وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أصدر مفجر ثورة 14 فبراير الرمز الأستاذ عبد الوهاب حسين من سجنه بيانا بمناسبة الذكرى الحادية عشر لاعتقاله وقادة الثورة في البحرين.
سرد الأستاذ جانبا من المعاناة التي تعرض لها في السجون، مشيرا أنهم تعرضوا للإنتهاكات بعد الإعتقال وأثناء المحاكمة العسكرية، ومع هذا ” ولم يسمح لنا بنبس كلمة واحدة أثناء المحاكمة العسكرية، وسمح لنا بالكلام أثناء إعادة المحاكمة في المحكمة المدنية، فروينا شنيع ما جرى علينا من الإنتهاكات”.
وفي جو مليء بالثقة والإطمئنان قال الأستاذ ” لقد اخترت طريقي ووطّنتُ نفسي على التبعات، وإني لما أمضي إحدى عشر سنة علينا في السجن لم أزدد -بحمدالله- إلا إيمانًا وتسليمًا وبصيرةً ويقينًا بعدالة قضيتنا وسلامة منهجنا وجور الحكم علينا، واطمئنانًا إلى نيل المطلوب”.
ولفت الأستاذ في بيانه على أنه “مقتنعٌ بأن المقتضيات لاتزال باقية” مؤكدا بأنه ” لا تغير في الموقف، وإني ماكثٌ في السجن راضيًا بما قسم لي ربي من السجن وتبعاته، شاكرًا لما شرّفني به من الموقف، ثابتًا عليه في سكينة، كما لو كنت في بيتي وبين أهلي وأحبتي، طالبًا رضا ربي وصلاح قومي”.
وكان لافتا في بيان الأستاذ تطرقه إلى استمرار التضييق والإستهداف في السجن، موضحا إلى أن السجان صادر منه مؤلفات عكف على تأليفها لمدة خمس سنوات. وحول هذه المؤلفات ذكر الأستاذ ”
كتبتها طوال الليل والنهار لخمس سنوات، صُودرت جميعها تعسفاً بدون حق وبدون ذنب ولا مخالفة، وهي ثمرة روحي، وتعادل عندي أولادي”. وبعد توقف عن الكتابة لسنتين عاود الأستاذ الكتابة مشيرا ” لا أعلم إلى ماسيكون مصير مؤلفاتي التي هي في يدي الآن، فلا ضمانات ولا حقوق، ولم أأسف لما كان مني، ولم أحزن لما أصابني”.
ومع الظروف القاسية التي تعرض لها الأستاذ ورفاقه في السجن، إلا أن ذلك لم ينال من عزيمته، حيث أكد على أنه ” لا فرق عندي بين أن أخرج من السجن حيًا أو أخرج منه ميتًا، قريبًا أو بعيدًا؛ مادمت أسلك طريق الحق والعدل والإصلاح، وأقوم بواجبي الذي فرضه علي ربي”.
بيان الأستاذ عبر عن التفاؤل والأمل رغم الظروف القاسية موجها الأنظار إلى التعلق بالله إذ أن سنته جرت ” في إظهار الحق بجهاد المؤمنين وتضحياتهم ليثيبهم، ولإن ذهبت إلى ربي شهيدًا مظلومًا مرضيًا عنده أحب إليّ من الحياة الدنيا وجميع ما فيها، ولا خوف من جهة المستقبل”.
البيان عكس حالة الصمود والثبات والإطمئنان لاستمرار المسيرة ” فالقافلة تسير منتظمةً قدمًا، وهي في أيدي أمينة، والأرض ولّادة والطريق مفتوح والغاية واضحة، والوصول ونيل المطلوب مضمون بشروطه، كضمان الرب الحاضر الشاهد القادر العدل المطلق، فلا يضيع عنده شيء ولو بمثقال ذرة، فالعاقبة حتمًا للمتقين، وما كيد الظالمين إلا في ضياعٍ وخسران”.
وتوعد البيان النظام الظالم بالهلاك كما هي سنن الله في الأرض، مؤكدا أنه “ربما اتخذ الظالم لعمى بصيرته من التدابير مايريد به القهر والغلبة والخلاص كأنه يريد الهروب من القدر فيكون فيما دبر حتفه وهلاك نفسه وذهاب ملكه، حيث يباغته القدر ويؤتى من حيث لايشعر ومن حيث لايتوقع وهذا مايفعله الظالمون كثيرًا عبر التاريخ”.
البيان حمل بشارة لتقوية عود المؤمنين إذ حثهم على الإطمئنان ” إلى وعد ربهم، ويشغلوا أنفسهم بما فرضه الله تعالى عليهم من التكاليف التي بينهم وبين ربهم كالعبادات وسائر الطاعات والقربات”. موجها الجماهير إلى الإلتزام بالبناء “والدعوة والاعتزاز التي بينهم وبين بعضهم، كالتناصر والتناصح والتسامح والتعاون وأداء الحقوق، وأن يكونوا إخوانًا، فعليهم بنظم أمرهم وليأخذوا بالأسباب ولا يشغلوا أنفسهم بما تكفل الله به دونهم، مثل وقت النصر والفرج وأحوال وتكاليف المستقبل ونحو ذلك”.
.....................
انتهى/185