وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ألقى آية الله "رضا رمضاني كلمة، وذلك بمناسبة شهادة بضعة النبي الأكرم (ص) وذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني والاحتفاء بمقام شهداء حرس الحدود الرفيع لمدينة أنزلي شمالي إيران، وصرح: عرّفت الآيات والروايات الإنسان بأنه موجود ذو طابع معنوي.
ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن الإنسان يمتلك مواهب باطنية وهذه تحوّله إلى موجود فوق البعد المادي، وأضاف: من المواهب التي يتمتع بها الإنسان هي المواهب العقلية والأخلاقية والتي تجعله موجودا باحثا عن الحقيقة وتدعوه إلى الدرجات الرفيعة.
وأشار سماحته أن النزعة المعنوية ذات العقلانية مودعة في باطن الإنسان وروحه، وقال: إن قيمة روح حياة الإنسان بقدر التفات واهتمام الإنسان إلى عالم المعنى، فكلما كان الإنسان أكثر انتباها والتفاتا إلى عالم المعنى والحق، ترتفع مكانته ومنزلته.
ونوه آية الله رمضاني بأن في يوم القيامة لا يمنحون رتبة ومقاما للمسؤوليات التي كان الإنسان يتصدى لها في عالم الدنيا، مؤكدا أن التقييم في يوم القيامة يأتي بناء على النزعة المعنوية والاقتراب من الإنسانية.
وشدد ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة بإيران على أنه يجب أن تملأ المعنوية جميع أجواء ومجالات حياة الإنسان، وتابع: إن الصلاة هي جزء من هذه المعنوية ومظهر حقيقي من التعظيم الباطني والروحي أمام الباري جل وعلا.
وأضاف سماحته: إن المعنوية ليست في الصلاة والتشرف إلى الحج فحسب، بل هي تشمل مختلف المجالات الاجتماعية، والأسرة، ومعاشرة الأصدقاء، ومجالات التعليمية والتربوية، والأكل، والشرب، و...
وأشار آية الله رمضاني إلى النشاطات القيمة ونضال حرس الحدود في إيران، وأكد أنه ورد في الروايات ما مضمونه أن من العيون التي لا تبكي في يوم القيامة هي التي تحرس الحدود لاستتاب الأمن وحماية المجتمع.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قائلا: إن المعنوية في الإسلام لها بعدان في الخفاء والعلن، فإن الإنسان عليه أن يلتفت إلى الحق في الخفاء كما أنه يجب أن يبرز المعنوية في العلن وفي جميع الساحات، فالمعنوية هي البنية التحتية للعدالة في المجتمع.
وأشار سماحته إلى روح الشهادة والنزعة المعنوية لدى الشهيد الحاج قاسم سليماني، وصرح: إن الحاج قاسم كان يحظى بمعنوية شاملة في جميع مجالات الحياة.
وصرح آية الله رمضاني: لم تأت عظمة الحاج قاسم من محاربته لداعش فحسب، بل كان رحمه الله ظاهرة ذات بعد معنوي، ويمتلك مكانة رفيعة من المعنوية حيث يجب الاهتمام والاعتناء بها.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى وجهة نظر الشهيد سليماني للشباب، وأضاف: لماذا نحمل الشباب التقصير؟! فنحن ما استطعنا أن نفهم لغة الشباب ولم ندركهم، وتارة نضغط عليهم، فإن فهم أدب الشباب هي نظرة تربوية مهمة.
وأشار سماحته إلى أنه يجب أن نجعل الشهيد سليماني كأمة وظاهرة، وصرح: إن قائد الثورة الإسلامية في كلمة له عبّر عن الشهيد سليماني بأنه الشخصية الأكثر شعبية ووطنية.
وأضاف آية الله رمضاني: إن مشاركة جميع شرائح الشعب في تشييع جثمان الشهيد سليماني وكذلك إقامة أكثر من الف مجلس ترحيم على روحه الطاهرة في أيام شهادته في الهند، هي نموذج لإحدى مصاديق هذا التعبير الرائع لقائد الثورة الإسلامية في حقه (ره).
ولفت ممثل أهالي محافظة جيلان شمالي إيران في مجلس خبراء القيادة إلى أن الحاج قاسم سليماني هو الخريج والمتعلم بدرجة الممتاز من المدرسة الفاطمية، وقال: إن الفريق سليمان مع موازنته للمواقف كان لم يسمح أن يضيع حق أحد في القضايا السياسية والثقافية.
ثم أشار سماحته إلى الرسالة المهمة للشهيد سليماني التي وجهها إلى ابنته، وقال: إن الحاج قاسم قد توضأ بدمائه لصلاة الحب لله تعالى.
وفيما يرتبط بما عانه الفريق سليماني من الصعوبات في سبيل الدفاع عن النظام الإسلامي، قال آية الله رمضاني: على الرغم من جميع ما تحمل الشهيد سليماني من معاناة، لكنه أكد في وصيته أن يكتب على قبره عبارة بأنه "جندي الولاية".
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): يجب دراسة الفريق سليماني ليس باعتباره قائدا عسكريا في ميدان الحرب فحسب، بل يجب قراءة شخصيته من خلال توكله على الله وتوسله بالمعصومين عليهم السلام في ميدان القتال.
وحول الاهتمام والاعتناء بما كان يحظى به الحاج القاسم من معنويات، أضاف سماحته: إن علاقة الفريق سليماني بقائد الثورة علاقة التلميذ والأستاذ، حيث كانت مليئة بالمحبة والمودة.
وعرّف آية الله رمضاني الشهيد سليماني بأنه كان قائدا للصلح والسلام، وقال: إن الفريق سليماني كان يقول دائما لسنا نسعى لارتكاب المجازر والقتل، بل نبحث عن القتلة والإجرامين ونريد مكافحة الظلم والاضطهاد.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن مجتمعنا متعطش للمعنوية التي كان يتمتع بها الحاج قاسم سليماني، وأضاف: إن من أهم خصائص منتظري ظهور صاحب الأمر الإمام المهدي (عج) هي المعنوية الموجودة في نفوسهم.
وأشار سماحته إلى أن اليوم ميدان امتلاك المسؤولية في النظام الإسلامي هو ميدان السباق في المعنوية، وقال: إن ازدياد المعنوية في المسؤولين يرفع عندهم الشعور بالعدالة والتطوير.
...........
انتهى/ 278