعض التقدم فيما يخص الحكومة المركزية والولايات، وكان هناك اجتماع في مقديشو، الشهر الماضي، بهذا الشأن.
وفي الوقت الحالي نعمل على تحقيق التوافق بين الحكومة المركزية والولايات ليقف الجميع في صف واحد بما يتوافق مع توجهات الرئيس الحالي حسن شيخ محمود، التي تهدف إلى اتخاذ القرارات وفقا لرؤى مشتركة بين قادة الحكومة المركزية وقادة الولايات خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي والقضايا الاجتماعية وأزمة الجفاف وقضايا أخرى على الأجندة الوطنية للصومال.
ويمكننا القول إن أي حكومة تريد أن تحقق الاستقرار في بلادها يجب عليها أن تعمل مع الجميع وأن تشارك الأفكار مع كل الأطراف لأننا لا نملك وقتا لمزيد من الصراعات وإنما يجب علينا أن نعمل معا للمضي قدما.

هل ترى أن الحكومة الجديدة قادرة على العبور بالصومال إلى مرحلة الاستقرار؟
بكل تأكيد، فإن الحكومة الجديدة تعمل على جعل الصومال يمضي قدما، ومحاربة حركة الشباب هي الخطوة الأولى لتحقيق ذلك.
فبعد التخلص من حركة الشباب سيكون بإمكاننا تحقيق الاستقرار لنركز على تحقيق التنمية خاصة فيما يتعلق بتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتوفير المياه والتعليم والصحة.
ولذلك، فإن وجود حركة الشباب يمثل تحديا يجب علينا التخلص منه، وعندما ستكون الحكومة قادرة على تحقيق الاستقرار في الصومال وإعادته إلى الساحة العالمية وتحقيق التنمية عبر إقامة شراكات مع دول أخرى.

ما هي رسالة الصومال إلى دول المنطقة والعالم؟
رسالتنا إلى المجتمع الدولي هي أن الصومال يعيش في سلام داخلي وفي سلام مع جيرانه ومع العالم أجمع.

بعد مشاركتكم في الكونغرس العالمي للإعلام... ما هي انطباعاتكم عن هذا الحدث وهل له انعكاسات على الإعلام الصومالي؟
أعتقد أن الكونغرس العالمي للإعلام يمثل اجتماعا في غاية الأهمية بالنسبة لنا، خاصة فيما يتعلق بمحاربة حركة الشباب إعلاميا عن طريق نشر الأفكار الصحيحة وتفنيد الأفكار المغلوطة التي ينشرونها.
ويمكن القول إن مشاركتنا في هذا الحدث عادت بالكثير من النفع علينا، خاصة فيما يتعلق بالأفكار الخاصة بطريقة استخدام وسائل الإعلام الجديدة في رسم استراتيجية التواصل الحكومي وتحديد الرسائل التي تحملها للجمهور، خاصة أن مستقبل وسائل الإعلام ينتقل من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد الذي يهيمن عليه منصات التواصل الاجتماعي.
فالصومال هو إحدى دول العالم، التي يوجد بها غالبية سياسية من الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.
ونحن مقبلون على حقبة جديدة، ولدينا رسالة نحتاج إلى مشاركتها مع الآخرين، عبر منصات تكون مصدرا للمعرفة والتعاون، الذي يساعدنا في تطوير وسائل الإعلام في المستقبل.
وتعاني الصومال رغم الدعم الامريكي والاماراتي لها، منذ سنوات من جراء هجمات ارهابية تنفذها حركة شباب الوحشية .
..................
انتهى / 232