وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ لا يخفى على الجميع ان غالبية التخالفات السياسية التي تتكون قبل تشكيل الحكومة دائما ما تذهب في مهب الريح مباشرة بعد اكمال عملية التشكيل الا ما ندر وذلك لانها قامت من الاساس على المصالح الحزبية الضيقة والمصالح الشخصية في توزيع المغانم الحكومية لذلك فهي سرعان ما تختفي بعد الاعلان عن التشكيل وتعود “حليمة الى عادتها القديمة” لنرى تقاذف الاتهامات لا سيما بين رئيسي تحالف السيادة وتقدم وهما محمد الحلبوسي وخميس الخنجر الذي ينطبق عليها المثل القائل “اصدقاء الامس اعداء اليوم”.
ونشبت مؤخرا على مستوى البيت السني صراعات كبيرة وصلت الى كسر العظم بين ما يسمى قيادات الجيل الجديد مع الجيل القديم الذي كان صاحب القرار فيما يخص مستقبل المكون السياسي الا ان الصعود الاخير للقيادات الشابة خلق نوع من الفجوة او التسابق على الظفر بمغانم المكون وحصصه فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وحصص المحافظات الغربية منها.
ويقول المحلل السياسي خالد المعيني في تصريح له تابعته “العهد نيوز”، إن “طبيعة الزعامات في المناطق الغربية تقوم على أساس الصفقات والتحالفات، بعكس الجنوبية والشمالية، التي تتوحد حول قضية، وإن اختلفت الكتل فإن لديها سقفا لا تختلف عليه وهو القضية التي تجمعها، مثل القضية الكردية على سبيل المثال”.
ويضيف المعيني، أن “أحزاب الوسط والجنوب لديها البعد الديني، وتوحدهم مرجعيات دينية، لكن بالمقابل فإن المناطق الغربية لا يوجد فيها سقف لقضية معينة، وما يوحدهم ويفرقهم هو حجم الصفقات”، مبينا “نعم سيحدث خلاف بين التحالف الثلاثي الحالي (التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتقدم) لأنه لا يوجد رابط أصلا يربط الأطراف المتحالفة سوى تحسين شروطها بالغنائم”.
ويستدرك “هذه تحالفات مؤقتة ولن تستمر كثيرا، وكل التحالفات برمتها ستتغير بعد فترة لأنهم سيصطدمون بالواقع الفاسد وسوء الخدمات، ولا يوجد شيء يبشر بتحسن الوضع، ولن يستطيعوا أن يغيروا شيئا”.
ويرى مراقبون ان هذا التحالف السني بين كل من الخنجر والحلبوسي الذي تم ب\ارادة خارجية وتحديدا تركية واماراتية لن يدوم اطول من فترة تشكيل الحكومة كونه لم يتشكل بارادة حرة ووطنية بل جاء لدوافع سياسية وفي مقدمتها ضرب المكون الشيعي والعمل على شق وحدته من خلال دعم طرف دون اخر وهذا لم يحصل طيلة الحكومات السابقة واعتبر المراقبون بادرة خطيرة على الوضع السياسي في بلاد الرافدين.
الى ذلك، يبين المحلل السياسي يونس الكعبي أن “التحالف الأبرز الآن هو التحالف الثلاثي بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئي البرلمان محمد الحلبوسي وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وأنه هو من سيشكل الحكومة وفقا لما يعلن، ولكن كل حكومة تواجه عقبات، أبرزها في الوقت الحالي هو أن جبهة المعارضة ستكون قوية إذا ما أخذنا الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني والجيل الجديد وامتداد كمعارضة”.
ويوضح الكعبي، أن “ذهاب التحالف الثلاثي وحده لتشكيل الحكومة قد يؤدي الى حدوث إخفاقات، لأنه لن تكون له اليد الطولى بالتنفيذ الحكومي، وقد تنعكس هذه الأمور سلبيا على أداء الحكومة وقد تفشل بعد سنة أو أكثر”، مبينا أن “هذه الأمور يضاف إليها مسألة كركوك ونسبة الإقليم في الموازنة، والصراع على المناصب، بعد المباشرة بالعمل الحكومي، ستؤدي الى ظهور خلافات تتطور الى تفكك التحالف، وهذا ما شهدناه في أكثر من دورة نيابية”.
هذا ولم تحسم الكتل السياسية لغاية اللحظة موضوع الكتلة الاكبر، كما ان البرلمان ومن خلال جلسته السابقة التي لم ينجح في اكمال نصابه القانوني وبالتالي بقي موضوع الكتلة الاكبر معلقا وستظهر ملامحها بعد انتخاب رئيس الجمهورية.
..................
انتهى / 232