وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

١٩ أبريل ٢٠٢٢

٥:٢٣:١٧ م
1249672

السابع عشر من شهر رمضان غزوةُ بدر الكُبرى

تحلّ علينا هذا اليوم ذكرى غزوة بدر الكبرى التي وقعت في (17) شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة، وتُعتبر أوّل مواجهةٍ عسكريّة حصلت بين المسلمين وكفّار قريش.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ تُعدُّ غزوة بدر من أشهر الغزوات التي قادها الرسول(صلَّى الله عليه وآله) ضدّ الكفّار، وقد دفع في هذه المعركة رايته إلى عليٍّ(عليه السلام)، وكان عمره يومذاك (25) سنة.

وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى المِنطقة التي شهدت المعركة، وهو بئرُ بدر الواقع بين مكّة والمدينة المنوّرة، وهو أحد أسواق العرب وأحد مراكز تجمّعهم للتبادل التجاريّ والمفاخرة، وكان العرب يقصدونه كلّ عام.

وأسباب اندلاع القتال في غزوة بدر تعود إلى أنّ قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوةٍ ووحشيّة منعدمة النظير، ممّا حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، لكنّ قريشاً لم تكُفّ اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم ونهب ممتلكاتهم، واستمرّت في مواقفها التعسّفية هذه تجاهم.

بدأ القتال بين المسلمين والكفّار بعد زحف الكفّار نحو مواقع المسلمين، واستمرّ القتال حتّى ظهر ذلك اليوم، وعندها كتبَ اللهُ النصرَ للمسلمين، بعد ذلك أمر النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) بدفن الشهداء ومواراة القتلى من الأعداء، ثمّ صلّى بالمسلمين صلاة العصر وتوجّه المسلمون إلى المدينة المنوّرة وهم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر.

وهكذا قويت شوكةُ المؤمنين بنصرٍ من الله عزيزٍ راحت تتناقله الركبانُ في أنحاء الجزيرة وأطرافها.. ولمع نجمٌ جديد للقيادة في سماء الجزيرة، وراح القاصي والداني يحسب حساباً لهذه الدولة الفتيّة.

وعن الإمام زين العابدين(عليه السلام): (لمّا عطَش القوم يوم بدر انطلق عليٌّ بالقِربة يستقي وهو على القَلِيب، إذ جاءت ريحٌ شديدةٌ ثمّ مضت فلبث ما بدا له، ثمّ جاءت ريحٌ أُخرى ثمّ مضت ثمّ جاءته أُخرى كادت أنْ تشغله وهو على القليب، ثمّ جلس حتّى مضى، فلمّا رجع إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) أخبَرَه بذلك.

فقال رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله): (أمّا الريحُ الأولى فيها جبرائيل مع ألفٍ من الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألفٍ من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع ألفٍ من الملائكة، وقد سلّموا عليك وهم مدَدٌ لنا، وهم الذين رآهم إبليسُ فنكص على عقِبَيه يمشي القهقرى حتّى يقول: إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

وانطوت صفحةُ التاريخ معربةً عن أوّل انتصارٍ حقَّقه المسلمون على صعيد المعارك، وتجلَّت هذه الانتصاراتُ ببطولات بني هاشم ولا سيَّما الإمام عليّ(عليه السلام)، الذي كان متعطِّشاً لحصد أشواك الشِّرك وتثبيت دعائم الإسلام.
.......
انتهى/ 278