وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأربعاء

٢١ سبتمبر ٢٠٢٢

٦:٤٤:٥٤ ص
1306879

فلسفة الاختبار الإلهيّ للإنسان؛ العلل والأسباب

إن الإبتلاء الإلهي للبشر سنة إلهیة لها غایة مختلف فیها ما بین تقدیر للإیمان أو تعزیز لقدرات البشر علی الصمود.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إن الإبتلاء هو سنة إلهیة ووصفه القرآن الکریم بأنه هدف الخلق وغایته وقال الله سبحانه وتعالی في ذلك "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ" (العنکبوت / 2).

ونقلا عن وكالة إكنا، یبتلی الله عباده بالخیر والشر وبالنعمة والبلاء وکل ما یوجد حولنا وقال تعالی "وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً" (الأنبیاء / 35) وقال تعالی "إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" (الکهف / 7).

والابتلاءات الإلهية سنة عالمية لاتتعلق بشخص أو مجموعة معينة، بل جميع الناس يخضعون للابتلاءات الالهية. إن أهم أمر في الابتلاءات الإلهية هو التعرف على أهداف الابتلاء، ومن هذه الأهداف هي معرفة القدرات الكامنة لدى الناس كما جاء في الآية الـ154 من سورة "آل عمران" المباركة "وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ".

وقیل إن الله یبتلي الإنسان لیکتشف ذاته وما هو مکنون في قلبه من إیمان و لکن قوله تعالی "إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ" دلیل علی أن ذلك قول غیر صائب بل یهدف الإبتلاء إلی تربیة البشر وکشف مواهب البشر و قدراته علی المواصلة.

والهدف الآخر من الإبتلاء والإمتحان هو الجزاء إذ لا یمکن معاقبة الإنسان أو مکافئته لمجرد إیمان مکنون غیر مرئی وغیر ظاهر في الأعمال والأفعال ولهذا یأتي الإبتلاء لیساعد الإنسان علی إظهار ما لدیه من إیمان وما في قلبه من نقاء.

والهدف الآخر من الابتلاء الإلهي هو فصل الخير عن الشر، لأنه في مجتمع يعتبر فيه جميع الناس أنفسهم مؤمنين، فإن أفضل طريقة للتعرف على المؤمنين الحقيقيين هي الابتلاءات الإلهية.
......
انتهى/ 278