وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ألقى آية الله "رضا رمضاني" كلمة في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع) في مسجد سرخبندة بمدينة رشت شمالي إيران، وصرح: إن السيدة الزهراء (ع) كانت مظهرا للصبر والمقاومة.
وقال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن السيدة الزهراء (ع) لم تعمر طويلا، وكان عمرها المبارك كان شامخا يحمل ذروة الفكرحيث أن المجتمع البشري مدين لها حتى اليوم.
وأشار سماحتة إلى حديث عن الإمام الباقر (ع) أنه قال في حقها: ولقد كانت [السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها] مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن، والانس، والطير، والبهائم، والانبياء، والملائكة. وصرح: إن للسيدة الزهراء دورا مؤثرا ومهما للغاية في مجال التعليم والتربية.
وفيما يرتبط بمراحل حياة السيدة الزهراء (ع) قال سماحته: ولدت عليها السلام في السنة الخامسة من البعثة النبوية، كان آنذاك ظروف النبي (ص) صعبة جدا؛ إذ كانت متزامنة مع فترة تبليغ الإسلام بشكل علني، ومن جهة أخرى لم تبلغ السيدة فاطمة عليها السلام ثلاث سنين من عمرها حتى قاطع المجتمع حينها النبي (ص) حتى لا يمكن لها معاشرة الآخرين.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى معاناة المسلمين في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنين، وقال: في السنة العاشرة من البعثة النبوية نزلت مصيبتان على النبي (ص)، وهما: وفاة كفيله وأكبر المدافعين عنه حيث كان سنده أعني بذلك عمه أبي طالب (ع)، والمصيبة الثانية رحيل السيدة خديجة الكبرى (ع) وكلما يأتي ذكر تضحيات هذه السيدة الجليلة كان النبي الأكرم (ص) يذرف دموعه عليها.
وأضاف سماحته: إن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في جميع عمرها المبارك لم تشاهد ولو لمرة واحدة أنها جزعت، ومن هذه الجهة يجب الاقتداء بها مع أنها في جميع هذه السنوات مرت عليها وعلى والدها النبي الأعظم (ع) والمسلمين أيام وظروف صعبة جدا.
وأشار آية رمضاني إلى تحقيق العدالة في المجتمع الإسلامي مؤكدا أن العدالة في بلدنا لم تحقق بعد كما هو المرجو، وأضاف: إن قائدة الثورة الإسلامية قال: لم نحرز التقدم اللازم، بل قدم اعتذاره في إحدى المرات، وإن كان يجب على المسؤولين التنفيذيين والتشريعيين أن يقدموا اعتذارهم في هذا الخصوص.
* "الصداقة في السياسية" من أهم خصائص رجل السياسية
واعتبر ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة أن "الصداقة في السياسية" من أهم خصائص رجل السياسية الحقيقي، وقال: يجب أن يكون المرء صادقا في جميع المجالات مع شعب قدم جميع ما يملك للثورة.
وأشار سماحته إلى أن من خصائص المؤمن الحقيقي في الميدان هو الصبر والمقاومة، وتابع: إن الشهيد قاسم سليماني كان نموذجا حقيقيا لرجل مؤمن صبور ومقاوم.
وتابع آية الله رمضاني مشيرا إلى حديث عن الإمام الرضا (ع) حول ثلاث سنن ونهج للمؤمن، وأضاف: ورد عن الإمام الرضا (ع) يَقُولُ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ وسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ فَالسُّنَةُ مِنْ رَبِّهِ كِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ وأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِيِّهِ (ص) فَمُدَارَاةُ النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ ص بِمُدَارَاةِ النَّاسِ فَقَالَ خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ وأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِيِّهِ فَالصَّبْرُ فِي الْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ.
وأشار الأمين العام للمجمع لأهل البيت (ع) إلى التودد وأخلاق النبي الأكرم (ص) والذي يعد السبب لنفوذه وخلوده صلوات الله عليه وآله، وأضاف: إن الأخلاق الحسنة قانونا ذهبيا ورد في القرآن الكريم، كما أن الإمام علي (ع) هو معجزة النبي (ص) التربوية.
وفيما يتعلق بأن على الإنسان مبدئيا أن يربي نفسه حتى يصبح أسوة يقتدي به الآخرون، قال سماحته: من يسلك طريق الولاية تتبعه الصعوبات، ويجب عليه أن يدفع ثمن قبوله لولاية الله تعالى.
وأكد آية الله رمضاني أن السيدة الزهراء عليها السلام هي النموذج البارز لمن دفع ثمن قبول الولاية، وصرح: إن السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت ذات قوة معنوية، وفكرية، وقيادية وكانت ولم تزل لها دور مؤثر.
وأشار الأمين العام للمجمع لأهل البيت (ع) إلى دور السيدة الزهراء (ع) الإرشادي في مجال التعليم والتربية، وتابع: يجب علينا جميعا أن نقتدي بهذه السيدة الجليلة عليها الصلاة والسلام.
* الشهيد سليماني كان خريج المدرسة الفاطمية في مجالي الصبر والمقاومة
ومن جانب آخر، تابع سماحته أن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان من محبي السيدة الزهراء (ع) حقا، وصرح: إن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان في عداد ممن تخرج من مدرسة الزهراء (ع) من الناحية العقدية، والفكرية، والأخلاقية، والعملية، والمقاومة.
وفيما يتعلق بأن علينا أن لا نبحث عن عظمة الحاج قاسم في محاربته لداعش فحسب، وأضاف: كان رحمه الله ظاهرة ذات بعد معنوي يحظى بمكانة معنوية وعقلانية، كما يجب الالتفات إليه.
واعتبر ممثل أهالي جيلان في مجلس خبراء القيادة أن الشهيد سليماني كان خريج المدرسة الفاطمية في مجالي الصبر والمقاومة، وتابع: إن الشهيد سليماني كان قائدا لقلوب الشيعة وأهل السنة، وحتى سائر الديانات، بل كان قائدا لجميع قلوبهم.
وأضاف سماحته: بما أن الشهيد سليماني فوض أمره للباري تبارك وتعالى، فأصبحت جميع الميادين له ميدان التهذيب والتربية والعبادة.
وأشار آية الله رمضاني إلى أنه علينا أن نبحث عن الشهيد سليماني في السلوك، والعبودية، والحب لله، والعاطفة، والمحبة، والتهذيب، وتابع: إن المجتمع اليوم يحنّ إلى مسلك، ومحبة، وبطولات الشهيد سليماني.
.........
انتهى/ 278