وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة الحوزة
الأربعاء

٢ فبراير ٢٠٢٢

٧:١٧:٠٣ م
1225302

رابط والعضو التونسي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع):

إن الثورة الإسلامية الإيرانية حدث فريد في التاريخ المعاصر للأمة الإسلامية والإنسانية /كان الحاج قاسم سليماني نموذجا للمؤمن الرسالي القيادي المجاهد

صرح رابط والعضو التونسي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): تعتبر الثورة الإسلامية في إيران حدثا فريدا في التاريخ المعاصر للأمة الإسلامية والإنسانية، من حيث المضامين التي اعلنتها والتي تميزت بالعنوان الإسلامي الثوري المقاوم للاستبداد والامبريالية والصهيونية

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح ورابط والعضو التونسي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) خلال مقابلة له: أطلق الإمام الخميني موقفا واضحا وثابتا ومبدئيا ضد الكيان الصهيوني قبل انتصار الثورة الإسلامية بسنوات، وأعتبر أن مسؤولية الأمة الإسلامية هي العمل والجهاد لاجل زوال هذا الكيان الغاصب، وقد أحسن الإمام التوصيف عندما نعته بأنه غدة سرطانية في جسم الأمة الإسلامية والإنسانية، حيث لا يتوقف خطره في حدود فلسطين العزيزة، وانما يمتد إلى المنطقة العربية كلها وإلى الأمة الإسلامية، فهو كيان طبيعته توسعية استيطانية، يرتبط تأسيسا وبقاء بمنظومة الظلم العالمي (الامبريالية)، والتزاما بهذه الثوابت الثورية والايديولوجية فقد تم طرد السفير الصهيوني من طهران اسبوع بعد انتصار الثورة وأغلق وكر التجسس الصهيوني ثم استلم الفلسطينيون نفس المقر ليكون اول سفارة لدولة فلسطين في العالم واول شبر يتحرر من أرض فلسطين.

وفیما یلي نص المقابلة:

كيف تقيم مسار الثورة الإسلامية في ايران منذ أكثر من أربعين سنة حتى الآن من جهة الشعارات والقضايا وتحقيقها والإنجازات لها؟

تعتبر الثورة الإسلامية في إيران حدثا فريدا في التاريخ المعاصر للأمة الإسلامية والإنسانية، من حيث المضامين التي اعلنتها والتي تميزت بالعنوان الإسلامي الثوري المقاوم للاستبداد والامبريالية والصهيونية ومن حيث المشاركة الشعبية الواسعة وتقديم أعظم التضحيات في مختلف محطاتها انطلاقا من 1963 أثناء انتفاضة خرداد وامتدادا إلى هذه السنوات، فهي ثورة الشهداء على مدى ستين عاما وتميزت بقيادتها فهي الثورة الشعبية والسياسية الوحيدة التي قادها احد فقهاء الأمة الإسلامية والثورة الوحيدة في العالم التي قادها رجل دين، واستطاعت هذه القيادة أن تكون أهم عامل في استمرار الثورة وفية لمضامينها ولشعاراتها وأن تحقق أعظم الانتصارات في مواجهة أعدائها ومن الظواهر الفريدة في ظاهرة القيادة الإسلامية أنها استمرت طيلة ستين عاما، سواء مع الإمام الخميني أو السيد علي الخامنئي على نفس درجة الوعي والثبات والشجاعة في مواجهة التهديدات الكبيرة من الداخل ومن الخارج، وكانت في كل امتحان تظهر الكفاءة والمقدرة الواسعة والإخلاص الكبير للثورة وللأمة الإسلامية ولمستضعفي العالم ولايمكن لأحد أن ينكر حجم الانتصارات التي حققتها الثورة الإسلامية، في جميع المستويات من المحلي في إيران إلى الإقليمي في منطقة غرب آسيا إلى الدولي، ويكفي التذكير بأنه تم تصنيف 36جامعة إيرانية في ترتيب أقوى الجامعات في العالم لعام 2019 وهو تصنيف يرتب أفضل المؤسسات الجامعية الحكومية والخاصة في العالم من حيث كفاءة الأداء والمناهج والتقدم العلمي والتكنولوجي والبحث العلمي ونجاعة الانظمة التعليمية والقدرة على الابتكار والتطوير. كما ساهمت الثورة الإسلامية في دعم جميع قوى المقاومة في الامة الإسلامية وفي العالم، واحتفظت بهويتها الأساسية وواجبها الشرعي الاقدس " ليقومَ الناسُ بالقسط ".

ما هو رأيكم عن التداعيات وتاثيرات الثورة في ايران على المنطقة والعالم الإسلامي واستلهام الشعوب منها وتشكيل الجبهة المقاومة في الظروف الحالية؟

أطلق الإمام الخميني موقفا واضحا وثابتا ومبدئيا ضد الكيان الصهيوني قبل انتصار الثورة الإسلامية بسنوات، وأعتبر أن مسؤولية الأمة الإسلامية هي العمل والجهاد لاجل زوال هذا الكيان الغاصب، وقد أحسن الإمام التوصيف عندما نعته بأنه غدة سرطانية في جسم الأمة الإسلامية والإنسانية، حيث لا يتوقف خطره في حدود فلسطين العزيزة، وانما يمتد إلى المنطقة العربية كلها وإلى الأمة الإسلامية، فهو كيان طبيعته توسعية استيطانية، يرتبط تأسيسا وبقاء بمنظومة الظلم العالمي (الامبريالية)، والتزاما بهذه الثوابت الثورية والايديولوجية فقد تم طرد السفير الصهيوني من طهران اسبوع بعد انتصار الثورة وأغلق وكر التجسس الصهيوني ثم استلم الفلسطينيون نفس المقر ليكون اول سفارة لدولة فلسطين في العالم واول شبر يتحرر من أرض فلسطين.

وقد تحول انتصار الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه (النظام الملكي المستبد والعميل) إلى مصدر إلهام لجميع المظلومين في الأمة والعالم، وأن زمن هزيمة الشعوب يجب أن ينتهي وتنطلق مرحلة جديدة يشق فيها المستضعفون طريقهم بثبات وصبر نحو النصر النهائي، ومن المعجزات الكبرى للثورة الإسلامية أنها ساهمت مع الأحرار من أبناء الأمة الإسلامية والمستضعفين في العالم أن تقف بندية كاملة في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية، ويمكننا أن نعدد عشرات المؤشرات التي تبرز هذه الحقيقة الميدانية :

في السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية كان جيش العدو الصهيوني يتجول في العاصمة بيروت مرتكبا أبشع الجرائم والمجازر، وبتواطئ عربي رسمي يتم طرد المقاومة الفلسطينية، في ظروف الهزيمة ولدت المقاومة الإسلامية في لبنان بدعم مباشر من الثورة الإسلامية واستطاعت أن تحقق إنجازا تاريخيا فريدا في زمن قياسي، بدأت بعمليات استشهادية نوعية طردت القوات المتعددة الجنسيات الداعمة للاحتلال الصهيوني، ثم بنفس الأسلوب وبإدارة ذكية للمعركة وفي ظروف الحرب الأهلية والانقسام الداخلي استطاعت أن تجبر جيش الاحتلال الصهيوني على الهروب ليلا وذليلا من الجنوب اللبناني مما أسقط الهيبة المزعومة لذلك الجيش وأطلق سماحة السيد نصر الله كلمته الشهيرة " أوهن من بيت العنكبوت" لقد اندهش العالم كله من ذلك الانتصار الكبير في ماي 2000 وبدأ يبرز مفهوم محور الممانعة والمقاومة، وتحول حزب الله إلى نموذج ثان ينقل روح الثورة الإسلامية إلى جميع حركات المقاومة في المنطقة فاستطاعت حركات المقاومة في فلسطين أن تشق طريقها لتحقيق انتصارات متتالية ضد العدو الصهيوني، وأجبرته على الانسحاب من غزة في عام 2005، وجاءت حرب تموز 2006 لتثبيت معادلة المقاومة وحققت نصرا إضافيا.

و عندما حاول الاستكبار العالمي تدارك الهزيمة باشعال حرب كونية ضد الدولة السورية فإنه سمح لمفهوم محور المقاومة حتى يتحول إلى حقيقة جغرافية وسياسية ممتدة من طهران إلى القدس، إن المحتل الأمريكي والصهيوني يجد نفسه اليوم في حالة شلل تامة أمام شعوب المنطقة المقاومة، فكلما فتح حربا لتدارك هزيمة سابقة إلا وانضافت له هزيمة جديدة ولعل النموذج اليمني الأخير هو أعظم الأدلة على هذه النظرية.

كيف ترى دور القيادة في تحريك وتحقيق الثورة الإسلامية مقارنة بالثورات الأخيرة في العالم الإسلامي؟

إحدى الظواهر المميزة للثورة الإسلامية في إيران هي قيادتها، وهو أمر تفردت به في التاريخ المعاصر للانسانية، حيث ظهر بوضوح للشعب الايراني وللأمة الإسلامية وللعالم كله أن الثورة الإسلامية طيلة عشرين سنة من المواجهة مع الشاه وطيلة أربعين عاما من بناء الدولة والمواجهة الدامية ضد الامبريالية والصهيونية والإرهاب إنما كان ذلك وراء قيادة الفقهاء المجاهدون ذوو البصيرة والحكمة والشجاعة، وكل متابع منصف يسهل عليه أن يدرك حجم التحديات التي واجهتها هذه القيادة وثقل الأمانة التي حملتها، وقد ظهر بجلاء كفاءة هذه القيادة واقتدارها الروحي والأخلاقي والسياسي، وشقت الطريق ثابتة في حفظ هوية الثورة الإسلامية وحفظ وجودها وتحقيق الانتصارات الضرورية لإشعاعها، لقد استطاعت هذه القيادة (الإمام الخميني والسيد علي الخامنئي) أن تعطي للبشرية جمعاء دروسا عملية في قدرة الروح على الانتصار ضد جميع العوامل المادية وأن تثبت للعالم كله أن الصدق والإخلاص لله وللأمة وللمستضعفين هي قيم المستقبل، وأن السياسة عبادة في ديننا كما أن العبادة سياسة، وقدمت هذه القيادة ثقافة جديدة للأمة الإسلامية والإنسانية حتى تستعد لبناء دولة العدل العالمي، وتسقط دول الظلم والجور والاحتلال، لم تكتف قيادة الثورة الإسلامية بدور القائد التقليدي وإنما تحولت إلى قدوة ونموذج أخلاقي وأنساني وتربوي يبعث الحياة المعنوية ويؤسس للإنسان الكامل القادم مع مستقبل البشرية.

كيف يمكن إحباط مخططات الأعداء خاصة أمريكا والصهاينة ضد محور المقاومة؟ وكيف ترى مستقبل المقاومة والعالم الإسلامي؟

لقد اكتسب الثورة الإسلامية ومحور المقاومة خبرة طويلة ومتنوعة في مواجهة الغطرسة الأمريكية والصهيونية والبريطانية طيلة عقود طويلة من الحرب العسكرية والحرب الناعمة وصناعة الفتن.
و هذه الخبرة تحولت إلى رصيد ضخم استفادت منه الثورة والمقاومة في إفشال مخططات العدو، ويمكن أن يساعد على التسرع كثيرا في حسم المعركة، وقد كان العدوان العالمي على سوريا محنة كبيرة لمحور المقاومة، وللأمة الإسلامية كلها، حيث تحالفت جميع القوى الدولية والاقليمية وفتحت أبواب التسفير نحو سوريا من مختلف أقطار الأمة الإسلامية، وكان العدو يظن أن القضاء على سوريا وقوى المقاومة لن يأخذ منهم وقتا طويلا، ولكن صمود محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية تمكن من إسقاط البرنامج الشيطاني، وسقطت داعش الكبرى التي أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تجعل منها القوّة التدميرية التي تفوق جميع المشاريع الاستعمارية، والتي خطط العدو ليكون عمرها ثلاثين سنة تنهي وجود الأمة الإسلامية وقواها المقاومة المختلفة والمستوى الحضاري الذي حققته، سقطت داعش الكبرى وحققت الثورة الإسلامية ومحور المقاومة انتصارا تاريخيا إلهيا عظيما، على المستوى المادي وعلى المستوى الأخلاقي وعلى المستوى السياسي.

ما هو رأيكم حول المجاهد الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني الذي كرّس حياته لفلسطين ولقضايا الأمة العادلة التي جاب البلاد شرقاً وغرباً من أجل أن يزرع المجاهدين ويزرع المقاومة ويرفدها بكل أسباب التطور والصمود والثبات؟

كان الحاج القائد الشهيد سليماني نموذجا للمؤمن الرسالي القيادي المجاهد الذي بذل كل حياته لأجل حماية الثورة الإسلامية والدفاع عن المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين واليمن والمقاومة في سوريا والعراق وجميع أنحاء العالم، حيث شارك بكل جهوده وقدراته في إسقاط جميع مشاريع الاستكبار العالمي والصهيونية. واقترنت قيادته لفيلق القدس منذ 1998، بتحقيق أعظم الانتصارات في سنة 2000 و2006 في لبنان، وساهم في تسليح جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وأظهر هذا الجنرال الجندي كفاءة استثنائية خلال السنوات الأخيرة في مواجهة الإحتلال الأمريكي وداعش الكبرى.

.......

انتهى/ 278