وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ الأمين العام لحزب الله في لبنا السيد حسن نصرالله إن“يوم القدس العالمي هو مناسبة للإضاءة على أحقية قضية فلسطين ومظلومية شعبها. وشدد على ان الشعب الفلسطيني اليوم هو اكثر أملا واشد يقينا بمسار التحرير الاتي
و اشار السيد نصر الله في كلمة له خلال المهرجان الذي يقيمه حزب الله الجمعة بمناسبة یوم القدس العالمي الى ان “الهم الاول للامام الخميني في يوم القدس كان كيف تبقى القدس في دائرة الوعي والامل والعمل”، وتابع “منذ بداية تأسيس هذا الكيان الغاصب عمل رعاته وسادته وحركته الصهيونية من اجل تثبيت وترسيخ وحماية هذا الكيان”، واضاف “عملوا على مسارات عديدة منها مسار النسيان، ان ام يجعلوا الشعب الفلسطيني والشعوب تنسى وراهنوا على الوقت”.
وقال السيد نصر الله “اليوم من خلال احداث السنوات الماضية وهذه السنة نؤكد ان هذا مسار النسيان سقط”، وأكد “اليوم فلسطين والقدس في الذاكرة والعقل والقلب والوعي والارادة والامل والتطلع الى المستقبل”، ولفت الى ان “من هذه المسارات مسار التيئيس وان ييأس الشعب الفلسطيني والامة من امكانية استعادة فلسطين والمقدسات الاسلامية والفلسطينية”.
واوضح السيد نصر الله ان “المجازر الصهيونية لم تتوقف بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة والهزائم العربية المتلاحقة والخذلان الرسمي العربي ودخول بعض الدول في الصلح مع "اسرائيل" ، مسار التطبیع من اهدافه التيئيس، والصراعات العربية البينية والاحداث الداخلية في الدول العربية والاسلامية كلها تصب في خدمة مسار التيئيس”، واضاف ان “مسار التيئيس ايضا سقط ويسقط في كل يوم نشهد فيه مظاهرات او ينفذ شاب او شابة فلسطينية عملية جهادية او ينطلق صاروخ ومسيّرة او يرفع فيه الفلسطينيون استعدادتهم للمواجهة المقبلة وترتفع قبضاتهم في الاقصى وفي كل يوم تشرع فيه البنادق في الضفة وجنين”.
واشار السيد نصر الله الى ان “مسار الانهاك يحصل في اكثر من بلد في منطقتنا لكنه رغم الحصار والعقوبات والحروب المفروضة والارهاب لم يحقق هدفه”، وتابع “هذه المسارات الثلاثة سقطت ولن ننسى ولن نيأس ولن نسقط امام الضغوط”.
ورأى السيد نصر الله ان “ما قاله قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي اليوم يؤكد الالتزام الجاد والقطعي بدعم فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة”، وتابع “لو قالت ايران اليوم لاميركا أنها ستقبل بمسار التطبيع هل كانت لتعاني مثل هذا الحصار؟”، واكد ان “مسألة فلسطين والقدس بالنسبة لامتنا وشعوب امتنا هي جزء من ديننا وعقديتنا وايماننا وكرامتنا ونحن امة لا يمكن ان تتخلى عن دينها وكرامتها وعرضها”.
وقال السيد نصر الله “يأتي يوم القدس ونحن في موقع استراتيجي متقدم جدا، منذ يوم القدس في العام الماضي تطورت مسارات من جهة المقاومين، يخشاها العدو ويعمل على انهائها، ونحن يجب ان نعمل على تثبيتها وتقويتها وتطويرها”، ولفت الى ان “المسار الاول مسار العمليات الجهادية في الضفة وال48 وخصوصا في الاسابيع الاخيرة وبالاخص العمليات المنفردة التي احدثت هزة عنيفة في الكيان”.
واكد السيد نصر الله ان “هذه العمليات هي من اخطر ما واجهه الكيان وتصاعد خطير في مسار المقاومة في فلسطين لان هذا لا يحتاج الى قيادة عمليات وفصائل تديره ولا امكانيات هائلة”، واضاف “أدت هذه العمليات الى كشف مستوى الامن الهش والضعيف في الكيان وهزت بقوة ثقة الاسرائيليين بجيشهم واجهزتهم الامنية وحكومتهم كما كان في عام 2006 وفي معركة سيف القدس، هذا له انعكاس على ارادة بقاء الصهاينة في فلسطين ويعزز القلق الوجودي وينعكس على الاقتصاد والاستثمار”.
وشدد السيد نصر الله على ان “أهم انجاز تحقق اليوم ان المشروع الصهيوني ومستقبل الكيان الصهوني قائم على معادلة: الاحتلال والامن، هذه المعادلة سقطت بقوة”، واكد ان “"إسرائيل" دولة شاذة اصطناعية ليست حقيقية لذا لا يمكن ان تبقى بلا امن وهذه هي نقطة الضعف، وتحرير فلسطين قد لا يحتاج الى جيوش عظيمة بل يحتاج الى مجاهدين استشتهاديين يسلبون الامن من الصهاينة فيجمعون امتعتهم ويهربون”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “المسار الثاني الذي تحقق هو مسار ترابط الساحات الفلسطينية وهو ما عبر الصهاينة عن الخشية منه، معركة سيف القدس ثبتت هذا الترابط بين الضفة وغزة وال48 وهذا الترابط اليوم قائم بقوة”، ولفت الى ان “المسار الثالث ترابط ساحات محور المقاومة واؤكد وادعو مجددا الى فكرة المعادلة الاقليمية لحماية القدس والمسجد الاقصى”.
وقال السيد نصر الله إنه “في محور المقاومة هناك ايمان واعتقاد بهذه المعادلة عبر عنه الكثيرون في محور المقاومة ونحن نعيد اليوم تاكيد هذه المعادلة المهمة وندعو اليها بقية الدول والجيوش والشعوب العربية اليها وان يقال ان زوال القدس والمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية يعني زوال "اسرائيل" هذا أمر لا يمكن ان يسكت عنه محور المقاومة لا دولة ولا شعوبه وجيوشه وحركات المقاومة فيه”، وتابع “يجب في هذا المسار مواصلة العمل لبناء القدرات البشرية والعسكرية في كل الساحات، منع الصواريخ الدقيقة والمسيرات والقدرات سيفشل وحركات المقاومة في كل المنطقة تصعد في امكانياتها بانتظار هذا اليوم الذي يجب ان نتحمل فيه جميعا المسؤولية”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “مسألة فلسطين والقدس هي جزء من ديننا وإيماننا وكرامتنا ونحن أمة لا يمكن أن تتخلى لا عن دينها ولا عن كرامتها”، وتابع “المواجهة العسكرية والانتفاضة الشعبية مسارات أثبتت أن "إسرائيل" تقهر وهي ليست متفوقة دائما وألحقنا بها الهزيمة”، واكد ان “مسارات المقاومة تطورت والعدو يخشاها ويعمل على تفكيكها ونحن يجب أن نعمل تطويرها”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “العمليات الجهادية في داخل 48 هزت الكيان وضربت منظومته الأمنية وأعادت قضية فلسطين إلى الواجهة”، واكد ان “تحرير فلسطين قد لا يحتاج إلى جيوش قوية بل يحتاج إلى مجاهدين”، واضاف ان “مسار ترابط الساحات الفلسطينية يجب أن يبقى قويا والإسرائيلي فهم وعلم أنه لا يمكنه أن يتمادي في القدس”، وتابع “ندعو كل دول وشعوب المنطقة إلى توجيه رسالة واضحة للعدو تقول إن زوال القدس والأقصى يعني زوال "اسرائيل"”.
.......................
انتهى/185