وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : فارس
الأحد

١٧ أبريل ٢٠٢٢

١:٥٩:٢١ م
1248818

نشر تفاصيل اضافية حول هروب صدام من الوقوع في أسر القوات الإيرانية

قال الفريق الركن عبد حميد حمود الخطاب :" قضينا عدة ساعات في محاصرة القوات الايرانية لكننا وجدنا سيارة كانت تحمل الجرحى وقد انزلناهم من السيارة وركبنا فيها وحينها قال صدام بعد ركوبه في السيارة ان الجرحى سيتم معالجتهم لكننا اذا تم أسرنا فماذا نفعل؟".

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أشار قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قبل أيام في احدى لقاءاته، الى نجاة الدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين بجلده من الوقوع في أسر القوات الايرانية في احدى فترات الحرب الايرانية العراقية، وقد نشرت وكالة فارس للأنباء يوم الجمعة الماضي "تفاصيل العملية التي كان يمكن فيها أسر صدام"، واليوم تم نشر تفاصيل اضافية حول هذا الموضوع .

في عمليات فتح المبين التي شنتها القوات الايرانية ضد القوات العراقية المستقرة قرب مدينتي شوش ودزفول الايرانيتين في مارس عام 1982 تم اختيار ساعة الصفر عند الساعة 1:30 من منتصف الليل لبدء الهجوم الايراني، وبعد بدء الهجوم وانطلاق العمليات كانت وحدات الجيش العراقي المستقرة في تلك المناطق تبدي مقاومة شديدة، وفي هذه الاثناء ووسط تقدم القوات الايرانية في محاور العمليات تمكنت كتيبة "حبيب" التابعة لفوج محمد رسول الله (ص) الـ 27 والتي كلفت بالسيطرة على منطقة "علي كره زد" واسكات نيران مدفعية الجيش العراقي المستقرة هناك، من التقدم الى عمق منطقة انتشار القوات العراقية وتمكنت من السيطرة على قيادة المدفعية وقيادة الفيلق الرابع للجيش العراقي وباتوا على مقربة من مكان تواجد الدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين وعدد من كبار القادة العسكريين العراقيين الذين كانوا قد اتوا المنطقة لتفقد الخطوط الخلفية للجيش العراقي وتفاجأوا بالهجوم الصاعق لقوات الحرس الثوري الايراني، وكما وصف قائد الثورة الاسلامية فقد حالف هؤلاء الحظ وهربوا من الموت والهلكة والأسر على يد قوات الحرس الثوري.

ومن أهم الوثائق والروايات الموثقة حول هذه الحادثة يمكن الاشارة الى ما رواه القادة العسكريون العراقيون انفسهم ومنها ما قاله الجنرال حسين كامل المجيد الذي شغل منصب وزير الصناعة والتصنيع العسكري العراقي وكان صهرا لصدام حسين، حينما هرب من العراق الى الاردن في شتاء عام 1996، فقد قال حسين كامل في مقابلة مطولة مع جريدة السفير اللبنانية "في عمليات شوش – دزفول (الفتح المبين) عندما تقدمت القوات الايرانية في منطقة انتشار الفيلق الرابع للجيش العراقي قضت القوات الايرانية حتى على الخطوط الخلفية ووحدات الاسناد الخلفية لهذا الفيلق ،وكاد صدام ومرافقيه، وانا كنت منهم، ان يقعوا في أسر القوات الايرانية، وفي تلك اللحظات كان صدام خائفا ومضطربا جدا ونظر الينا قائلا (اريد منكم ان تقوموا بقتلي وقتل انفسكم اذا وقعنا في الأسر) .

اما الفريق الركن عبد حميد حمود الخطاب الذي شغل منصب سكريتير رئاسة الجمهورية في العراق وكان يرافق صدام دوما طوال الحرب فقد قال في مذكراته ايضا "صدام حسين سأل عدنان خيرالله، قل ماذا نفعل يا عدنان؟  وقد جاوبه عدنان خيرالله (سيدي سأجد مكان آخر للهرب والاختباء) وحينها سأله صدام هل في حوزتنا أسلحة وذخائر؟ وانا جاوبته لدينا بندقية واحدة فقط. فاستشاط صدام غضبا وقال، اذا وجدني الايرانيون هل تعلمون ماذا سيحصل؟ وكان الجميع منشغلين بتهدئة صدام، وكان صدام ينظر الى دباباتنا المحترقة ويقول باستمرار (اللعنة عليهم! لقد ورطونا في الحرب) ولم يذكر صدام اسم شخص ما ويكتفي باللعن، لكنني كنت اعلم بأنه يقصد الاميركان وقادة السعودية والكويت،وقضينا عدة ساعات في محاصرة القوات الايرانية لكننا وجدنا سيارة كانت تحمل الجرحى وقد انزلناهم من السيارة وركبنا فيها وحينها قال صدام بعد ركوبه في السيارة ان الجرحى سيتم معالجتهم لكننا اذا تم أسرنا فماذا نفعل؟

وجاء في كتاب صدر في ايران ويروي ايضا تفاصيل تقدم كتيبة حبيب نحو الخطوط الخلفية للعدو واحتمال وقوع صدام في الأسر، ان هذه الكتيبة وصلت الى تلال "برقازة" أثناء المرحلة الرابعة لعمليات الفتح المبين وهي مقر قيادة الفيلق الرابع للجيش العراقي وهذا كان بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على رأس القوات العراقية في تلك المنطقة، لكن اهمية الموضوع تبينت لاحقا حينما اعترف قادة عسكريون وسياسيون في النظام العراقي السابق انه في يوم 28 مارس عام 1982 كان صدام حسين على وشك الوقوع في أسر القوات الايرانية في كتيبة حبيب بن مظاهر الأسدي، فحينما استولت القوات الايرانية على تلال برقازة لاحظوا جثتين لجنديين عراقيين تم اعدامهما، وقال الأسرى العراقيون الآخرون ان صدام حينما تعرض لخطر الوقوع في الأسر وتلقى أنباء تقهقر القوات العراقية غضب وأمر باعدام هذين الجنديين الشيعيين لأنه اعتقد بانهما تواطئا مع الايرانيين، وقد ابلغ الاسرى العراقيون الايرانيين بانهم لو وصلوا أسرع بقليل الى هذه المنطقة لتمكنوا من أسر صدام الذي امر باعدام عدد من الجنود العراقيين الشيعة من مدينتي النجف وكربلاء بتهمة التواطؤ مع الايرانيين هناك ومن ثم هرب من المنطقة برفقة وزير دفاعه عدنان خيرالله واستقلا سيارة اسعاف بعد اخراج الجرحى منها بهدف التمويه وقلة احتمال استهدافها من قبل المروحيات والطائرات الايرانية.

..................

انتهى / 232