وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ حذر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من خطورة استمرار مقاطعة المجتمع الدولي لجماعة طالبان الأفغانية، قائلاً إن الأمر قد ينتهي بسقوط البلاد في قبضة الفوضى.
وفي حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال الوزير القطري، أمس الأحد، إن الفوضى والعنف قد يتصاعدان في أفغانستان في حال واصل المجتمع الدولي سياسة عدم التعامل مع طالبان التي تسيطر على الحكم منذ أغسطس 2021.
وأضاف: "إن الحفاظ على الوضع الراهن حيث يقاطع الغرب أفغانستان، والتركيز فقط على جزء من الأنشطة الإنسانية من خلال الوكالات الدولية، لن يبقي أفغانستان سليمة، وربما نشهد تصاعداً للتطرف".
وأكد الوزير القطري أن العالم سيرى أزمة اقتصادية بدأت بالفعل، مضيفاً: "هذا سيؤدي فقط إلى دفع الناس إلى المزيد من التطرف والصراع، وهذا ما نحاول تجنبه".
وانتقد الخطوات التي تقيد حريات المرأة في أفغانستان، لكنه أكد أنه لو كان المجتمع الدولي قد تعامل مع نظام طالبان بشكل أكثر قوة بعد الانسحاب الأمريكي العام الماضي، لكان من الممكن أن يمنع الحركة من اتخاذ بعض إجراءاتها.
وشدد على ضرورة وجود خريطة طريق واضحة بشأن أفغانستان؛ لأن هذا من شأنه أن يضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها، حسب قوله.
كما شدد على أن هذا الطريق "سيكون هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، وأن على المجتمع الدولي الانخراط في الجبهة الاقتصادية وبناء القدرات داخل الحكومة للمساعدة في تعزيز التوظيف والنمو".
وقال إن على طالبان أن تضمن مشاركة جميع الأطراف الأفغانية في إدارة البلاد لخلق سلام مستدام، لافتاً إلى أهمية وجود إجراءات متبادلة وآلية مراقبة "صارمة للغاية" لتقديم أي دعم مالي للحركة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه أزمات الاقتصاد الأفغاني الذي يعاني توقفاً شبه كامل منذ سيطرة طالبان على البلاد، وهو ما ترتب عليه تجميد مليارات الدولارات ومقاطعة البلد اقتصادياً بشكل شبه كامل من كل الدول.
وقدمت الدوحة العديد من المساعدات الإنسانية واللوجيستية لـ"طالبان" في محاولة للإبقاء على باب السياسة مفتوحاً وضمان عدم توجه الحركة إلى العنف مجدداً.
...................
انتهى/185