وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة الحوزة
الأربعاء

٢٦ يناير ٢٠٢٢

٥:٢٢:٤٦ م
1222827

فاطمة الزهراء عليها السلام هي الوارثة الكبرى للمقام المحمدي

إن فاطمة الزهراء الحوراء عليها السلام هي مسيرة حياة "إن كنتم تعقلون".. بها بداية الطريق، وهي مقصد الطريق، وهي الرفيقة في الطريق.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ يوم 20 جمادى الآخرة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ذكرى ميلاد التجلي الأحمدي، ذكرى مظهر الكمال المحمدي، ذكرى تفرع النور النبوي، كل ما لمحمد (ص) بالأصل هو لفاطمة بالفرع.

هي أم أبيها لأنها نسخة منه (ص) في الظاهر والباطن، قالت السيدة عاىشة : "ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله (ص)"، فهي نسخة النبوة في بعدها النسوي..

فاطمة الزهراء هي الوارثة الكبرى للمقام المحمدي.. محمدية في كل أحوالها؛ ظاهرها وباطنها، لذا تحققت بمقام:«أم أبيها»، فجعلها (ص) أصلا له لا فرعا عنه للدلالة على مقامها في أمته، وكأنه يقول: هذه هي المرأة التي أستند إليها، وهذه هي وعاء أنواري وأسراري وكمالاتي.. هذه هي الكوثر «إنا أعطيناك الكوثر».. هي وعاء نسلي ووعاء نوري في أمتي...

{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} هي أم القربى كلها...

فاطمة الزهراء الحوراء هي مسيرة حياة "إن كنتم تعقلون".. بها بداية الطريق، وهي مقصد الطريق، وهي الرفيقة في الطريق..

هي الكاملة الوارثة للكمالات المحمدية، وحضرتها ليست خاصة بالاقتداء فقط، ولا بالنساء فقط، ولكن حقوقها كثيرة لعظم حقها؛ فكلما عظم الحق كثرت الحقوق، وحقوقها نختصرها في ثلاث مستويات تحدد علاقتنا بها عليها السلام:

التعلق، والتخلق، والتحقق.

أولا: التعلق بها حبا وعشقا لذاتها، فهي بضعة حبيبنا الأعظم محمد (ص) الذي جعل مزاجه من مزاجها فقال (ص) : «فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْلِمُنِي ما يُؤلِمُها وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها»، ومن تعلق بذاتها اقتدى بصفاتها.
ثانيا: التخلق بفضائلها الأخلاقية الظاهرية، فهي أكمل أنموذج أخلاقي محمدي.

ثالثا: التحقق بكمالاتها الباطنة، فهي أكمل الكاملات الأربع.. ومن أراد أو أرادت الكمال فليتنمذج بالكاملة المحمدية عليها السلام..

سيدتنا فاطمة الزهراء هي الخليفة الأولى لأبيها (ص) في الخلافة الباطنة، هي أول قطب في الأمة المحمدية على الإطلاق بشهادة أولياء الأمة على مر التاريخ، وكل أقطاب الأمة المحمدية على مائدتها يغترفون، وبسراجها ينيرون.. والوارث الأول هو الذي يرث السر الأكبر والثقل الأكبر، لذلك لم تعيش طويلا بعد النور الأول والسراج الأتم، لأن الوراثة المحمدية ليست بالشيء الهين... إنها النور المحمدي الساري في دم بنيها وقلوب عشاقها؛ بها يبصرون، وبنفَسها يحيون..

شعرة من رسول الله (ص) أعظم من الدنيا وما فيها، فما بالك ببضعته عليها السلام..

سيدنا محمد (ص) أعفّ الخلق يخصص ابنته فاطمة بالكلام بين الرجال، وينوّه بفضائلها الظاهرة وكمالاتها الباطنة لأنها ليست امراة عادية، وليست كبقية الصحابيات.. هو يريد منا معرفة مقامها في الأمة المحمدية.. ولكن ما عرفناكِ حق المعرفة يا مولاتي، وما قدرناك حق قدرك يا حبيبتي، وما اتبعناك حق الاتباع يا سيدتي... بل صار من يذكرك يوضع بين قوسين، وصار ذكرك تهمة، والحديث عنك فرية، والاقتداء بك رجعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

ماذا لو جُعلت الزهراء القدوة الأولى لنساء الأمة؟ هل كنا سنشهد فوضى النماذج التي نشهدها اليوم؟ هل تصبح المؤثرات الضائعات فكريا وأخلاقيا على مواقع التواصل الاجتماعي يتبعهن الملايين؟! لكن الأعجب أن تلك الملايين لا تعرف عن الزهراء شيئا سوى أنها امرأة عادية عاشت زمن النبوة وماتت سريعا ومات معها كل شيء!!!

لو أحـبّوا أباكِ حـقّاً أحـبّوكِ
ويـَقلـيه كـلُّ مَـن يَـقلـيكِ
أنتِ شبهُ الـنبيِّ في كـل شيءٍ
يشهـدون النـبيَّ إن شاهـدوكِ
أنتِ ريحانـةُ الـنبـيّ إذا مـا
شمّـها سُرَّ، كيـف لا يُدنيكِ ؟!

بقلم: الدكتورة رشا روابح أستاذة في كلية العقائد والمعارف في الجزائر
......
انتهى/ 278