وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص أبنا
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
130640

يالَلْمسلمين!! لِغَزَّة

بقلم: م.م.ا

غزّة تستغيث

منذ عدة أشهر وغزّة تستغيث من الحصار الذي تفرضه عليها إسرائيل .

وقد بقيت غزّة ليالي طويلة غارقة في الظلام لأن إسرائيل والقيادة السياسية في مصر تمنعان عنها الوقود والطاقة من خلال المعابر البرّية.

وبقيت تعاني من نفاذ القمح والدواء وحليب الأطفال ، ويموت المرضى في المستشفيات والأطفال على أيدي أمهاتهم لنفاذ العلاج والحليب والإمكانات الطبية.

ومنذ عدة ليالي، غزّة تستغيث تحت النار التي تصبها إسرائيل عليها من الأرض  والسماء والبحر، ولا تجد من يلبّي نداءها من قادة العرب والمسلمين من الذين يملكون القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في العالم العربي والإسلامي ، غير نفر قليل جداً، ليس بوسعهم أن ينهضوا لوحدهم بالمشروع السياسي والاقتصادي والعسكري المناهض للعدوان الإسرائيلي.

حكم من لا يلبّي استغاثة المسلمين

وقد أمرنا الله تعالى بالجهاد والقتال في سبيل الله ، كلما سمعنا مسلماً يستغيث المسلمين لينقذوه من أيدي الظالمين المستكبرين ، يقول الله تعالى: { وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ } (النساء: 75)

ويقول رسول الله’ : >من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين، فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم< (البحار : 74 / 339)

وعن رسول الله’ أنه قال: >من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم< (الوسائل 11/ 559 باب 18)

هذا هو حكم الله في تلبية إستغاثة المسلمين ومن رفض التلبية ، ووقف موقف المتفرجين من مصائب المسلمين، وقد أمكنه الله أنْ يمدَّ إليهم يد العون، وأن ينصرهم، وينقذهم من فتك الظالمين وبطشهم فليس بمسلم، وهذا حكم واضح في الشريعة.

موقف قادة العالم الإسلامي و العربي من استغاثة غزّة

وويل لحكام العرب والمسلمين من موقف الحساب العسير بين يدي الله تعالى يوم القيامة، إذا جاء الخطاب من رب العالمين: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم  مَّسْؤُولُونَ} (الصافات: 24) تجاه إستغاثة المسلمين الفلسطينيين في غزّة، وقد كانوا يملكون ذلك، إلاّ أنهم وضعوا أيديهم في يد أمريكا وإسرائيل وتخاذلوا عن تلبية إستغاثة غزّة.

لقد وقف حكام المسلمين والعرب إلا القليل منهم، موقف المتفرج على إستغاثة غزّة ومأستاتها، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، وقد أعلنت إسرائيل الحرب على غزّة، حرباً لا هوادة فيها، وأخذت تضرب غزّة بمقاتلاتها ليلاً ونهاراً، وانعقد مؤتمر وزراء خارجية العرب في القاهرة، بعد خمسة أيّام من إعلان الحرب على غزّة، وكأنّهم أرادوا أن يعطو إسرائيل فرصة كافية لتحقق أهدافها في غزّة، قبل أن ينعقد لقاءهم في القاهرة.

وتمخّض اللقاء عن قرارات ضبابية ضعيفة بالإدانة والإستنكار ، وطلب وقف القتال، ومطالبة مجلس الأمن بالتدخل في الأمر، والتهديد بانعقاد مؤتمر القمة العربية إذا لم يتدخل مجلس الأمن، أو تدخلت أمريكا في تعطيل قرار مجلس الأمن!!

انه موقف مخجل حقاً، ليس من أهل غزّة فقط، الذين يعيشون النار والقتال والقنابل  المدمّرة منذ خمسة أيّام ... وإنّما الخجل  أيضاً من العالم الذي يحيطنا ويرى ما يحل بغزّة من الكوارث التي تجرح الضمير الإنساني في أي مكان، ثم يقتصر ردّ فعل وزراء خارجية العرب بعد خمسة أيّام على إدانة إسرائيل ومطالبتها بوقف إطلاق النار، والمطالبة بانعقاد مجلس الأمن والتهديد  بانعقاد مؤتمر القمة العربية، ان لم تستجب المنظمة الدولية لمطالب  وزراء خارجية العرب!!!

ويكون ردّ فعل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية دعوة الأطراف الفلسطينية للتشاور بعد عدة أيّام من القصف والقتل والتخريب. وقد رفضت حماس هذه الدعوة لأنها تعلم أن محمود عباس سوف يتخذ هذا اللقاء وسيلة  للتشويق لمشروع السلام والتطبيع والدعوة الى الحوار وإيقاف المقاومة، وقد سمعنا أن قادةً من فتح أنكروا على محمود عباس موقفه الضعيف المتخاذل تجاه عدوان إسرائيل على غزّة.

مؤتمرات القمة العربية

لقد عرف الناس  أن هذه المؤتمرات تنعقد وتنفضّ، كلما حلّت بالعرب كارثة، وتنفضّ بقرارات باهتة، ضعيفة،  تحمل أكثر ما تحمل: الإنكار والإدانة، وتعكس أكثر ما تعكس: عجز قادة العرب من إتخاذ أي قرار سياسي أو عسكري او اقتصادي مكافئ  ومناهض للعدوان الإسرائيلي وقادر على الصمود بوجه العدوان.

وقد أصبحت رسالة هذه المؤتمرات إمتصاص غضب الجمهور وليس الوقوف بوجه العدوان وصدّ العدوان الإسرائيلي ودعم المقاومة في فلسطين، وإعلان الاعتراض علي أمريكا لدعمها الثابت للعدون الإسرائيلي على فلسطين والجولان والأراضي اللبنانية، ورفض السياسة الأمريكية خصوصاً، والغربية عموماً تجاه القضية الفلسطينية ، وتهديد أمريكا بالمقاطعة ، إذا لم تغير موقفها المعادي للعرب وللمسلمين عموماً.

أقول: لا تحمل هذه المؤتمرات ـ على كل المستويات ـ (وزراء الخارجية، أو القمة) غير هذه المناداة والمناشدة الضعيفة بوقف إطلاق النار، والتنديد، والإدانة الفارغة من أية قيمة سياسية وعسكرية واقتصادية... ولذلك لا يتهيّب منها أحد ولا يأبه أحد لها.

وأمثال هذه المؤتمرات بهذه المثابة من الضعف والعجز واليأس ضرّها أكثر من نفعها.

وقد كانت ردود الفعل عند القادة العرب في مأساة غزّة، هذه المرة، كالمرّات السابقة التفكير في الإعداد !! لمؤتمر على مستوى القمة، وكانت الدوحة هي الفائزة بالاستضافة.

 (مصائب قوم عند قوم فوائد).

ولكنه كان قراراً معلّقاً لم ينفّذ بعد .. وقد قال السيّد حسن نصر الله : إنّهم لا يقدرون الآن على إقامة هذا المؤتمر ، لأن لهذا المؤتمر إستحقاقات من القرارات الصعبة، المكافئة للعدوان الإسرائيلي، والموقف الأمريكي، وهم غير قادرين على ذلك.

وقد ازدادت المؤتمرات هذه الأيام، على مستوى وزراء الخارجية، والقادة (الملوك والرؤساء والأُمرا) حتى عادت أكثر من الهموم التي تنزل على قلوبنا.