وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال خالد بايندا، آخر وزير مالية أفغاني، ويعمل الآن سائق في شركة "أوبر" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إن ادعاء أمريكا بأنها تقاتل من أجل الديمقراطية في بلاده كان "زائفاً"، وحمّل واشنطن مسؤولية سيطرة حركة "طالبان" على بلاده.
بايندا الذي تحدّث لصحيفة The Washington Post، قال إنه لا يتوقف عن التفكير في سقوط أفغانستان بيد طالبان، ويعتبر الأمريكيين من ضمن المسؤولين عن ذلك، مشيراً إلى أنهم "زعموا أن مهمتهم دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة".
اعتبر بايندا أن الأمريكيين ربما "كانت نواياهم حسنة في البداية، لكن الولايات المتحدة على الأرجح لم تعنِ ما قالته"، وأضاف أنه يعتبر الأفغان مسؤولين أيضاً، وكذلك الأمريكيين لتخليهم عن القيم التي كان يُفترض أن تكون الدافع الأساسي لقتالهم، بحسب ما أورده موقع Business Insider الأمريكي، السبت 19 مارس/آذار 2022.
أيضاً يعتبر بايندا نفسه مسؤولاً أيضاً، وقال للصحيفة: "أتمنى لو لم أقبل أبداً بمنصب وزير المالية أواخر عام 2020، رأيت الكثير من القبح وفشلنا، وكنت جزءاً من هذا الفشل، شعور صعب أن ترى بؤس الناس وتعتبر نفسك مسؤولاً عنه".
يعمل بايندا أستاذاً مساعداً في جامعة جورجتاون، التي تدفع له 2000 دولار فقط في الفصل الدراسي، لكنه قال للصحيفة إنه لا يُحاضر من أجل المال، وإنما يريد تعليم الطلاب الذين قد يتولون منصباً حكومياً يوماً أن يروا الصراع من منظور من يحتاجون إلى مساعدة أمريكا وتدخلها.
كذلك أعرب بايندا للصحيفة عن أنه "يشعر بامتنان بالغ" لعمله مع أوبر، وقال إن هذا العمل يساعده في الإنفاق على زوجته وأبنائه الأربعة، ولفت إلى أن عمله "أنقذه من براثن اليأس".
يُذكرأنه في منتصف أغسطس/ آب 2021، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلد الآسيوي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
لا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم "طالبان"، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، وخاصة احترام حقوق الإنسان، وعدم السماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في البلاد.
يعيش الأفغانيون وسط ظروف اقتصادية صعبة، إذ كشف مسح للبنك الدولي الثلاثاء 15 مارس 2022، أن عدد الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الغذاء والضروريات الأخرى في أفغانستان قد تضاعف، منذ استيلاء طالبان على السلطة، وذلك بالتزامن مع ارتفاع معدل البطالة وانخفاض الأجور.
..................
انتهى / 232