وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ هناك شدائد ومعاناة تحيط بالإنسان بسبب ظروف غير مواتية وأحداث مختلفة. ولكن كيف يمكن التغلب على هذه المعاناة من خلال تحسين النظرة الى الذات والعالم؟
وقال الله سبحانه وتعالى في الأية الـ165 من سورة "البقرة" المباركة "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
ونقلا عن وكالة اكنا، تُعرف هذه الآية القرآنية بآية "الاسترجاع" ويُستشعر من هذه الآية الإقرار التام بالعبودية المطلقة للّه، حيث يعلمنا عز وجل أن لا نحزن على ما فاتنا؛ لأنَّه ــ سبحانه ــ مالكنا ومالك جميع ما لدينا من مواهب، إن شاء منحنا إيّاها، وإن استوجبت المصلحة أخذها منا، وكلاهما في مصلحتنا.
والالتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى اللّه ــ سبحانه ــ يُشعرنا بزوال هذه الحياة، وبأن نقص المواهب المادية ووفورها غرض زائل، ووسيلة لارتقاء الإنسان على سُلّم تكامله، فاستشعار العبودية والعودة في عبارة ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾، له الأثر الكبير في تعميق روح الاستقامة والصبر في النفس.
وفي هذا السياق، يقول المفسر الايراني الراحل "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي" في تفسيره "الميزان": "عندما يؤمن الإنسان بحقيقة الله وملكيته وسلطته على كل شيء لايحزن أبداً من الشدائد، لأنه لا يعتبر نفسه مالكاً لشيء يسعده أو يحزن على كسبه أو خسارته".
كما قال الباحث الايراني في الدراسات القرآنية وصاحب تفسير "النور"، "الشيخ محسن قرائتي": "إن الصابرین یلوذون بالله سبحانه وتعالى بدلا ًمن التدمير الذاتي واللجوء الى الآخرين، لأن العالم كله من رؤيتهم أرض للبلاء يجب أن ننمو فيها. إن العالم ليس مكانًا للإقامة فيه، ومعاناة الدنيا ليست علامة على قلة رحمة الله وعطفه للانسان، والهدف من الشدائد هو أن نكون يقظين وواعين".
ربما أن ينفد الانسان صبره في مواجهة الشدائد أو يكون صابراً أو يشكر بالاضافة الى الصبر، وهذه الرؤية لكل شخص تعبر عن نسبة وعيه بفلسفة الشدائد.
.......
انتهى/ 278
المصدر : ابنا
الأربعاء
٢٥ مايو ٢٠٢٢
٤:٠٨:٥٩ ص
1260600
إن الصابرین یلوذون بالله سبحانه وتعالى بدلا ًمن التدمير الذاتي واللجوء الى الآخرين، لأن العالم كله من رؤيتهم أرض للبلاء يجب أن ننمو فيها.