وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة الرضوية المقدسة
الثلاثاء

٢٢ فبراير ٢٠٢٢

٦:٣٤:١٩ م
1232385

تعال نُعرّي همومنا أمام مولانا الرؤوف

لا يزال بعض الزوار يريدون كتابة ما يراود خواطرهم على قطعة من الورق ورميها داخل ضريح الإمام الرضا (عليه السلام)؛ هذا الاعتقاد له سابقة قديمة جداً وهو مسجل في قلب التاريخ، هكذا يعتقد عشاق أهل البيت عليهم السلام.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ربما سبق لك أن لاحظت أثناء زيارة ضريح الإمام الرضا (عليه السلام) أن بعض الزوار، بالإضافة إلى أموالهم ونذوراتهم ، يضعون أيضاً أوراقاً داخل الضريح الشريف. هذه هي الرسائل التي كانت كتابتها تقليداً في الماضي وتحتوي على آلام القلوب والحاجات التي كتبت على الورق وألقيت في الضريح المقدس في أمل أن تتحقق. على الرغم من أننا نعلم جميعاً أن الإمام الرؤوف وجميع المعصومين (عليهم السلام) يسمعون كلماتنا غير المنطوقة من قلوبنا ويمكن التحدث معهم من أي مكان تحت سماء الله، إلا أن بعض العادات والمعتقدات القديمة هي أيضاً مشجعة ومبشرة لمجموعة من الناس ولا زالوا يكتبون الرسائل إلى إمامهم ويضعونها داخل الضريح الشريف.

وأوضحت زهراء فاطمي مقدم، الخبيرة المسؤولة عن التقييم والأرشفة في مركز العتبة الرضوية المقدسة للوثائق، في حديث معنا، ان هذه الرسائل تتضمن مجموعتين، المجموعة الأولى من الرسائل ألقيت من قبل الناس في ضريح الإمام الثامن (عليه السلام) والمجموعة الثانية كتبها الناس وأحياناً الخدم والعاملين في الضريح لحل مشاكلهم، وهي موجهة إلى متولي العتبة الرضوية المقدسة. ويستمر هذا الموضوع حتى يومنا هذا، مؤکدة انه بالإضافة إلى اللقاءات العامة، يمكن للزوار من خلال كتابة خطاب وتسليمه التواصل مباشرة مع متولي العتبة المقدسة والتعبير عن انتقاداتهم ومقترحاتهم.

وتظهر الأدلة التاريخية أن هذه الظاهرة المباركة تعود إلى العصر الصفوي (القرن الحادي عشر الهجري)، ومن المثير للاهتمام أن هذه الظاهرة كانت أيضاً موضع اهتمام الضيوف والزوار الأجانب، وعلى سبيل المثال "نيكولاس دي خانيكوف"، المستشرق الروسي، خلال رحلته إلى إيران في القرن التاسع عشر الميلادي، يذكر في مذكرات رحلته أنه ألقى رسالة في ضريح الإمام الرضا (عليه السلام).

إضافة إلى ذلك، تذكر وثيقة كتبت سنة 1302 هجري قمري تعود إلى عصر القاجار، ما نصه: "وقع شمع من بعض الزوار على الأرض، فاشتعلت أوراق كانت بين الضريحين، وسارع الخدّام إلى إخمادها فور اطلاعهم على الأمر"، وبهذا يتضح لنا أن الزوار في تلك الحقبة كانوا يكتبون رسائل ورقية ويلقونها في الضريح المطهر.

يكشف توثيق هذه الوثائق التاريخية أنه في فترات مختلفة، كان هناك أشخاص في مرقد الإمام الرضا (عليه السلام) وظيفتهم "كاتب عريضة" أو "كاتب رسالة" أو "مقدم عريضة" ويبدو أنهم كانوا يكتبون التماسات الزوار إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وعرائض مرسلة إلى متولي العتبة الرضوية المقدسة. وكان يتم جمع هذه الرسائل وفحصها في وقت نفض الغبار عن الضريح الشريف.

بشكل عام، يمكن عد هذه الرسائل من الوثائق التاريخية المهمة لأنها تتضمن مواضيع اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية ودينية وتمثل الحياة اليومية للناس والمجتمع البشري في فترات مختلفة
.......
انتهى/ 278