وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ألقى المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي، محاضرة بالحفل الاستذكاري الذي أقامته مؤسسة القلم الفاطمي النسوية، لشاعرات أهل البيت (ع)، في حسينية الإمام الرضا (ع).
وبارك سماحته، في مستهل محاضرته، "لمؤسسة القلم الفاطمي القيام بهذه الفعاليات المباركة والإحياء الواعي للمناسبات، التي من شأنها أن تحفّز ذاكرة المجتمع وتلفت انتباهه إلى مواقف ومآثر رموز الأمة وقادتها في الحقب السابقة. وتربط الأجيال الحاضرة بالأجيال السابقة لإدامة زخم العمل الإسلامي".
وأكد على "ضرورة العمل المؤسساتي في كل مواقع النشاط الإسلامي الذي يُتوخى منه تحقيق المزيد من العطاء والاستدامة على مستوى الكم والنوع. لأن العمل سيرتبط حينئذٍ بالعنوان الأكبر والمشروع الإسلامي لا بالأشخاص، وهذا ما كان يدعو له السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره). وأطلق عليها اسم المرجعية الصالحة آنذاك".
وأثنى المرجع اليعقوبي، "على مؤسسة القلم الفاطمي لاتخاذها الشعر كأداة ووسيلة للدعوة الى الله تعالى وبيان عظمة الدين الإسلامي، والاعتزاز بالانتماء له والافتخار بإبراز الهوية الإسلامية، هوية الانتماء والارتباط والذوبان بمبادئه العظيمة وقيمه السماوية".
وتأسف، "لضياع هوية الإسلام وذوبانها في دوامة الانتماءات الفردية والجهوية وكثرة التخندقات والاصطفافات على حساب أصالة الهوية الإسلامية. فإن هذه الانتماءات الفرعية ينبغي أن لا تكون على حساب الانتماء الأكبر، وهذه الهموم ينبغي أن يكون منطلقها الهمّ الأكبر. وهو إقامة مبادئ وأسس الدين الحنيف، وأن لا تكون مثاراً للتفرقة وبؤرة للصراع والتعصب والعداء للانتماءات الأخرى"، داعياً إلى "استعادة هوية الإسلام وإبرازها والاعتزاز بها، وتعريف شعوب العالم بما تختزنه من المُثل والقيم العالية".
وبيّن سماحته، أن "العلوية الشهيدة بنت الهدى (رضوان الله تعالى عليها) حرصت على ترسيخ جملة من معالم الهوية الإسلامية وخصائصها في سلوكها الميداني ومحاضراتها وتوجيهاتها التربوية. واتخذت الشعر والأدب أداة ووسيلة ضمّنتها هذه المبادئ ببيان واضح وأسلوب سهل غير متكلف مُفعم بالافتخار بالإسلام. زاخر بمعاني الاعتزاز والزهو بالانتماء لهذا الدين العظيم. وأن المستقبل سيكون للإسلام ولأبنائه لا لغيره من المشاريع والأيديولوجيات، وقد تحولت هذه الأشعار بمرور الزمن إلى أناشيد يترنم بها العاملون الرساليون".
وشدد على "الاهتمام بتطوير العمل الإسلامي النسوي وتنويعه ليغطي مساحات أوسع، لأنه من أنجع طرق الهداية والصلاح للمجتمع. فإن أعداء الإنسانية سخّروا إمكانياتهم لإفساد المجتمعات لغرض إضلالها والهيمنة عليها. واستخدموا النساء كوسيلة لبلوغ مآربهم القذرة، فعمدوا على تشوية مفهوم أهم وأوضح خصلتين في شخصية المرأة الصالحة وهما (الحياء والعفّة). فذوبوهما تحت شعارات زائفة وخدّاعة، بينما نلاحظ في دعاء زمن الغيبة (وتفضّل …. على النساء بالحياء والعفة)، إنه يركز على هاتين الخصلتين لأن فيهما قوام شخصية المرأة. لذا ينبغي علينا أن نواجههم بنشر الهداية والصلاح بنفس نمط الوسائل التي استخدموها لاختراق المنظومة المجتمعية وغواية الناس".
واستشهد المرجع اليعقوبي، (لتقريب الفكرة) بـ"مضامين الآية الكريمة {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم : 11] بحيث كانتا مثالاً وأنموذجاً للمؤمنين في علو درجة إيمانهم وصلاح حالهم. من جانب آخر كانت إمرأة نوح (عليه السلام) وإمرأة لوط (عليه السلام) مثالاً وإنموذجاً للضلال والكفر".
هذا، وتخلل الاحتفال الذي استُهل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، إلقاء كلمات وقصائد وعرض فلمٍ وثائقيٍ قصير عن حياة الشهيدة بنت الهدى. والاستماع إلى خواطر وذكريات عن حياتها المباركة الحافلة بالعمل والعطاء، ألقتها بعض الأخوات اللاتي عاصرن الشهيدة وتأثرن بالمنهج التربوي الرسالي، التي كانت تربيهن عليه. حتى تركت أثراً مميزاً وعلامة فارقة في حياتهن وحياة جملة ممن عاصرنها (رضوان الله تعالى عليها). لا تُمحى حتى بعد مرور أكثر من أربعة عقود من الزمن.
يذكر أن حسينية الإمام الرضا (ع) – شيدها المرجع الديني الراحل السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس سره). بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لانتفاضة رجب الأصب عام 1399هـ/ 1979م، والتي أوقدت شرارتها العلوية الفاضلة الشهيدة (بنت الهدى) آمنة الصدر (رضوان الله تعالى عليها)، ضد النظام القمعي الإجرامي البائد.
.......
انتهى/ 278
المصدر : ابنا
الاثنين
٢١ فبراير ٢٠٢٢
٨:١٢:٠٤ ص
1231777
شدد آية الله اليعقوبي على "الاهتمام بتطوير العمل الإسلامي النسوي وتنويعه ليغطي مساحات أوسع، لأنه من أنجع طرق الهداية والصلاح للمجتمع".