وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مهرجان ذكرى الشهداء القادة الذي أقامه حزب الله الاربعاء “عام 1982 بالنسبة لنا كان عام القرار، التأسيس، الولادة، الإنطلاقة والإستمرار الذي ما زال قائما حتى الآن ودماء شهدائنا عمّدت هذه المسيرة واعطتها كل ما هي عليه الآن”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “شهادة القادة التي نحيي ذكراهم هنا اليوم على امتداد الطريق والمسيرة كان تأثيرها عظيماً وكبيراً ومسيرتنا تكمل العام الـ 40″، وتابع “سأكون بعد أيام في مقابلة مباشرة على تلفزيون المنار للحديث عن السيد عباس الموسوي”، واضاف “في الأسابيع القليلة سيتم عقد مؤتمر تحت عنوان (سيد شهدائنا .. فكرا وسيرة) للتعريف بفكر السيد عباس وسيرته وجهاده وتضحياته”.
واوضح السيد نصر الله “نحن لا ندّعي أن المقاومة بدأت معنا عام 1982، المقاومة كفكر وثقافة ووجود في لبنان والمنطقة هي سابقة على اجتياح العام 1982″، وتابع “كان هناك المقاومة الفلسطينية التي سبقت بعقود وكان لها حضورها الكبير في فلسطين والمنطقة”، واضاف “في لبنان كان هناك أحزاب وفصائل لبنانية تؤمن بالمقاومة وتمارسها بشكل أو بآخر”، وأشار الى انه “في الدائرة الشيعية تعود المقاومة إلى سماحة الإمام عبد الحسين شرف الدين في بدايات إرهاصات قيام دولة العدو وبعده بشكل أساسي إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير الذي ركز المقاومة ثقافة وموقعاً ورؤية ووجوديا تنظيما وعسكرياً عندما أعلن عن أفواج المقاومة اللبنانية أمل”.
وقال السيد نصر الله “عام 1982 كانت هوية لبنان العربية مهددة ولبنان كان سينتمي إلى العصر الإسرائيلي وكان سيصبح ملحقا باسرائيل والمشروع الصهيوني وكان هناك ارادات داخلية مؤيدة لهذا المنحى والإتجاه”، وتابع “يجب أن نسجّل أن المقاومة بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله هي التي حافظت على هوية لبنان التي كادت أن تندثر نتيجة اجتياح العام 1982”.
وأكد السيد نصر الله ان “المقاومة هي التي حفظت بالدم وبالجهاد هوية لبنان وهي التي تبقى تحفظ هذه الهوية”، ولفت الى انه “أمام هذا التهديد التاريخي الإستثنائي في لبنان كان بحاجة إلى مقاومة من هذا النوع تاريخية واستثنائية”، وأضاف “كانت مقاومة ومواجهة هذا المشروع الصهيوني الأميركي في لبنان تحتاج إلى مستوى عال ومتطور وكبير ومتقدم وضخم كما ونوعا”، وقال “في هذا المناخ ولدت المقاومة الإسلامية في لبنان وولد حزب الله في لبنان لينضم إلى بقية قوى المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان”، وشدد على ان “المقاومة خاضت مع كل الأحرار في هذا البلد ومع كل السياديين الحقيقيين معركة تحرير لبنان واستعادة سيادته وصنع استقلاله الحقيقي الجديد وحريته وكرامته وعزته”.
وقال السيد نصر الله “مع السيد عباس كان تثبيت المنهج والمقاومة والطريق وكان مأسسة المقاومة وتحولها إلى كيان منظم قوي ومتين واسع ومترامي الأطراف”، وتابع “السيد عباس كان عنوان ثباتنا ومضينا على طريق النصر”، واشار الى انه “مع الحاج عماد مغنية كانت المقاومة على موعد مع الفعل والعمل وتغير المعادلات وسحق نظام العدو واسقاط اسطورة الجيش الذي لا يقهو وبناء القدرات وكان تطور المقاومة كماً ونوعا”.
وأضاف السيد نصر الله “عماد مغنية كان في مسيرتنا عنوان النصر الذي تطلع إليه الشيخ راغب حرب ووعد به السيد عباس وتحقق على يدي الحاج عماد”، وتابع “الحاج عماد كان عنوان التطور الذكي والإبداعي والعسكري والأمني في هذه المقاومة التي بفضل الله وعونه وبالتضحيات والتخطيط والعمل بالتكليف والصبر والجهد والجهاد صنعت كل هذه الإنتصارات وهذه الإنجازات”، واكد ان “المقاومة تحمي لبنان وتناصر شعب فلسطين وعينها على القدس والمقدسات رغم كل المؤامرات وكل الصعاب في الداخل والخارج”.
وقال السيد نصر الله “نحن نرى اسرائيل في حالة انحدار وعلى طريق الزوال والمسألة مسألة وقت ليس أكثر”، وتابع “كبار قادة العدو وكبار المنظرين في الكيان ومعاهد الأبحاث وتقديرات الأمن القومي في كيان العدو يتحدثون هذه اللغة”، ولفت الى ان “مستقبل المنطقة هو مستقبل مختلف عما ينظر إليه الآخرون ويبنون عليه حساباتهم”، وأشار الى ان “هناك حسابات كبيرة بنيت في الثمانينات وفي التسعينات في لبنان والمنطقة وكلها ذهبت أدراج الرياح”.
وأوضح السيد نصر الله انه “في كيان الإحتلال تتراجع رغبة الإسرائيليين في تحمل مخاطر القتال وفي ثقتهم بالجيش ومؤسسات الدولة وتزداد الهجرة المعاكسة”، واضاف ان “الوضع الإقتصادي في داخل الكيان صعب وكارثي ونسبة الباطلة مرتفعة”، وتابع “رأينا جنود العدو على الحدود مع لبنان يبحثون في القمامة عن الطعام لكي يأكلوا”، ولفت الى ان “بعض الدول العربية التي طلب منها التطبيع طلب منها لتقديم وقت وحياة ونفس وفرصة جديدة ليستمر هذا الكيان ولمساعدته للخروج من أزماته الحقيقية”، ورأى ان “التسوية السياسية والمفاوضات لا أفق لها والأفق الوحيد المفتوح والواعد والحقيقي والجدي الذي يمكن أن يوصل إلى النتيجة خلال سنوات هو أفق المقاومة”.
واكد السيد نصر الله انه “في السنوات الأخيرة الإسرائيلي يدرك أن الذهاب إلى الحرب مكلف واخترع مصطلح “معركة بين الحروب”، ولفت الى انه “من جملة أهداف المعركة بين الحروب ومن عناوينه العدوان على سوريا هو وقف انتقال السلاح النوعي إلى لبنان”، وتابع ان “تعطيل النقل من ايران إلى لبنان شكل تهديدا وهذه المقاومة حولت التهديد إلى فرصة وأنا أقول ان المعركة بين الحروب ادت إلى نتائئج ممتازة لنا”.
وشدد السيد نصر الله على انه “أصبح لدينا قدرة على تحويل الصواريخ الموجودة لدينا بالآلاف إلى صواريخ دقيقة وبدأنا ذلك منذ سنوات وحولنا عدد كبير من صواريخنا إلى دقيقة ولسنا بحاجة إلى أن ننقلها من إيران”، وتابع “أقول للعدو إبحث قدر ما تريد عن الصواريخ ونحن ننتظركم وقد نكون أمام عملية انصارية – 2″، واضاف “نحن اليوم في لبنان ومنذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيرات ولسنا بحاجة لأن نجلبها من ايران”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “المقاومة قامت بتفعيل الدفاع الجوي الموجود منذ سنوات طويلة ومنذ زمن الحاج عماد ولكن أخذت قرار التفعيل في الحد الأدنى في مواجهة المسيرات”، وتابع ان “العدو لجأ إلى تجنيد العملاء في الداخل للتعويض عن عدم تمكنه من ارسال المسيرات إلى لبنان”، واضاف “كان الصيف والربيع من اضخم مواسم التدريب خلال عشرات السنين في وقت كان البعض في الداخل قايمين قاعدين والسفارة الأميركية تصرف ملايين الدولارات كانت المقاومة تنفذ اوسع برنامج تدريب وتأهيل منذ عشرات السنين”، وشدد على ان “المقاومة مستمرة كبنية واستعداد وتطور بمعزل عن كل ما يجري حولها”.
وقال السيد نصر الله “من يتهمنا بتأجيل الإنتخابات ويتحدث عن التأجيل هو من يريد ذلك وهم المتهمون ولسنا نحن”، وتابع “نحن ذاهبون إلى الانتخابات كما في كل المواسم السابقة بجدية وحضور قوي وبتفاعل ومسؤولية”، واضاف “باقون نحمي ونبني هو شعارنا الرسمي لحملتنا الإنتخابية للتأكيد على وعودنا السابقة”.
واكد السيد نصر الله “نصر على حماية الجيش اللبناني وتحصينه وامداده بالمال والسلاح كما ونوعا ونصر على أن لا يبقى باب الدعم للجيش بابا واحدا”، ورأى انه “يجب أن يفتح المجال لبقية دول العالم التي تقدمت في السابق ويمكن أن تتقدم بهبات لان الهدف يجب أن يكون تقوية الجيش من أجل حماية البلد”، واوضح انه “اذا تخلى الشعب عن المقاومة وتبرأ منها عندها لا تستطيع أن تدافع عنهم وعن وجودهم وحاضرهم ومستقلبهم”، وشدد على ان “الشعب هو جزء أساسي من المعادلة والبيئة الحاضنة للمقاومة هي أساس في إنجازاتها ومهماتها وهي جزء أساسي من المعادلة”.
واشار السيد نصر الله الى ان “هناك مؤامرات عقدت في الخارج وشارك بها لبنانيون ويتكلمون بوضوح أنهم يسعون إلى الضغط على البيئة لتتخلى عن المقاومة”، واكد ان “البيئة اليوم هي المستهدفة”، وتابع “هم يتكلمون انه بالإنتخابات يريدون أن يأتوا بأغلبية نيابية لنزع سلاح المقاومة”، واضاف “هناك فريق ذاهب إلى الانتخابات وفق مشروع لنزع سلاح المقاومة مع استغلال للواقع المعيشي الصعب ومغالطة تحميل مسؤولية ذلك للمقاومة”.
وقال السيد نصر الله “جزء من هوية لبنان هو حرية التعبير وهناك من يريد أن يتحول لبنان إلى بلد القمع”، ورأى ان “الذين اجتمعوا أول أمس في قاعة رسالات هم يحمون هوية لبنان الحقيقية والحريات في لبنان”، واضاف “في لبنان بلد الحريات من حق الشعب البحريني المظلوم أن يحيي ذكرى انتفاضته في 14 شباط”، وتابع “من حق الشعب اليمني المظلوم أن يتحدث عن أطفاله ونسائه وعن شعبه الذي يذبح بفعل العدوان السعودي”.
وأوضح السيد نصر الله انه “في كل الأماكن التي عملنا بها كنا في خدمة الناس”، وتابع “صحيح أن الحياة ليست فقط صواريخ ولكن الصواريخ هي التي تحمي الحياة وتحمي الدولة والبلد والشعب والحدود والناس والكرامات”، واضاف “بعض الخصوم في الدولة منذ 30 سنة والبعض منذ 15 واستلموا وزارات.. ماذا فعلتم بأموال الدولة وبالأموال التي أتت من الخارج؟”، وسأل “أين الأموال التي دفعتها اميركا والسعودية في لبنان؟”، وقال “هي في المصارف ومن ضمن الأموال التي تم تهريبها إلى الخارج”، واعتبر ان “على الناس أن تحاسب بمنطق وأن تبحث عن خلاصها وعن مستقبلها الذي يجب أن تصنعه بأيديها”.
......................
انتهى/185