وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٥ مايو ٢٠٢٢

٥:٠٢:٠٢ م
1257835

المؤمنون وكثرة استغفارهم عمن سواهم

عندما نرى أن الأنبياء یتوبون، ويبكون ویسألون ربّهم العفو والمغفرة، فذلك لأنهم يعرفون حق الله أكثر من غيرهم.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ جاء في الروایة أن الرسول (ص) کان یستغفر ربّه 70 مرة في الیوم کما أن دعاء "الإفتتاح" و"دعاء أبي حمزة الثمالي" و"دعاء کمیل" وغیرها من الأدعیة الواردة عن أولیاء الله تشتمل علی أکبر مضامین الندم، والإستغاثة، والعفو، والمغفرة.

ونقلا عن وكالة إكنا، ما هو السرّ في الإستغفار وذرف الدموع وبکاء الأولیاء والأئمة (ع)؟ تجیب علی ذلك، الخبیرة الايرانية في العلوم القرآنیة والمدرسة الجامعیة "مریم برتو":

وقالت الأكاديمية الايرانية "مريم برتو": "عادة ما نتصور أن المعصومين بما أنهم لايخطئون فهم منزهون عن الخطأ، فلذلك نعتبر أنه من الغريب أن نرى أنهم يستغفرون ويتضرعون الى الباري تعالى، كما نتصور أن "دعاء أبي حمزة الثمالي" قیل من أجل تعليمنا  والا فلیست مکانة أولياء الله أن يقولوا "لَعَلَّكَ رَاَيتَني آلِفَ مَجالِسِ الْبَطّالينَ" أو يبكي النبي(صلى الله عليه وسلم) ويسأل الله "اللهم لا تکلنی إلی نفسی طرفة عین أبداً".

وأضافت أن السرّ یکمن في مراتب العباد إذ أن العبد کلما تعالی مقامه وکان أقرب إلی الله یستوعب أکثر مدی حاجته إلی الله تعالى، مؤکدة أننا لانستوعب ذلك ولاندرك مدی حاجتنا إلی الله تعالی.

وأشارت الخبيرة الايرانية في العلوم القرآنية إلی قول رسول الله (ص) "الفقر فخري" مبینة أن الرسول(ص) یشیر في ذلك إلی فقره إلی الله تعالی.

وأوضحت "مريم برتو" أن الله سبحانه وتعالی وصف عباده الخاصین بـ "الأوابین" أي کثیري التوبة والتضرع إلی الله.

وأشارت الى أنه قد وردت كلمة "أَوَّابٌ" أربع مرات في القرآن الكريم حيث تكون إشارة إلى ثلاثة الأنبياء، مضيفة أن القصد من كلمة "أَوَّابٌ" في الآية الـ17 من سورة "ص" هو النبي داود(ع): "اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ" كما تقصد كلمة "أَوَّابٌ" النبي سليمان(ع) في الآية الـ30 من سورة "ص": "وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" بينمار تشير الى النبي أيوب(ع) في الآية الـ44 من سورة "ص" المباركة: "وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".

لذلك ، عندما نرى أن الأنبياء یتوبون، ويبكون ویسألون ربّهم العفو والمغفرة، فذلك لأنهم يعرفون حق الله أكثر من غيرهم. كما ورد في الآيات الكريمة هذا هو مقام العبودية الذي يسميه القرآن "أَوَّابٌ"، بما أننا ما وصلنا الى هذا المقام فسلنا من الأوابين(التوابين).