وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مصادر خليجية
السبت

٨ يناير ٢٠٢٢

٩:٢٣:١٣ ص
1216710

"تحالف سني" كبير ودعم خليجي سخي للهيمنة على السلطة في العراق

في بيان صحفي دعا الحلبوسي نظيره الخنجر إلى التعاون والعمل معاً من أجل توحيد المواقف لتحقيق اهدافهما المشتركة بين الطرفين .

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ فيما تواصل القوى السياسية في العراق مفاوضات تشكيل الحكومة، أعلن أبرز تحالفين سياسيين سنيين؛ وهما تحالف تقدم برئاسة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وتحالف عزم برئاسة رجل الأعمال خميس الخنجر، اتفاقهما على الاندماج وتشكيل تحالف سني من 64 نائباً قبل انعقاد أول جلسة للبرلمان العراقي الجديد، يوم الأحد المقبل.

وفي بيان صحفي، الأربعاء الماضي، دعا الحلبوسي نظيره الخنجر إلى التعاون والعمل معاً من أجل توحيد المواقف لتحقيق اهدافهما المشتركة بين الطرفين .

فيما قال الخنجر في بيان مماثل: "ماضون مع تحالف تقدم لحماية حقوق أهلنا، وعدم الاستماع للضغوط التي تحاول إبعادنا عن العمل المشترك".

وحول مؤشرات التحالف الجديد قال النائب الفائز عن "تقدم"، عبد الكريم عبطان، إنّ الخطوة جاءت بعد حوارات وتفاهمات مشتركة بين الجانبين، معتبراً أنها نواة لتوحيد المواقف بين القوى السياسية.

وقال عبطان في تصريحات صحفية: "العمل بين تقدم وعزم سيكون عملاً مشتركاً، ولا سيما أنّ الهموم هي مشتركة أساساً، والتي تركز على خدمة المحافظات المحررة (المحافظات السنية) التي عانت الكثير خلال احتلال داعش لها، ومناطق حزام بغداد، وغيرها من الملفات التي ستكون من أولى أوليات عمل تحالفنا المشترك (المقصود منها اطلاق سراح السجناء الارهابيين)".

من جانبه علّق الخبير القانوني العراقي طارق حرب بأن "وحدة النواب العرب السنة (تقدم وعزم) أصحى النواب الشيعة والكرد من سكرتهم".

وأضاف حرب في توضيح قانوني أصدره أن "النواب السنة قاب قوسين أو أدنى من المناصب الثلاثة؛ رؤساء البرلمان والجمهورية والوزراء، بحكم كون النواب السنة حالياً الأكثر عدداً من أي كتلة نيابة شيعية أو كردية للحصول على هذه المناصب، ويخرج النواب الشيعة والكرد من المعادلة وفق الدستور". على حد قوله.

جولة خليجية

وسبق إعلان الاندماج جولة خليجية ثنائية أجراها الحلبوسي والخنجر شملت الإمارات ودولتين لم يتم الإفصاح عنهما.

وكشف مصدر من داخل الجبهة السنية الموحدة، لوكالة "شفق نيوز" العراقية، عن أن أسباب جولة الزعيمين السنيين لبعض دول عربية في الخليج الفارسي ضمان وحدة الموقف السني إزاء مرشحيه لرئاسة البرلمان الجديد، فضلاً عن تسمية المرشح الأوحد لمنصب نائب رئيس الجمهورية .

وقال المصدر للوكالة: إن "زيارة رئيس البرلمان السابق زعيم تحالف (تقدم) محمد الحلبوسي، برفقة زعيم تحالف (عزم) خميس الخنجر، جاءت بالاتفاق بين الطرفين لإطلاع الدول الداعمة للسنة في العراق على آلية توزيع الأدوار بين قيادات (تقدم وعزم) في الحكومة القادمة".

وأضاف أن من أسباب الزيارة أيضاً "إقناع الخنجر بتأييد تجديد ولاية ثانية للحلبوسي، حيث يسعى الأخير للبقاء على رأس السلطة التشريعية في دورة جديدة، ومن ثم لا بد من إطلاع الدول الداعمة للسنة؛ لضمان وساطتهم في ذلك".

وتابع أن "تحالف (تقدم) أيقن أنه من الصعوبة إقناع تحالف (عزم) بتجديد الولاية للحلبوسي؛ لكون تحالف الخنجر بعد انضمام قوى سنية أخرى إلى تحالفه بإمكانه التنافس على رئاسة البرلمان، الأمر الذي فرض عليه اعتماد حراك تكتيكي يضمن الولاية الثانية بوساطة الحلفاء الداعمين مقابل ترشيح الخنجر لمنصب نائب رئيس الجمهورية".



وعن نتائج اجتماع الزعيمين في الإمارات إزاء تقسيم الأدوار أو المناصب فيما بينهم قال: "بشكل عام وحسب المؤشرات هم بالأصل متفقون على الأمر، وإن كانت هناك رغبة لدى بعض قيادات عزم بالوصول لرئاسة البرلمان، لكن يبقى استحقاق تقدم الانتخابي يمنحها الأولوية في تسمية مرشحها لرئاسة البرلمان".

تفاهمات مشتركة

عن أسباب الجولة الخليجية لزعيمي "تقدم وعزم" أعلن عضو تحالف عزم والمرشح الفائز في الانتخابات البرلمانية العراقية، مشعان الجبوري، أن "الهدف هو إبلاغ قادة تلك الدول باتفاقهم على العمل المشترك "لما يخدم أبناء المدن المدمّرة".

وبيّن الجبوري أنه "تم الاتفاق داخل تحالف (عزم) على تخويل الخنجر باتخاذ قرار التجديد للحلبوسي، أو طرح مرشح بديل من التحالف"، مرجحاً أن "ينشق 6 أعضاء من (عزم) فيما لو اتخذ الخنجر قرار دعم التجديد للحلبوسي، حيث انضم هؤلاء الستة إلى التحالف على أمل ترشيحهم لرئاسة البرلمان".

هذا، وكان الحلبوسي والخنجر قد اتفقا، الشهر الماضي، بعد اجتماع موسع على تشكيل وفد موحد للتفاوض مع باقي القوى السياسية العراقية بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة، وخاصة فيما يتعلق باختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة، لكن هذا الاتفاق شهد تمرداً من عدد من نوابه الفائزين الذين يرفضون بشكل نهائي التجديد للحلبوسي في رئاسة مجلس النواب.

وقال الحزبان في بيان مشترك: "إن أبرز مقررات الاجتماع هي إعداد ورقة مشتركة تُعرض على الشركاء السياسيين، وتتضمن رؤية موحدة وأفكاراً حول الشراكة بإدارة القرار في الدولة، ومعالجة عدة ملفات استراتيجية؛ منها قضايا المختفين قسراً (وهم ارهابيين تعاونوا مع داعش التكفيري)، وإعادة النازحين، ومراعاة حقوق المحافظات المحررة في الموازنة العامة، وتخصيص المبالغ اللازمة لإعادة إعمارها، وغيرها من الملفات المصيرية، وتأكيد تقديم شخصيات متفق عليها للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق مبدأ الشراكة لا المشاركة".

الدعم الخليجي

يقول المحلل السياسي جبار المشهداني: إن "أبرز النتائج التي حصل عليها الخنجر والحلبوسي خلال الجولة في الخليج الفارسي هي إطلاق سراح مبالغ مالية كان يتعامل بها الخنجر مع الإمارات بعد أن كانت موقوفة لأسباب تعود إلى خلاف سابق، وربما محاولة الخنجر استثمار الخلاف السياسي بين دول الخليج الفارسي للتقرب لأكثر من جهة في نفس الوقت" على حد زعمه .

ويضيف أن "هناك معلومات تفيد بأنه تمت تسوية الخلافات التي بين الإمارات وبين حزب الخنجر الذي يسمى المشروع العربي، وكان من نتائجه دعم الخنجر للحلبوسي في مسعى للحصول على رئاسة ثانية لمجلس النواب العراقي".

وحول الدعم الخليجي لتحالفي "تقدم" و"عزم" يرى المشهداني أنه "ليس هناك أرقام حقيقية معلنة؛ لأن الموضوع لا يتم بوضوح ".

وأشارت تقارير عراقية عدة رصد زيارات شخصيات سنية تلقت دعما ماليا كبيرا في الانتخابات العراقية السابقة، من السعودية والامارات وقطر وحتى الكويت في الهيمنة على السلطة مقابل شيعة العراق الذين هم غالبية الشعب .

وفي هذا السياق رأى المحلل السياسي هاشم الكندي، أن "زيارة الحلبوسي والخنجر إلى الإمارات تأتي استكمالاً للمخطط الخبيث الرامي لتعميق الخلاف الشيعي"، مشيراً إلى أن "الإمارات ما تزال تمثل الحلقة الأساسية في إضعاف العراق".

وقال الكندي: إن "الإمارات ما زالت تمثل الحلقة الأساسية في إضعاف العراق، وهي مستمرة في تدخلاتها من خلال استقطاب عدد من السياسيين لأجل تمرير الهدف الأمريكي بإضعاف القوى السياسية الشيعية" .

وأضاف أن "الكل يدرك وبالدليل أن الإمارات دخلت على خط التلاعب بنتائج الانتخابات قبل انطلاقها رسمياً، إلى إعلان النتائج وما بعدها؛ وذلك لاستهداف المكون الشيعي وإضعاف قواه السياسية".

واعتبر الكندي اندماج "تقدم وعزم" يندرج ضمن استكمال المخطط الخبيث؛ لتعميق الخلاف بين القوى السياسية الشيعية وذهابها للبرلمان متفرقة.

..................

انتهى / 232