وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الاثنين

١٤ مارس ٢٠٢٢

١:١٨:١٠ ص
1238928

تأكيد آية الله سبحاني على ضرورة تبيين أعمال الفقيد سلطان الواعظين من قبل المتصدين لهذا الأمر

ورد في بيان لأحد مراجع الدين الشيعة إلى مؤتمر "ذوو الصحوة 3": إنّ الفقيد سلطان الواعظين ألّف أعمالا كثيرة بقلمه، وتعد معظمها في المباحث الكلامية والعقائدية أو أصول المذهب.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقد مؤتمر تكريمي تحت عنوان: "ذوو الصحوة 3" احتفاء بالمقام العلمي للفقيد سطان الواعظين الشيرازي وهو من العلماء المجاهدين، وذلك برعاية " المجمع العالمي لأهل البيت (ع)" ومؤسسات الصديقة في قاعة اجتماعات الغدير بمدينة قم المقدسة.

وقد وجه المرجع الديني آية الله العظمى جعفر سبحاني بيانا لهذا المؤتمر بهذه المناسبة، وفيما يلي نص بيان سماحته:

بسم الله الرحمن الرحیم

قال الله تعالی: «ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ۖ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ» (النحل: الآية 125)

ويعتبر علم الكلام والعقائد من أكثر العلوم محورية في الحوزات العلمية المباركة، ولا يخفى على أحد ضرورة دراسة وقراءة هذه العلوم القيمة ولزوم اعتناء طلاب العلوم الدينية وفضلائها بهذه العلوم، وخصوصا وقد تضاعفت ضرورة تبيين معارف مدرسة أهل البيت (ع) وإزالة الشبهات عنها، وذلك بسبب توسيع العلاقات وازدياد التواصل والتقارب بين أتباع الأديان والمذاهب. وفضلا عن ذلك، فإن الوعظ والخطابة يعدان من الفنون المتداولة في الحوزات العلمية، وإذا اندمجت هذه العلوم أي الكلام والعقائد مع الوعظ والخطابة تصبح لدينا مهارة مناسبة لنشر مفاهيم وتعاليم الشيعة الأصيلة.

ويعد الفقيد حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد الموسوي الشيرازي الملقب بسلطان الواعظين من المتكلمين والواعظين في عصرنا الحاضر، حيث أقيم له مؤتمر تكريمي في الذكرى الخمسين لرحيله رحمه الله.

ولد سلطان الواعظين في طهران في العصر القاجاري في بيت رفيع حيث قدم هذا البيت خدمات عديدة لمدرسة أهل البيت (ع) والشيعة، وبعد أن أنهى دراساته في طهران وكربلاء، والانتفاع من علمائه كالسيد الشهرستاني، والشيخ غلامحسين المرندي، والشيخ موسى كرمانشاهي، هاجر إلى مدينة قم المقدسة، وذلك بالتزامن مع تأسيس الحوزة العلمية لهذه المدينة على يد الفقيد آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري رحمة الله عليه، حيث درس عنده وعلماء الأعلام آنذاك أمثال آية الله الشاه آبادي، وقد منحه العديد من العلماء والمشايخ إجازة رواية الحديث، ومن هؤلاء: الشيخ عبد الكريم الحائري، والسيد الطباطبائي، والشيخ الغروي التبريزي، وآقا ضياء الدين العراقي، والشيخ عبد الله المامقاني، وآخرون.

وفضلا عن انشغاله بفن الخطابة وارتقائه المنبر الحسيني وحبه لقراءة الكتب، أصبح بارعا وماهرا في البحث العلمي والتحقيق، وخاصة في المباحث الكلامية، والعقائدية، والقضايا الخلافية بين المذاهب الإسلامية، كما تبحر في علم الكلام، والملل والنحل، والتاريخ، والرجال، والتفسير، والحديث، و....وقد لقب بسلطان الواعظين بسبب قدرته الخارقة وتبحره الوافر في إلقاء الخطب على المنابر، وذلك ببيان بليغ وفصيح وواضح وجلي.

إن المرحوم سلطان الواعظين كان أنسانا سليم النفس عالي الهمة ذو عزيمة قوية، وهناك الكثير اعترف بصراحته وبلاغته وفي نفس الوقت كان مؤدبا وعفيفا، كما أنه كان يتمتع بسجل لامع في ترويج ثقافة النقاش والمناظرات التي كانت تقام بينه وبين الآخرين حيث يُراعي فيها الآداب العلمية والمنطقية. يحتوي كتاب "ليالي بيشاور" على مناظراته في مدينة بيشاور الباكستانية، وكتاب "كروه رستكاران" يشمل مناظراته المستمرة مع العديد من العلماء والجامعيين من أهل السنة الذين كانوا يدرسون في طهران، فإن الطبعات والترجمات العديدة لكتاب ليالي بيشاور يكشف عن تأثير هذا العمل القيم في المجتمع، وقد ألف الفقيد سلطان الواعظين أعمالا كثيرة بقلمه، وتعد معظمها في المباحث الكلامية والعقائدية أو أصول المذهب. وينبغي للمتصدين والقائمين على هذا المؤتمر التكريمي أن يختاروا المفيد والقيم من أعماله المخطوطة، ومن ثم بعد تحقيقها يبادورن بطباعتها حتى ينتفع المجتمع من تأليفاته.

وكان هذا الرجل الغيور والولائي لم يتحمل القصور والتجاهل في أمر الولاية، وكان دائما يسعى ومن خلال تبيين الأحاديث وسيرة المعصومين وتاريخهم أن يثقف المجتمع من الناحية العقدية. وبناء عليه، فإن تكريم والاحتفاء بالمقام العلمي للفقيد سلطان الواعظين يعد تكريم الولاية.

إذ أحتفي بذكرى هذا الخطيب الحكيم والمتكلم الجليل، سائلا العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يغفر له، واُوصي جيمع عشاق الولاية إلى قراءة أعماله القيمة، وأقدم شكري إلى القائمين على المؤتمر التكريمي للفقيد سطان الواعظين، وأتمنى لجميعهم السعادة والتوفيق وهم في كنف ورعاية صاحب العصر والزمان أروحنا له الفداء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

جعفر سبحاني

قم المقدسة – مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام

17 رجب المرجب 1443 هـ ق

..........

انتهى/ 278