وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ألقى آية الله "رضا رمضاني" كلمة في جمع من موظفي المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، معزيا برحيل سماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني، معتبرا إياه شخصية بارز في الفقه والفقاهة، وقال: هذا العالم البارز ترك أكثر من 150 تأليفا في مختلف المواضيع العلمية، والتاريخية، والفقيه، والأصولية، والتفسيرية، والحديثية، والمجالات الأخرى الحوزوية والدينية.
وفيما يرتبط بأن الفقيد آية الله الصافي كان له أثر بالغ في مختلف المجالات الفقهية أضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الفقيد رحمه الله كان له دور أساسي، وذلك بنضاله ضد النظام الظالم في عصر الشاه المقبور، وحضوره في الثورة وكتابة الدستور الإيرانية باعتباره أول مجلس لخبراء القيادة، وحضوره في مجلس صيانة الدستور، كما أنه كان من داعمي ومدافعي مبادئ نظام الجمهورية الإسلامية المقدس حتى آخر لحظات عمره المبارك.
وتابع سماحته: كان يضرب بشخصية آية الله صافي الكلبايكاني المثل في ولائه لأهل البيت (ع)، وكان يأخذ الناس إلى باب بيت أهل البيت (ع) بسلوكه وأخلاقه، وكان بتواضعه الذي يضرب به المثل صنع منه مرجعا حتى أن من يأتي إلى زيارته ويحضر عند كان يفتن بسلوكه وأخلاقه.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): عندما كنا نزوره لنقدم له تقارير عن آخر أحداث الشيعة في مختلف أرجاء العالم كان يفرح كثيرا، ويدعو الله دائما لنا وللشيعة. كان متواضعا جدا حتى أنه عندما أراد أن يضع العمامة على رأس أحد طلاب أفريقيا قبّل يده.
وأكد آية الله رمضاني على أن آية الله صافي الكلبايكاني كان ملتزما دوما بمبادئ الثورة الإسلامية، والعدالة، والمعنوية، والعقلانية، وأضاف: إن الحوزات العلمية قد خسرت إحدى ركائز الفقه والفقاهة ومن كان ذائبا في محبة أهل البيت (ع)، حشره الله مع أوليائه المعصومين، وألهمنا الصبر لهذه المصيبة.
وفي قسم آخر من كلمته أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى عشرة الفجر وذكرى وصول الإمام الخميني (ره) إلى الوطن، وقال: إن في مثل هذا اليوم الذي يوافق وصول الإمام الخميني (ره) إلى الوطن عام 1979 م هو انطلاق حركة وانتفاضة وثورة وحدث عظيم.
وأضاف سماحته: إن لعلاقة العلماء مع الناس أشكال شتى في الأدوار المختلفة التاريخية، وفي فترة من هذه الأدوار العلاقة كانت علاقة المحدّث مع الناس، وكان العلماء يحدثون الناس بالأحاديث والروايات المروية، ثم جاءت مرحلة أخرى واتجهت نحو المرجعية الدينية حتى أصبح للعلماء هذه المكانة.
وتابع آية الله رمضاني: إن الإمام الخميني (ره) عزز هذه العلاقة حتى أصبحت العلاقة بين العلماء والناس، علاقة الإمامة مع الأمة، كما أنه رحمه الله يعتقد بأمته.
وأشار عضو مجلس خبراء القيادة إلى أنه لم يكن للدين تجلي في الساحة الاجتماعية قبل انتصار الثورة الإسلامية، وقال: في تلك الفترة لم يكن الدين أمرا مهما في أهم المراكز العلمية في العالم كجامعة سوربون، وهاروارد، وكمبريج، وآكسفورد و.... بل كانت النظرة إلى الدين نظرة فردية. وكان الحج يختص آنذاك بكبار السن والعجزة، وكان جل اهتمام أعمال الحج هو العبادات، وليست هناك اعتناء بالبرائة من المشركين وتبادل الثقافة، والمعلومات، والصحوة والوعي.
وتابع سماحته: لم يكن للدين أي مكانة في المراكز العلمية في البلاد، وكان ينظر إلى من يصلي في الجامعة بأنه متأخر ورجعي، وكان يشاهد اغتراب الدين في مختلف مجالات الاجتماع، حتى لا يحلم بأن يصبح للدين كلمة في المجتمع والدولة!
وأكد آية الله رمضاني على أن الإمام الراحل (ره) استخرج مبحث ولاية الفقيه من بين المباحث الفقهية، وكان له نظرة كلامية إلى مبحث ولاية الفقيه فضلا عن النظرة الفقهية، أي: نظرة الإمامة والقيادة في المجتمع الإسلامي، فإن الفقة السبب العملي للحكومة والدولة، لقد أحيا الإمام الدين في المجال الاجتماعي، ولم تكن تعتقد الحوزات العلمية يوما ما أن تتوفر الأرضية ليصبح الفقهاء من المنظّرين في الساحات العالمية وفي أهم القضايا التي تطرح في العالم.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن في تلك الفترة كان الفقه والدين في اغتراب إلى حد كان المنظّرين في العالم يعتقدون لم تحدث أي ثورة دينية في العالم؛ إذ أن الليبرالية كانت تسود العالم، لكن مؤسس الثورة الإسلامية أتي بمعجزة، وذلك بإحيائه مكانة الدين في الاجتماع والدولة، فخرج الدين الذي كان مختفيا إلى المجتمع، وأصبح من أهم القضايا البحثية في أكبر جامعات العالم.
.......
انتهى/ 278