وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ الشباب سمة بارزة في مسيرة الزائرين التي انطلقت هذا العام من محافظة البصرة ومرت بذي قار وتكمل زحفها باتجاه السماوة والديوانية وبابل والنجف حتى الوصول الى كربلاء الشهادة، وفي الايام الاعتيادية دأب الشباب على التعلق بهواتفهم النقالة حتى اصبحت كالظل ترافقهم في كل مكان، واخذت منهم اغلب اوقاتهم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وكل البرامج التي تشغل الانسان في اللهو وغيره من الاهتمامات الاخرى، حتى باتوا لا ينامون الليل ويسهرون على استخدام الهاتف النقال حتى مطلع الفجر، لكن نفس الشباب شاهدناهم يهجرون النقال في مسيرة الاربعين، وسخره بعضهم للاستفادة منه في مرافقتهم بالطرقات بالاستماع الى مقاطع مختلفة من النشاطات او الشعائر الحسينية، بل اكد بعضهم انه هجر كل تلك المواقع ليتفرغ لنيل الاجر والثواب ويكون تعلقه فقط بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
اوقفنا الزائر مهدي حسين القادم من قضاء أبي الخصيب سيرا على الاقدام وهو يضع سماعتي الهاتف في اذنيه ويسير منصتا لما يبث هاتفه النقال، فسألناه متى تهجر من يشغلك عن محبوبك الحسين فاجاب عن ذلك بقوله لوكالة نون الخبرية انا " من مواليد (1991) وعملي سائق معدات ثقيلة وفي الايام الاعتيادية انشغل بالتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط بل حتى اثناء عملي استخدمه واراسل كروبات كثيرة، واسهر لساعات متأخرة في الليل على تصفح مختلف البرامج والمواقع وخاصة موقع الفيسبوك والتك تك ، ولكن هذا العام قررت ان اتخلى عن تلك العادة التي اضرت بي وشغلتني كثيرا، واستعد منذ حلول شهر محرم الحرام للعزاء الحسيني والمشاركة في المواكب الحسينية الخاصة بمواكب الزنجيل واللطم وحضور المحاضرات الدينية والمشاركة في مسيرة الاربعين وانقطع تماما عن مواقع التواصل الاجتماعيل ولا يشغلني سوى الإمام الحسين (عليه السلام) وحتى اصدقائي واقربائي اجدهم في مجالسه او مسيرته الاربعينية وفي كل عام يكبر تعلقي وتنشد نفسي اكثر من السابق، وتلك السماعات وضعتها لاستمع الى محاضرة دينية بانصات يمكن ان تشغلني لمدة ساعة وانا اسير وتبعد عني الشعور بالتعب وفي كل عام اكتشف اشياء جديدة واصاحب زوار واتعرف على آخرين وهذا العام وجدت زائرا ايرانيا يسير بمفرده فدعوته للسير معنا انا واصدقائي ليشعر بالاهتمام والامان لأن الذي يجمعنا هو الامام الحسين (عليه السلام) ".
تعلمت العبادات
سار مهدي شاكر يحمل حقيبة على ظهره ولا يحمل اي هاتف بيده ويضرب بيده على صدره متناغما مع قصيدة تبثها احد مواكب الخدمة الحسينية على طريق الزائرين، فرد على سؤال وكالة نون الخبرية عن سبب عدم حمله للهاتف بيده قائلا اني" تعمدت ان ابقي هاتفي في جيبي واترك الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاتفرغ للمسير واحياء الشعائر الحسينية والسير في طريق الزائرين بوقار وحزن يواسي السيدة زينب والامام السجاد (عليهم السلام)، وانا اعمل في مركز تسوق ووقت عملي (12) ساعة ورغم ذلك كنت استعمل الهاتف النقال واتصفح مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل وبعده واسهر كثيرا واتعب اكثر، وهذه السنة الخامسة على الوالي التي اسير بها وتعلمت من طريق الامام الحسين (عليه السلام) اداء الصلاة وصوم شهر رمضان وحسن التعامل مع الناس والاهل والاقرباء وان الحسين قضية عالمية، واثأثر كثيرا عندما ارى العجائز والشيوخ يسيرون رغم كبر سنهم او عندما ارى صور الشهداء على ابواب المواكب ويكتبون عليها عبارة (الشهيد...خادم الامام الحسين) واصبح الهاتف ومواقع التواصل اقل اهمية عندي بكثير عن ما كنت عليه سابقا".
مشغول بالحسين
الشاب الصغير علي محمد البيضاني جاء سيرا على الاقدام من مدينة الزبير بمحافظة البصرة اختصر حاله لوكالة نون الخبرية بقوله " اني عطال بطال واول يوم امشي للحسين" ويكمل حديثه بالقول "ولا سلوى لي الا الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي التي استمر بتصفحها حتى مطلع الفجر ولا هدف لي ولا غاية، وهذا العام دعاني اصدقائي للسير معهم من البصرة الى كربلاء المقدسة، وصعب الامر علي في البداية وكثرة الاسئلة في رأسي كيف اسير لمدة اسبوعين دون توقف وكيف سأتحمل ذلك، ولكنهم طمأنوني وشجعوني وبالفعل سرت معهم وهذا هو اليوم الخامس لي، وكانوا يشرحون لي معركة الطف والاهداف النبيلة للثورة الحسينية وعودة السبايا، واصبحت متلهف للوصول الى كربلاء المقدسة وان انهي مسيرتي مشغولا بالحسين (عليه السلام) والسبايا واكون من المشاركين في العزاء الحسيني".
انتهى / 232