وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكدت النائب في البرلمان التونسي الاستاذة "مباركة الابراهيمي" ان الجمهورية الإسلامية استطاعت طيلة هذه السنوات رغم طول الحصار وشدته أن تبقي فلسطين حية في وجدان المسلمين وأحرار الإنسانية عبر إعلامها الوطني وسياساتها الخارجية والثقافة الملتزمة، مضيفة بأن الشهيد الكبير القائد قاسم سليماني ترك بصمته في كل مكان انطلق فيه الرصاص نحو قلب العدو الصهيوني وأدواته من أنظمة رجعية متآمرة.
وفي حوار مع وكالة أنباء فارس اجرته معه "وردة سعد" قالت البرلمانية التونسية "مباركة الابراهيمي" ان الجمهورية الاسلامية هي التي تنغص على الانظمة المطبعة مع الصهاينة هذه العلاقة الخنائية عندما تقود محور المقاومة الذي يضم دولا وأحزابا وتنظيمات تراهن على خيار البندقية خيارا وحيدا لتطهير فلسطين من الاحتلال، وإعادة الأرض لأصحابها التاريخيين وعاصمتها القدس الشريف.
وشددت النائبة الابراهيمي على أن تجربة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي تخوضها الأنظمة العربية، لم تجلب للشعوب سوى الوبال والخسران وللشعب الفلسطيني سوى مزيد من الزحف على أراضيه... ومزيد من القتل والتشريد والتنكيل.
واعتبرت البرلمانية التونسية الابراهيمي ما يسمى بالربيع العربي، مؤامرة خطط لها الغرب الاستعماري ونفذتها جحافل من المرتزقة الذين تم التلاعب بعقولهم وايهامهم بأنهم حماة الدين. أما تمويلها فقد صرفت عليها امارات النفط الخليجية.
وكان العدوان رهيبا على سوريا وعلى سائر الأقطار العربية والاسلامية، وطالت هذه الاعتداءات الغادرة أبرياء كثر في القارة الأوروبية، وآخر جرائمهم كانت في مدينة شيراز الايرانية.
وفي الشأن التونسي اعتبرت البرلمانية التونسية البارزة حركة النهضة فرعا للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين بتونس، وقالت "ان هذا التنظيم نشأ في أحضان المخابرات البريطانية التي رعته بل وكلفته بمهام أمنية خطيرة في العديد من الأقطار العربية".
وتابعت انهم "للأسف غدروا بشعوبهم فاحتضنوا الوهابية في تونس مثلا وأدمجوا قياداتها في أحزابهم (حركة النهضة وحزب التحرير وائتلاف الكرامة مثلا) وأسسوا الجمعيات التي دخلت عبرها أموال طائلة من الخارج ثم نظموا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي فتحت منه النيران على سوريا".
وفيما اكدت النائب الابراهيمي ان "تونس كانت ولا تزال تعتبر نفسها جزءا من القضية الفلسطينية، ومقاومة شعبها" قالت بشأن الانتخابات التونسية القادمة "سننجح بإذن الله تعالى في تركيز برلمان ذو أغلبية شبابية ترسم ملامح تونس الجديدة التي ستخرج بإذن الله من أزمتها، بعد أن تلاعبت بها مافيات الارهاب والاحتكار والتهريب وتبييض الاموال وتحكمت مجاميع الريع في قرارها الوطني وسيادتها ،بعد أن أصبحوا هم من يحددون سياسات بلد برمته".
وفيما يلي النص الكامل للحوار :
الاستاذة مباركة الابراهيمي هي زوجة الشهيد محمد البراهمي وابنة المناضل الحاج سماتي بن محمد أحد قيادات المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، ولكنها ايضا احد قيادات حزب التيار الشعبي ذي الفكر الوحدوي العروبي المقاوم.. كيف تنظرون الى ما تتعرض له المنطقة منذ احد عشر عاما من محاولات تغيير لهويتها تحت مسمى الربيع العربي الذي تعرض للاختطتف على يد متطفلين؟
"ان النفق المظلم الذي دخلت فيه المنطقة منذ أكثر من عشرة أعوام ليس امرا طارئا أو حصل فجأة، انما هو نتيجة عمل دؤوب مستمر اشتغلت عليه دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية وهو مشروع تدميري أوكلت مهمة تمويله أنظمة الخليج العربي. انطلقت الأحداث بتونس يوم 17 ديسمبر 2010 بمدينة سيدي بوزيد بحادثة احراق محمد البوعزيزي لنفسه بعد أن صفعته احدى أعوان الشرطة البلدية اثر مشادة كلامية جدت بينهما عندما طلبت منه الانتقال بعربته الى مكان آخر خاص بالباعة المتجولين. كانت حالة الاحتقان الشعبي على فساد النظام وظلمه وسياسته اللاشعبية واللاوطنية متوثبة لأي شرارة تنطلق ليخرج الناس في مظاهرات عارمة من أجل مطالب اصلاحية لتحسين أوضاعهم المعيشية.
ثم تطورت الشعارات الى الشعار الشهير “الشعب يريد اسقاط النظام”. ومنها هرب زين العابدين بن علي الى السعودية يوم 14 حزيران 2011، وبدأ النظام في تغيير ثوبه وفي التشكل مرة أخرى ولم يجن الشعب شيئا وبقي الحال كما هو عليه بل أفضع. ثم انتقلت عدوى الحراك الى دول عربية أخرى وأخذت شكلا أكثر عنفا ودموية وافتضح أمر الربيع العربي عندما اشتعلت الأوطان حرائق ومذابح وتدمير للبنى التحتية وانتهاك الحرمات وأصبح الهدف الرئيسي لكل ما يحدث هو تدمير الدولة الوطنية واحالتها الى الخراب والعدم ونهب ثرواتها وادخال شعوبها في نفق من العنف لا آخر له.. كل ذلك لضمان أمن اسرائيل.
هنا قد يشكك المرتشون لكنها مؤامرة. مؤامرة خطط لها الغرب الاستعماري ونفذتها جحافل من المرتزقة الذين تم التلاعب بعقولهم وايهامهم بأنهم حماة الدين. أما تمويلها فقد صرفت عليها امارات النفط الخليجية.
كان العدوان رهيبا على سوريا وعلى سائر الأقطار العربية والاسلامية، وطالت هذه الاعتداءات الغادرة أبرياء كثر في القارة الأوروبية، وآخر جرائمهم كانت في مدينة شيراز الايرانية والتي أصابت العشرات بين شهداء وجرحى في مقام السيد شاهجراغ ابن الامام موسى ابن جعفر عليهم السلام.
وقد عانت الجمهورية الاسلامية كثيرا جراء جرائمهم الوهابية البشعة التي تستهدف باستمرار أمن ايران واستقرارها في محاولات محمومة لاثارة الرأي العام الوطني ضد القيادة العليا للدولة واحراجها حتى تنخرط في جوقة التطبيع مع العدو الصهيوني وتتخلى عن دورها القيادي في محور المقاومة.
أكثر من عشر سنوات مرت على هذا الخراب الذي دعمه الغرب ورعاه، ومنحت الفرصة لجماعة الاخوان المسلمين في بعض الاقطار العربية . لكنهم للأسف غدروا بشعوبهم فاحتضنوا الوهابية في تونس مثلا وأدمجوا قياداتها في أحزابهم (حركة النهضة وحزب التحرير وائتلاف الكرامة مثلا) وأسسوا الجمعيات التي دخلت عبرها أموال طائلة من الخارج ثم نظموا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي فتحت منه النيران على سوريا".
ثورة تونس كانت الشرارة التي اشعلت فتيل الثورات في الدول العربية، بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات.. والكثيرون يعتقدون ان الثورة التونسية لم تكن تحركها ادوات خارجية.. فلماذا برأيك لم تستطع هذه الثورة ان تنجز اهدافها؟ وهل لا يزال بالامكان العمل على تحقيق هذه الاهداف؟
"نعم، الشرارة الأولى للثورة انطلقت من تونس وقد انخرطنا جميعا فيها ضد نظام الفساد والاستبداد. وقد عشنا آمالا وردية بتونس جديدة تتحقق فيها العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية. تونس الجميلة التي تبنى على المحاسبة العادلة لكل من أذنبوا في حق شعبها ومقدراته، ولكن بمجرد هروب الرئيس بن علي الى السعودية، عاد رموز حقبته من جديد: فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب أصبح رئيسا مؤقتا للجمهورية، وبقي محمد الغنوشي على رأس الحكومة ليخلفه الباجي قايد السبسي. تحصلت حركة النهضة على الأغلبية البرلمانية بعد انتخابات أكتوبر 2011 وعينت المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية.
بعد انتخابات 2014 حكمت النهضة ونداء تونس توافقيا، وعاد الباجي قايد السبسي رئيسا للجمهورية بعد ان كان رئيسا للبرلمان ووزيرا للداخلية والخارجية والدفاع في عهد الحبيب بورقيبة. وبذلك يكون النظام القديم قد عاد مطعما بالاخوان المسلمين الذين لم يكن ولاؤهم لتونس ولا للأمة بل كانت لديهم خطة وهم مكلفون بتنفيذها، محليا: تدمير الاقتصاد الوطني وجميع القطاعات التي تخلق الثروة في البلاد كالفلاحة والصناعة، اضعاف المستوى التعليمي والثقافي وحتى القيمي في تونس التي كانت مصاف الدول ذات المردودية العلمية المحترمة في العالم، اغراق البلاد في المديونية لمزيد الارتهان للخارج، افشال كل المحاولات التشريعية والقانونية لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني. كل هذا الى جانب فتح الجامعات ودور الشباب ودور الثقافة ووسائل الاعلام لشيوخ الوهابية التكفيريين حتى اصبح فكرهم المدمر يخترق نسبة كبيرة من العائلات التونسية، تسخير أجهزة الدولة لعمل شبكات تسفير الشباب الى دول عربية عديدة أبرزها سوريا وليبيا وبالتالي تحولت تونس بعد الثورة الى قاعدة متقدمة لضرب الأمن القومي العربي وأمن المنطقة عموما خدمة للعدو الصهيوني وأمنه واستقراره".
في التيار الشعبي عارضتم حركة النهضة بقوة وهي حركة اسلامية والاسلام لعب دورا تقدميا وثوريا في قيادة حركة التحرر وطرد المستعمر. ماهي مآخذكم على حركة النهضة؟
"حركة النهضة هي حزب سياسي يستهدف الحكم ونحن لم نعارضه على اسلاميته بل عارضنا سياساته التي تتناقض مع روح الاسلام وجوهره. وكما تعلمون فان حركة النهضة هي فرع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بتونس، وان هذا التنظيم نشأ في أحضان المخابرات البريطانية التي رعته بل وكلفته بمهام أمنية خطيرة في العديد من الأقطار العربية. أما حركة النهضة التي كانت تسمى سابقا حركة الاتجاه الاسلامي التي ارتبطت بالعديد من أعمال العنف كتفجير الفنادق في ثمانينات القرن الماضي بدعوى استهداف السياح الكفار وتفجيرات في مقرات الحزب الاشتراكي الدستوري (حزب بورقيبة) الى جانب عمليات ارهابية من حين لآخر أهمها عملية مدينة سليمان سنة 2007 اذ كانت تستعد لتنفيذ تفجيرات في المنطقة السياحية بمدينة الحمامات، واحتمى عناصرها في أحد الأحياء السكنية وجعلوا من الأهالي دروعا بشرية، وقد صدرت في حقهم أحكام قضائية ثقيلة، وبعد وصول النهضة للحكم تم اطلاق سراحهم. حركة النهضة فتحت باب جهنم على أمن التونسيين بعد أن تبوأت مهمة نشر الفكر الوهابي التكفيري المتطرف. فتكلم نوابها تحت قبة البرلمان عن ضرورة الجهاد في سوريا وارتبطت هذه الدعوى بالعديد من النواب مثل أبو يعرب المرزوقي والحبيب اللوز والصادق شورو وغيرهم كثير.ولم يعرف مجتمعنا ظاهرة التكفير ولم تتفكك الأسرة التونسية بين كافر ومسلم كما حدث اليوم ولم يطلق بلفظ الطواغيت على القضاة والأمنيين الا في عهدهم. نحن مسلمون موحدون محمديون وندافع عن ديننا بأرواحنا ولكن الدين ليس تجارة، ومن يغار على الاسلام ها هي أولى القبلتين وثالث الحرمين مغتصبة منذ أكثر من سبعين عاما، فليجيشوا جيوشهم اليها ولتصرف دول الخليج على حرب تحرير فلسطين عوض الحرب على الابرياء والمظلومين".
البعض يأخذ عليكم موقفكم السلبي من حركة النهضة التونسية بينما انتم تعلنون دعمكم ومناصرتكم لحركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن.. بل انتم تناصرون مواقف الجمهورية الاسلامية في ايران.. لماذا ينحاز حزب التيار الشعبي لمحور المقاومة على صعيد المنطقة؟"
ان الدين الاسلامي الحنيف هو دين الحق والعدالة وحفظ الأرواح، والاسلام يأبى الجور والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل ويعتبر القتل من الكبائر.
قال تعالى: (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون ))، وقال ايضا سبحانه (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)). فكيف اذا كان هذا العدوان على شعب بأكمله يباد يوميا وينكل به في السجون ويشرد من ارضه وتهدم بيوته وتجرف أشجاره ويعتد على حرائره. ألم يدعو الاسلام الى مقاومة الظلم والجور والاستبداد واسترداد الحقوق ورد الظلم عن المظلومين؟ ألم يقل سبحانه (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير )) ؟ لقد وعد الله المجاهدين بالنصر والمعتدين بالهزيمة لأنهم أخذوا ما ليس من حقهم من أصحاب الحق. لذلك نحن نرى هذه المعاني الجليلة في حزب الله الذي هزم جيش الكيان الغاصب في مواقع كثيرة مجسدا وحدة القضية ووحدة الصراع ووحدة المستقبل، وبأن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين بمفردهم بل قضية المسلمين وجميع أحرار العالم. كل الذين لم يتخلوا عن فلسطين هم جديرون بكل تقدير واحترام واجلال. كل الذين لم ينكسوا الراية من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس الى حركة الجهاد الاسلامي الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى كل الذين يصنعون النصر بدمائهم وفي معتقلاتهم الى “عرين الاسود” الذي ينفذ اليوم عمليات متقدمة ضد العدو ويرسم لوحات رائعة للمقاومة والفداء بلون الدماء الطاهرة. هذه هي الحركات الاسلامية المقاومة. للأسف حركة النهضة لم تقف موقفا أخلاقيا واحدة تجاه القضية الفلسطينية بل عملت على تقزيم تحركاتنا واجهاض تحركاتنا الشعبية ومشاريع القوانين التي قدمناها في البرلمان لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.
حركة النهضة لها امكانيات هائلة للتحشيد لكنها وظفتها في تركيز شبكات التسفير لقتال الاخوة العرب والمسلمين والحال أن فلسطين على بعد كيلوميترات معدودة من سوريا. حركة النهضة كانت اليد الطولى لأعداء أمتنا والبندقية المصوبة الى صدور المسلمين لذلك نعتبر التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وفرعه في تونس (حركة النهضة) تنظيما معاديا للأمة العربية والاسلامية"
تونس على موعد مع انتخابات برلمانية عامة مبكرة في 17 ديسمبر المقبل.. كيف تنظرون الى هذه الخطوة وهي الاخيرة في برنامج الرئيس قيس سعيد لتصحيح المسار؟ وهل تأملون ان تعيد هذه الانتخابات تونس الى المسار الديمقراطي السلمي؟"
نحن مقبلون على استحقاق انتخابي هام يوم 17 ديسمبر القادم، وقد انطلق المسار الانتخابي رغم بعض الصعوبات، لكن الهيئة الوطنية للانتخابات تلقت ملفات المترشحين وهي بصدد التدقيق فيها وسننجح بإذن الله تعالى في تركيز برلمان ذو أغلبية شبابية ترسم ملامح تونس الجديدة التي ستخرج بإذن الله من أزمتها، بعد أن تلاعبت بها مافيات الارهاب والاحتكار والتهريب وتبييض الاموال وتحكمت مجاميع الريع في قرارها الوطني وسيادتها ،بعد أن أصبحوا هم من يحددون سياسات بلد برمته.وهي مناسبة لندعو التونسيين للمشاركة بكثافة يوم 17 ديسمبر وعدم إتاحة الفرصة مجددا لحكم العصابات أن يعود للمشهد البرلماني الرديء.للأسف، كان المترشحون عن المفسدين والمجرمين والارهابيين يستغلون حاجة الناس وسذاجتهم وطيشهم خاصة في الأحياء الشعبية والقرى النائية والأرياف، فيشترون أصواتهم ببضعة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع وكأنها تبيع مستقبل شعبها بملاليم بسيطة.هي امتحان للقضاء أيضا وفرصة له كي يمنع كل الفاسدين والمتورطين من الترشح خاصة، والهيئة المستقلة للانتخابات بصدد التدقيق في بيانات المترشحين.تونس جديرة بحياة كريمة وأمتنا جديرة بالنصر والتحرير".
بعض القوى العربية تناصب ايران العداء، بل ان بعضها استبدل العداء للجمهورية الاسلامية بالعداء التاريخي للصهيونية وكيان الاحتلال!! اين تكمن مصلحة العرب في هذا الاطار؟ وكيف تنظرون الى الدور الذي تقوم به الثورة الايرانية في مواجهة الهيمنة الامبريالية والصهيونية على المنطقة؟
"اليوم أمام تنامي موجة التطبيع مع العدو الصهيوني وخاصة من أنظمة الخليج وفي إطار تبريرها وهروبها إلى الأمام... أصبحت هذه الأنظمة تتفاخر بلقاءات قياداتها مع قيادات دولة العصابات الصهيونية وأصبح الكيان الصهيوني أمرا واقعا بالنسبة إليهم... غير أن الجمهورية الإسلامية هي التي تنغص عليهم هذه العلاقة الخنائية عندما تقود محور المقاومة الذي يضم دولا وأحزابا وتنظيمات تراهن على خيار البندقية خيارا وحيدا لتطهير فلسطين من الاحتلال، وإعادة الأرض لأصحابها التاريخيين وعاصمتها القدس الشريف. لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية طيلة هذه السنوات رغم طول الحصار وشدته أن تبقي فلسطين حية في وجدان المسلمين وأحرار الإنسانية عبر إعلامها الوطني وسياساتها الخارجية والثقافة الملتزمة بأقدس القضايا فكان اليوم العالمي للقدس الذي أعلنه الإمام الخميني رحمه الله، يوم فلسطين يحييه كل من آمن بعدالة القضية الفلسطينية في عشرات العواصم والمدن العالمية.. مقابل عجز الأنظمة العربية بمؤسساتها وبخدم الحرمين الشريفين المتعاقبين أن تخصص ساعة واحدة فقط لفلسطين والقدس. إن الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية ولا زالت تقدمه من أجل تطوير أداء المقاومة فكريا وسياسيا وعلميا وتقنيا هو الذي جعل سلاح المقاومة الفلسطينية يلحق الضرر أكثر بالعدو بمعداته وببناه التحتية، وبث فيه الرعب والهزيمة. وإن ننسى، فلن ننسى فضل الشهيد الكبير القائد قاسم سليماني الذي ترك بصمته في كل مكان انطلق فيه الرصاص نحو قلب العدو الصهيوني وأدواته من أنظمة رجعية متآمرة إلى تنظيمات تكفيرية وهابية قذرة أصبحت اليوم في حشرجاتها الأخيرة أمام شدة وصلابة المقاومة وثبات النظام السوري وجيشه بالخصوص في مواجهة هذا الإجرام العالمي. لكل هذه الاعتبارات التي فضحت خزي أنظمة الخليج وعلى رأسها السعودية يعتبرون إيران العدو الأول لشعوبهم... زد على ذلك أزمتهم في اليمن التي فضحت عدوانهم على شعب أعزل حر قيادته ملتزمة بالخط المقاوم برعاية الجمهورية الإسلامية. في النهاية... ليس للعرب ولا للمسلمين خيار غير مواجهة واقعهم بكل الوسائل العلمية والواقعية وهي مقاومة الهيمنة والاستعمار والتبعية واستعادة أرضهم وكرامتهم بقوة السلاح الذي افتكت به فلسطين... ولنا في تجربة التطبيع التي خاضتها بعض الأنظمة العربية والتي لم تجلب للشعوب سوى الوبال والخسران وللشعب الفلسطيني سوى مزيد من الزحف على أراضيه... ومزيد من القتل والتشريد والتنكيل".
تونس مثلت علامة فارقة على الصعيد العربي في تبني القضية الفلسطينية ورفض سياسات التطبيع ومشاريع التسوية غير المنصفة لحقوق الشعب الفلسطيني.. وحزبكم هو في طليعة الداعمين لهذه السياسات.. هل لا تزال تونس قادرة على مواجهة الضغوط الدولية والعربية ورفض موجة التطبيع التي تقودها دول الخليج اليوم؟ هل انتم مطمئنون الى ان الدولة محصنة ضد هذا السقوط في فخ التطبيع؟
"تونس كانت ولا تزال تعتبر نفسها جزءا من القضية الفلسطينية، ومقاومة شعبها، وهنا نستحضر أرواح شهداء تونسيين ارتقوا على درب تحرير فلسطين منذ بدايات الاحتلال . ولا ننسى سفر المتطوعون سيرا على الاقدام الى فلسطين المحتلة.و ايضا شهد لبنان خلال الاجتياح سنة 1982 وصول الكثير من المتطوعين التوانسة بعضهم استشهد خلال المعارك مع العدو الصهيوني منهم : الشهيد كمال البدري ، الشهيد ميلود بن ناجح نومة و غيرهم .كان الشهيد مبروك العباسي اول متطوع تونسي يستشهد في فلسطين بعد أن التحق بالثورة الفلسطينية سنة 1936 و التحق بصفوف مقاتليها، الى ان القت القبض عليه القوات البريطانية وحكمت عليه بالاعدام سنة 1939 ثم فر ثم استشهد اسيرا ..ما زالت فلسطين حية في ضمير العائلات التونسية الاصيلة، وما زال علمها يرفرف في كل المناسبات، ولا تزال راية فلسطين حاضرة في الجامعات التونسية و في مقرات الاحزاب و المنظمات، و لازلنا نحمل ثأر الشهداء و نتوارثه و نربي ابناءنا على ان التفريط في فلسطين هو تفريط في امة بأكملها .بعد رحيل النظام السابق كان التونسيون يتطلعون الى التزام اكبر بقضايا الامة و على رأسها فلسطين . و خلال كتابة الدستور تقدم بعض النواب الاحرار الى البرلمان بمشروع عرف بمشروع الفصل 27 المتعلق بتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني ، لكن الاغلبية البرلمانية الاخوانية رفضته رفضا قاطعا وكان من ابرز النواب المدافعين عنه النائب الشهيد محمد براهمي الذي اغتالته يد الارهاب الآثمة في جويلية / تموز 2013 في البرلمان الموالي 2014-2019 تقدمنا في الكتلة النيابية -الجبهة الشعبية- بمشروع قانون لتجريم التطبيع مع العدو غير ان تحالف الاخوان (النهضة) و الليبراليين (نداء تونس) اسقطوه ايضا ... و هو ما يؤكد صدق موقفنا منهم، وتقييمنا لهم بأنهم جزء من مشروع معادي لتونس و للامة اليوم .. تونس تقع تحت ضغوطات كبيرة سياسية و اجتماعية و خاصة اقتصادية و هي ملتزمة بديون كريهة للدوائر المالية العالمية، والاقتصاد التونسي كان في حالة شلل تام طيلة العشرية السوداء التي حكمتها حركة النهضة . وتونس لا تزال محتاجة الى الاقتراض من الخارج، ونحن نعلم ان الجهات المقرضة لن تدخر جهدا في الضغط على الدولة التونسية و إيهامها ان الجنة في التطبيع لكنني اثق بعنصريين : _الشعب التونسي الواعي بمخاطر التطبيع على تونس اليوم و غدا ..._الرئيس قيس سعيد ، الرجل الوطني الذي يناضل من اجل دولة وطنية ذات سيادة كاملة لا يتدخل اي طرف في قرارها سواء كان دولة او منظمة او هيئة او غيرها . و لكن يبقى الشعب التونسي دائما هو صمام الامان الذي لم يسمح للتطبيع ان يمر مهما تغيرت الانظمة".
اخيرا استاذة مباركة على الرغم من المواقف المشرفة للشعب التونسي على الصعيد القومي والقضية الفلسطينية، الا ان عددا كبيرا من شبابه شاركوا في موجة الارهاب الاخيرة في العراق وسوريا خصوصا.. ما سبب هذه
الانتكاسة والانحراف ومن المسؤول عنهما؟ والى اي حد يمكن القول ان هذه الظاهرة مؤقتة وجزئية ولا تغير الانتماء الحقيقي لشعب تونس؟
"الشباب القومي كان وقود معارك رغم وعيه، لقد تشرفت بلقاء الرئيس بشار الأسد عدة مرات وفي كل مرة كنت أعتذر له عن مشاركة شباب تونس في الحرب على سوريا فكان يجيبني “أبدا.. لا تعتذري.. اذا السوريين رفعوا السلاح ضد بلدهم وجيشهم ودولتهم فما بالك بالقادمين من تونس وغيرها من المغرر بهم والجهلة والمنحرفين” وكنت أخجل كثيرا من جوابه. وفعلا ان التوانسة ذهبوا مرتزقة مثل غيرهم من الذين استقدموهم من دول اخرى.
أما ما جعل التونسيين يلتحقون بتلك الأعداد المهولة، فإن المسألة لم تكن عملا فرديا أو في مجموعات صغيرة منفلتة. هؤلاء نظمتهم الدولة وسفرتهم الدولة وتداخل فيها الفاعلون من برلمانيين يشجعون الشباب للجهاد في سوريا من تحت قبة البرلمان، ورئيس الدولة يحتضن مؤتمر اصدقاء سوريا، ووزارة الداخلية التي على رأسها علي العريض تجهز الهويات وجوازات السفر، ووسائل الاعلام مفتوحة لشيوخ الوهابية وشركة سيفاكس ايرلاينز التي يملكها محمد فريخة تقوم برحلات مكوكية من مدينة صفاقس نحو تركيا محملة بالمرتزقة. كل هذه العوامل جعلت من تونس مصدرا اساسيا للارهابيين نحو ليبيا وسوريا والعراق ايضا. ناهيك عن كون اغلب العمليات الارهابية التي حصلت في اوروبا منفذوها توانسة.
أنا بدوري ضحية دولتنا التي سمحت للارهاب بالظهور بقوة ونفذ عدة عمليات، تفجيرات واغتيالات ولا تزال اجهزة النهضة متغلغلة في مؤسسات الدولة وخاصة في الجهاز القضائي حيث يتصدى بكل الوسائل حتى لا تقع ادانة قياداتها بالتورط في الارهاب داخليا وخارج الحدود".
..................
انتهى / 232
وفي حوار مع وكالة أنباء فارس اجرته معه "وردة سعد" قالت البرلمانية التونسية "مباركة الابراهيمي" ان الجمهورية الاسلامية هي التي تنغص على الانظمة المطبعة مع الصهاينة هذه العلاقة الخنائية عندما تقود محور المقاومة الذي يضم دولا وأحزابا وتنظيمات تراهن على خيار البندقية خيارا وحيدا لتطهير فلسطين من الاحتلال، وإعادة الأرض لأصحابها التاريخيين وعاصمتها القدس الشريف.
وشددت النائبة الابراهيمي على أن تجربة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي تخوضها الأنظمة العربية، لم تجلب للشعوب سوى الوبال والخسران وللشعب الفلسطيني سوى مزيد من الزحف على أراضيه... ومزيد من القتل والتشريد والتنكيل.
واعتبرت البرلمانية التونسية الابراهيمي ما يسمى بالربيع العربي، مؤامرة خطط لها الغرب الاستعماري ونفذتها جحافل من المرتزقة الذين تم التلاعب بعقولهم وايهامهم بأنهم حماة الدين. أما تمويلها فقد صرفت عليها امارات النفط الخليجية.
وكان العدوان رهيبا على سوريا وعلى سائر الأقطار العربية والاسلامية، وطالت هذه الاعتداءات الغادرة أبرياء كثر في القارة الأوروبية، وآخر جرائمهم كانت في مدينة شيراز الايرانية.
وفي الشأن التونسي اعتبرت البرلمانية التونسية البارزة حركة النهضة فرعا للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين بتونس، وقالت "ان هذا التنظيم نشأ في أحضان المخابرات البريطانية التي رعته بل وكلفته بمهام أمنية خطيرة في العديد من الأقطار العربية".
وتابعت انهم "للأسف غدروا بشعوبهم فاحتضنوا الوهابية في تونس مثلا وأدمجوا قياداتها في أحزابهم (حركة النهضة وحزب التحرير وائتلاف الكرامة مثلا) وأسسوا الجمعيات التي دخلت عبرها أموال طائلة من الخارج ثم نظموا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي فتحت منه النيران على سوريا".
وفيما اكدت النائب الابراهيمي ان "تونس كانت ولا تزال تعتبر نفسها جزءا من القضية الفلسطينية، ومقاومة شعبها" قالت بشأن الانتخابات التونسية القادمة "سننجح بإذن الله تعالى في تركيز برلمان ذو أغلبية شبابية ترسم ملامح تونس الجديدة التي ستخرج بإذن الله من أزمتها، بعد أن تلاعبت بها مافيات الارهاب والاحتكار والتهريب وتبييض الاموال وتحكمت مجاميع الريع في قرارها الوطني وسيادتها ،بعد أن أصبحوا هم من يحددون سياسات بلد برمته".
وفيما يلي النص الكامل للحوار :
الاستاذة مباركة الابراهيمي هي زوجة الشهيد محمد البراهمي وابنة المناضل الحاج سماتي بن محمد أحد قيادات المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، ولكنها ايضا احد قيادات حزب التيار الشعبي ذي الفكر الوحدوي العروبي المقاوم.. كيف تنظرون الى ما تتعرض له المنطقة منذ احد عشر عاما من محاولات تغيير لهويتها تحت مسمى الربيع العربي الذي تعرض للاختطتف على يد متطفلين؟
"ان النفق المظلم الذي دخلت فيه المنطقة منذ أكثر من عشرة أعوام ليس امرا طارئا أو حصل فجأة، انما هو نتيجة عمل دؤوب مستمر اشتغلت عليه دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية وهو مشروع تدميري أوكلت مهمة تمويله أنظمة الخليج العربي. انطلقت الأحداث بتونس يوم 17 ديسمبر 2010 بمدينة سيدي بوزيد بحادثة احراق محمد البوعزيزي لنفسه بعد أن صفعته احدى أعوان الشرطة البلدية اثر مشادة كلامية جدت بينهما عندما طلبت منه الانتقال بعربته الى مكان آخر خاص بالباعة المتجولين. كانت حالة الاحتقان الشعبي على فساد النظام وظلمه وسياسته اللاشعبية واللاوطنية متوثبة لأي شرارة تنطلق ليخرج الناس في مظاهرات عارمة من أجل مطالب اصلاحية لتحسين أوضاعهم المعيشية.
ثم تطورت الشعارات الى الشعار الشهير “الشعب يريد اسقاط النظام”. ومنها هرب زين العابدين بن علي الى السعودية يوم 14 حزيران 2011، وبدأ النظام في تغيير ثوبه وفي التشكل مرة أخرى ولم يجن الشعب شيئا وبقي الحال كما هو عليه بل أفضع. ثم انتقلت عدوى الحراك الى دول عربية أخرى وأخذت شكلا أكثر عنفا ودموية وافتضح أمر الربيع العربي عندما اشتعلت الأوطان حرائق ومذابح وتدمير للبنى التحتية وانتهاك الحرمات وأصبح الهدف الرئيسي لكل ما يحدث هو تدمير الدولة الوطنية واحالتها الى الخراب والعدم ونهب ثرواتها وادخال شعوبها في نفق من العنف لا آخر له.. كل ذلك لضمان أمن اسرائيل.
هنا قد يشكك المرتشون لكنها مؤامرة. مؤامرة خطط لها الغرب الاستعماري ونفذتها جحافل من المرتزقة الذين تم التلاعب بعقولهم وايهامهم بأنهم حماة الدين. أما تمويلها فقد صرفت عليها امارات النفط الخليجية.
كان العدوان رهيبا على سوريا وعلى سائر الأقطار العربية والاسلامية، وطالت هذه الاعتداءات الغادرة أبرياء كثر في القارة الأوروبية، وآخر جرائمهم كانت في مدينة شيراز الايرانية والتي أصابت العشرات بين شهداء وجرحى في مقام السيد شاهجراغ ابن الامام موسى ابن جعفر عليهم السلام.
وقد عانت الجمهورية الاسلامية كثيرا جراء جرائمهم الوهابية البشعة التي تستهدف باستمرار أمن ايران واستقرارها في محاولات محمومة لاثارة الرأي العام الوطني ضد القيادة العليا للدولة واحراجها حتى تنخرط في جوقة التطبيع مع العدو الصهيوني وتتخلى عن دورها القيادي في محور المقاومة.
أكثر من عشر سنوات مرت على هذا الخراب الذي دعمه الغرب ورعاه، ومنحت الفرصة لجماعة الاخوان المسلمين في بعض الاقطار العربية . لكنهم للأسف غدروا بشعوبهم فاحتضنوا الوهابية في تونس مثلا وأدمجوا قياداتها في أحزابهم (حركة النهضة وحزب التحرير وائتلاف الكرامة مثلا) وأسسوا الجمعيات التي دخلت عبرها أموال طائلة من الخارج ثم نظموا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي فتحت منه النيران على سوريا".
ثورة تونس كانت الشرارة التي اشعلت فتيل الثورات في الدول العربية، بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات.. والكثيرون يعتقدون ان الثورة التونسية لم تكن تحركها ادوات خارجية.. فلماذا برأيك لم تستطع هذه الثورة ان تنجز اهدافها؟ وهل لا يزال بالامكان العمل على تحقيق هذه الاهداف؟
"نعم، الشرارة الأولى للثورة انطلقت من تونس وقد انخرطنا جميعا فيها ضد نظام الفساد والاستبداد. وقد عشنا آمالا وردية بتونس جديدة تتحقق فيها العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية. تونس الجميلة التي تبنى على المحاسبة العادلة لكل من أذنبوا في حق شعبها ومقدراته، ولكن بمجرد هروب الرئيس بن علي الى السعودية، عاد رموز حقبته من جديد: فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب أصبح رئيسا مؤقتا للجمهورية، وبقي محمد الغنوشي على رأس الحكومة ليخلفه الباجي قايد السبسي. تحصلت حركة النهضة على الأغلبية البرلمانية بعد انتخابات أكتوبر 2011 وعينت المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية.
بعد انتخابات 2014 حكمت النهضة ونداء تونس توافقيا، وعاد الباجي قايد السبسي رئيسا للجمهورية بعد ان كان رئيسا للبرلمان ووزيرا للداخلية والخارجية والدفاع في عهد الحبيب بورقيبة. وبذلك يكون النظام القديم قد عاد مطعما بالاخوان المسلمين الذين لم يكن ولاؤهم لتونس ولا للأمة بل كانت لديهم خطة وهم مكلفون بتنفيذها، محليا: تدمير الاقتصاد الوطني وجميع القطاعات التي تخلق الثروة في البلاد كالفلاحة والصناعة، اضعاف المستوى التعليمي والثقافي وحتى القيمي في تونس التي كانت مصاف الدول ذات المردودية العلمية المحترمة في العالم، اغراق البلاد في المديونية لمزيد الارتهان للخارج، افشال كل المحاولات التشريعية والقانونية لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني. كل هذا الى جانب فتح الجامعات ودور الشباب ودور الثقافة ووسائل الاعلام لشيوخ الوهابية التكفيريين حتى اصبح فكرهم المدمر يخترق نسبة كبيرة من العائلات التونسية، تسخير أجهزة الدولة لعمل شبكات تسفير الشباب الى دول عربية عديدة أبرزها سوريا وليبيا وبالتالي تحولت تونس بعد الثورة الى قاعدة متقدمة لضرب الأمن القومي العربي وأمن المنطقة عموما خدمة للعدو الصهيوني وأمنه واستقراره".
في التيار الشعبي عارضتم حركة النهضة بقوة وهي حركة اسلامية والاسلام لعب دورا تقدميا وثوريا في قيادة حركة التحرر وطرد المستعمر. ماهي مآخذكم على حركة النهضة؟
"حركة النهضة هي حزب سياسي يستهدف الحكم ونحن لم نعارضه على اسلاميته بل عارضنا سياساته التي تتناقض مع روح الاسلام وجوهره. وكما تعلمون فان حركة النهضة هي فرع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بتونس، وان هذا التنظيم نشأ في أحضان المخابرات البريطانية التي رعته بل وكلفته بمهام أمنية خطيرة في العديد من الأقطار العربية. أما حركة النهضة التي كانت تسمى سابقا حركة الاتجاه الاسلامي التي ارتبطت بالعديد من أعمال العنف كتفجير الفنادق في ثمانينات القرن الماضي بدعوى استهداف السياح الكفار وتفجيرات في مقرات الحزب الاشتراكي الدستوري (حزب بورقيبة) الى جانب عمليات ارهابية من حين لآخر أهمها عملية مدينة سليمان سنة 2007 اذ كانت تستعد لتنفيذ تفجيرات في المنطقة السياحية بمدينة الحمامات، واحتمى عناصرها في أحد الأحياء السكنية وجعلوا من الأهالي دروعا بشرية، وقد صدرت في حقهم أحكام قضائية ثقيلة، وبعد وصول النهضة للحكم تم اطلاق سراحهم. حركة النهضة فتحت باب جهنم على أمن التونسيين بعد أن تبوأت مهمة نشر الفكر الوهابي التكفيري المتطرف. فتكلم نوابها تحت قبة البرلمان عن ضرورة الجهاد في سوريا وارتبطت هذه الدعوى بالعديد من النواب مثل أبو يعرب المرزوقي والحبيب اللوز والصادق شورو وغيرهم كثير.ولم يعرف مجتمعنا ظاهرة التكفير ولم تتفكك الأسرة التونسية بين كافر ومسلم كما حدث اليوم ولم يطلق بلفظ الطواغيت على القضاة والأمنيين الا في عهدهم. نحن مسلمون موحدون محمديون وندافع عن ديننا بأرواحنا ولكن الدين ليس تجارة، ومن يغار على الاسلام ها هي أولى القبلتين وثالث الحرمين مغتصبة منذ أكثر من سبعين عاما، فليجيشوا جيوشهم اليها ولتصرف دول الخليج على حرب تحرير فلسطين عوض الحرب على الابرياء والمظلومين".
البعض يأخذ عليكم موقفكم السلبي من حركة النهضة التونسية بينما انتم تعلنون دعمكم ومناصرتكم لحركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن.. بل انتم تناصرون مواقف الجمهورية الاسلامية في ايران.. لماذا ينحاز حزب التيار الشعبي لمحور المقاومة على صعيد المنطقة؟"
ان الدين الاسلامي الحنيف هو دين الحق والعدالة وحفظ الأرواح، والاسلام يأبى الجور والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل ويعتبر القتل من الكبائر.
قال تعالى: (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون ))، وقال ايضا سبحانه (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)). فكيف اذا كان هذا العدوان على شعب بأكمله يباد يوميا وينكل به في السجون ويشرد من ارضه وتهدم بيوته وتجرف أشجاره ويعتد على حرائره. ألم يدعو الاسلام الى مقاومة الظلم والجور والاستبداد واسترداد الحقوق ورد الظلم عن المظلومين؟ ألم يقل سبحانه (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير )) ؟ لقد وعد الله المجاهدين بالنصر والمعتدين بالهزيمة لأنهم أخذوا ما ليس من حقهم من أصحاب الحق. لذلك نحن نرى هذه المعاني الجليلة في حزب الله الذي هزم جيش الكيان الغاصب في مواقع كثيرة مجسدا وحدة القضية ووحدة الصراع ووحدة المستقبل، وبأن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين بمفردهم بل قضية المسلمين وجميع أحرار العالم. كل الذين لم يتخلوا عن فلسطين هم جديرون بكل تقدير واحترام واجلال. كل الذين لم ينكسوا الراية من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس الى حركة الجهاد الاسلامي الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى كل الذين يصنعون النصر بدمائهم وفي معتقلاتهم الى “عرين الاسود” الذي ينفذ اليوم عمليات متقدمة ضد العدو ويرسم لوحات رائعة للمقاومة والفداء بلون الدماء الطاهرة. هذه هي الحركات الاسلامية المقاومة. للأسف حركة النهضة لم تقف موقفا أخلاقيا واحدة تجاه القضية الفلسطينية بل عملت على تقزيم تحركاتنا واجهاض تحركاتنا الشعبية ومشاريع القوانين التي قدمناها في البرلمان لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.
حركة النهضة لها امكانيات هائلة للتحشيد لكنها وظفتها في تركيز شبكات التسفير لقتال الاخوة العرب والمسلمين والحال أن فلسطين على بعد كيلوميترات معدودة من سوريا. حركة النهضة كانت اليد الطولى لأعداء أمتنا والبندقية المصوبة الى صدور المسلمين لذلك نعتبر التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وفرعه في تونس (حركة النهضة) تنظيما معاديا للأمة العربية والاسلامية"
تونس على موعد مع انتخابات برلمانية عامة مبكرة في 17 ديسمبر المقبل.. كيف تنظرون الى هذه الخطوة وهي الاخيرة في برنامج الرئيس قيس سعيد لتصحيح المسار؟ وهل تأملون ان تعيد هذه الانتخابات تونس الى المسار الديمقراطي السلمي؟"
نحن مقبلون على استحقاق انتخابي هام يوم 17 ديسمبر القادم، وقد انطلق المسار الانتخابي رغم بعض الصعوبات، لكن الهيئة الوطنية للانتخابات تلقت ملفات المترشحين وهي بصدد التدقيق فيها وسننجح بإذن الله تعالى في تركيز برلمان ذو أغلبية شبابية ترسم ملامح تونس الجديدة التي ستخرج بإذن الله من أزمتها، بعد أن تلاعبت بها مافيات الارهاب والاحتكار والتهريب وتبييض الاموال وتحكمت مجاميع الريع في قرارها الوطني وسيادتها ،بعد أن أصبحوا هم من يحددون سياسات بلد برمته.وهي مناسبة لندعو التونسيين للمشاركة بكثافة يوم 17 ديسمبر وعدم إتاحة الفرصة مجددا لحكم العصابات أن يعود للمشهد البرلماني الرديء.للأسف، كان المترشحون عن المفسدين والمجرمين والارهابيين يستغلون حاجة الناس وسذاجتهم وطيشهم خاصة في الأحياء الشعبية والقرى النائية والأرياف، فيشترون أصواتهم ببضعة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع وكأنها تبيع مستقبل شعبها بملاليم بسيطة.هي امتحان للقضاء أيضا وفرصة له كي يمنع كل الفاسدين والمتورطين من الترشح خاصة، والهيئة المستقلة للانتخابات بصدد التدقيق في بيانات المترشحين.تونس جديرة بحياة كريمة وأمتنا جديرة بالنصر والتحرير".
بعض القوى العربية تناصب ايران العداء، بل ان بعضها استبدل العداء للجمهورية الاسلامية بالعداء التاريخي للصهيونية وكيان الاحتلال!! اين تكمن مصلحة العرب في هذا الاطار؟ وكيف تنظرون الى الدور الذي تقوم به الثورة الايرانية في مواجهة الهيمنة الامبريالية والصهيونية على المنطقة؟
"اليوم أمام تنامي موجة التطبيع مع العدو الصهيوني وخاصة من أنظمة الخليج وفي إطار تبريرها وهروبها إلى الأمام... أصبحت هذه الأنظمة تتفاخر بلقاءات قياداتها مع قيادات دولة العصابات الصهيونية وأصبح الكيان الصهيوني أمرا واقعا بالنسبة إليهم... غير أن الجمهورية الإسلامية هي التي تنغص عليهم هذه العلاقة الخنائية عندما تقود محور المقاومة الذي يضم دولا وأحزابا وتنظيمات تراهن على خيار البندقية خيارا وحيدا لتطهير فلسطين من الاحتلال، وإعادة الأرض لأصحابها التاريخيين وعاصمتها القدس الشريف. لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية طيلة هذه السنوات رغم طول الحصار وشدته أن تبقي فلسطين حية في وجدان المسلمين وأحرار الإنسانية عبر إعلامها الوطني وسياساتها الخارجية والثقافة الملتزمة بأقدس القضايا فكان اليوم العالمي للقدس الذي أعلنه الإمام الخميني رحمه الله، يوم فلسطين يحييه كل من آمن بعدالة القضية الفلسطينية في عشرات العواصم والمدن العالمية.. مقابل عجز الأنظمة العربية بمؤسساتها وبخدم الحرمين الشريفين المتعاقبين أن تخصص ساعة واحدة فقط لفلسطين والقدس. إن الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية ولا زالت تقدمه من أجل تطوير أداء المقاومة فكريا وسياسيا وعلميا وتقنيا هو الذي جعل سلاح المقاومة الفلسطينية يلحق الضرر أكثر بالعدو بمعداته وببناه التحتية، وبث فيه الرعب والهزيمة. وإن ننسى، فلن ننسى فضل الشهيد الكبير القائد قاسم سليماني الذي ترك بصمته في كل مكان انطلق فيه الرصاص نحو قلب العدو الصهيوني وأدواته من أنظمة رجعية متآمرة إلى تنظيمات تكفيرية وهابية قذرة أصبحت اليوم في حشرجاتها الأخيرة أمام شدة وصلابة المقاومة وثبات النظام السوري وجيشه بالخصوص في مواجهة هذا الإجرام العالمي. لكل هذه الاعتبارات التي فضحت خزي أنظمة الخليج وعلى رأسها السعودية يعتبرون إيران العدو الأول لشعوبهم... زد على ذلك أزمتهم في اليمن التي فضحت عدوانهم على شعب أعزل حر قيادته ملتزمة بالخط المقاوم برعاية الجمهورية الإسلامية. في النهاية... ليس للعرب ولا للمسلمين خيار غير مواجهة واقعهم بكل الوسائل العلمية والواقعية وهي مقاومة الهيمنة والاستعمار والتبعية واستعادة أرضهم وكرامتهم بقوة السلاح الذي افتكت به فلسطين... ولنا في تجربة التطبيع التي خاضتها بعض الأنظمة العربية والتي لم تجلب للشعوب سوى الوبال والخسران وللشعب الفلسطيني سوى مزيد من الزحف على أراضيه... ومزيد من القتل والتشريد والتنكيل".
تونس مثلت علامة فارقة على الصعيد العربي في تبني القضية الفلسطينية ورفض سياسات التطبيع ومشاريع التسوية غير المنصفة لحقوق الشعب الفلسطيني.. وحزبكم هو في طليعة الداعمين لهذه السياسات.. هل لا تزال تونس قادرة على مواجهة الضغوط الدولية والعربية ورفض موجة التطبيع التي تقودها دول الخليج اليوم؟ هل انتم مطمئنون الى ان الدولة محصنة ضد هذا السقوط في فخ التطبيع؟
"تونس كانت ولا تزال تعتبر نفسها جزءا من القضية الفلسطينية، ومقاومة شعبها، وهنا نستحضر أرواح شهداء تونسيين ارتقوا على درب تحرير فلسطين منذ بدايات الاحتلال . ولا ننسى سفر المتطوعون سيرا على الاقدام الى فلسطين المحتلة.و ايضا شهد لبنان خلال الاجتياح سنة 1982 وصول الكثير من المتطوعين التوانسة بعضهم استشهد خلال المعارك مع العدو الصهيوني منهم : الشهيد كمال البدري ، الشهيد ميلود بن ناجح نومة و غيرهم .كان الشهيد مبروك العباسي اول متطوع تونسي يستشهد في فلسطين بعد أن التحق بالثورة الفلسطينية سنة 1936 و التحق بصفوف مقاتليها، الى ان القت القبض عليه القوات البريطانية وحكمت عليه بالاعدام سنة 1939 ثم فر ثم استشهد اسيرا ..ما زالت فلسطين حية في ضمير العائلات التونسية الاصيلة، وما زال علمها يرفرف في كل المناسبات، ولا تزال راية فلسطين حاضرة في الجامعات التونسية و في مقرات الاحزاب و المنظمات، و لازلنا نحمل ثأر الشهداء و نتوارثه و نربي ابناءنا على ان التفريط في فلسطين هو تفريط في امة بأكملها .بعد رحيل النظام السابق كان التونسيون يتطلعون الى التزام اكبر بقضايا الامة و على رأسها فلسطين . و خلال كتابة الدستور تقدم بعض النواب الاحرار الى البرلمان بمشروع عرف بمشروع الفصل 27 المتعلق بتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني ، لكن الاغلبية البرلمانية الاخوانية رفضته رفضا قاطعا وكان من ابرز النواب المدافعين عنه النائب الشهيد محمد براهمي الذي اغتالته يد الارهاب الآثمة في جويلية / تموز 2013 في البرلمان الموالي 2014-2019 تقدمنا في الكتلة النيابية -الجبهة الشعبية- بمشروع قانون لتجريم التطبيع مع العدو غير ان تحالف الاخوان (النهضة) و الليبراليين (نداء تونس) اسقطوه ايضا ... و هو ما يؤكد صدق موقفنا منهم، وتقييمنا لهم بأنهم جزء من مشروع معادي لتونس و للامة اليوم .. تونس تقع تحت ضغوطات كبيرة سياسية و اجتماعية و خاصة اقتصادية و هي ملتزمة بديون كريهة للدوائر المالية العالمية، والاقتصاد التونسي كان في حالة شلل تام طيلة العشرية السوداء التي حكمتها حركة النهضة . وتونس لا تزال محتاجة الى الاقتراض من الخارج، ونحن نعلم ان الجهات المقرضة لن تدخر جهدا في الضغط على الدولة التونسية و إيهامها ان الجنة في التطبيع لكنني اثق بعنصريين : _الشعب التونسي الواعي بمخاطر التطبيع على تونس اليوم و غدا ..._الرئيس قيس سعيد ، الرجل الوطني الذي يناضل من اجل دولة وطنية ذات سيادة كاملة لا يتدخل اي طرف في قرارها سواء كان دولة او منظمة او هيئة او غيرها . و لكن يبقى الشعب التونسي دائما هو صمام الامان الذي لم يسمح للتطبيع ان يمر مهما تغيرت الانظمة".
اخيرا استاذة مباركة على الرغم من المواقف المشرفة للشعب التونسي على الصعيد القومي والقضية الفلسطينية، الا ان عددا كبيرا من شبابه شاركوا في موجة الارهاب الاخيرة في العراق وسوريا خصوصا.. ما سبب هذه
الانتكاسة والانحراف ومن المسؤول عنهما؟ والى اي حد يمكن القول ان هذه الظاهرة مؤقتة وجزئية ولا تغير الانتماء الحقيقي لشعب تونس؟
"الشباب القومي كان وقود معارك رغم وعيه، لقد تشرفت بلقاء الرئيس بشار الأسد عدة مرات وفي كل مرة كنت أعتذر له عن مشاركة شباب تونس في الحرب على سوريا فكان يجيبني “أبدا.. لا تعتذري.. اذا السوريين رفعوا السلاح ضد بلدهم وجيشهم ودولتهم فما بالك بالقادمين من تونس وغيرها من المغرر بهم والجهلة والمنحرفين” وكنت أخجل كثيرا من جوابه. وفعلا ان التوانسة ذهبوا مرتزقة مثل غيرهم من الذين استقدموهم من دول اخرى.
أما ما جعل التونسيين يلتحقون بتلك الأعداد المهولة، فإن المسألة لم تكن عملا فرديا أو في مجموعات صغيرة منفلتة. هؤلاء نظمتهم الدولة وسفرتهم الدولة وتداخل فيها الفاعلون من برلمانيين يشجعون الشباب للجهاد في سوريا من تحت قبة البرلمان، ورئيس الدولة يحتضن مؤتمر اصدقاء سوريا، ووزارة الداخلية التي على رأسها علي العريض تجهز الهويات وجوازات السفر، ووسائل الاعلام مفتوحة لشيوخ الوهابية وشركة سيفاكس ايرلاينز التي يملكها محمد فريخة تقوم برحلات مكوكية من مدينة صفاقس نحو تركيا محملة بالمرتزقة. كل هذه العوامل جعلت من تونس مصدرا اساسيا للارهابيين نحو ليبيا وسوريا والعراق ايضا. ناهيك عن كون اغلب العمليات الارهابية التي حصلت في اوروبا منفذوها توانسة.
أنا بدوري ضحية دولتنا التي سمحت للارهاب بالظهور بقوة ونفذ عدة عمليات، تفجيرات واغتيالات ولا تزال اجهزة النهضة متغلغلة في مؤسسات الدولة وخاصة في الجهاز القضائي حيث يتصدى بكل الوسائل حتى لا تقع ادانة قياداتها بالتورط في الارهاب داخليا وخارج الحدود".
..................
انتهى / 232