وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أكد مكتب الاعلام والعلاقات لحركة النجباء في الجمهورية الاسلامية، ان المتحدث الرسمي باسم النجباء صرح في حوار خاص مع صحيفة الوفاق بمناسبة ذكرى استشهاد قادة محور المقاومة، قائلا: لولا الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لما كانت تتشكل المقاومة ضد الإرهاب والاحتلال ولم تطلق عليهم حتى رصاصة واحدة.
وأشار المهندس نصر الشمري إلى أن قادة المقاومة كانوا وراء كل الهزائم الأمريكية في المنطقة، مذكرا: توصل الأمريكيون أخيرا إلى نتيجة مفادها أن ضرر الشهيد سليماني والمهندس أكبر من عواقب اغتيالهما.
وشدد على أنه بسبب استشهاد اللواء سليماني على الأراضي العراقية، فإن المسؤولية الكبيرة للثأر لهذا الدم الطاهر تقع على عاتق المقاتلين العراقيين وستتحقق معركة الثأر مع الرحيل الكامل للشيطان الاكبر ومرتزقته من المنطقة.
ولكم فيما يلي نص الحوار:
ما هي نظرتكم للشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس؟
لا يوجد وصف للشهيدين العظيمين افضل مما وصفتهما به المرجعية الدينية حين سمتهما قادة التحرير والانتصار، وكذلك وصف الشهيد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه) بأنه لواء الاسلام العظيم. نحن في الحقيقة ننظر اليهما على انهما امتدادا للقيادة المحمدية العلوية، فرغم المخاطر المحيطة بهما لم يطرف لهما جفن ولم يهتز لهم موقف، ورغم كثرة انشغالهم فقد كانا بين المجاهدين في ساحات الجهاد كأنهما منهم؛ يأكلون طعامهم ويشربون شرابهم ويفترشون الارض معهم ويشعرون الجميع بالرعاية الأبوية ويستنهضون عقيدة المجاهد قبل أن يستنهضوا واجبه القتالي، وكان لحضورهما الأثر الكبير في تحقيق الانتصارات الكبيرة، سواء على تنظيم داعش الارهابي وقبله على قوات الاحتلال الأمريكي.
نحن نرى أن هذين العلمين (رضوان الله عليهما) كانا مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالإمام الحجة (عج) وبنائبه الولي الفقيه، ولذلك كانت فيوضات صاحب الزمان (عج) عليهما واسعة في حياتهما وفي شهادتهما (رضوان الله تعالى عليهما) وكل من كان قريبا منهما كان يشعر بهذه الفيوضات العلوية ويصل الى قلبه شيء من السكينة واليقين الذي تنعما به في مسيرتهما المباركة.
ما هو دور قائد قوة القدس الشهيد سليماني و الشهيد ابومهدي وقادة المقاومة في مكافحة الإرهاب والتصدي للإحتلال بالمنطقة؟
واقعا من الغريب ان نسأل عن دور الشهداء القادة في مكافحة الإرهاب والتصدي للإحتلال. فهذه القضية اصلا لم تكن لتوجد لولا الشهيد الحاج سليماني ورفاقه من قادة المقاومة.
وربما لم تكن ترفع بندقية واحدة ولم تطلق اطلاقة واحدة ضد الإرهاب لولاهم، ولكان الإرهاب وقبله الإحتلال يهيمن على دول بأجمعها وربما كان تنظيم داعش لم يسيطر على العراق وسوريا ولبنان فحسب وإنما كان يجتاح حتى دول الخليج الداعمة الاساسية لهذا الإرهاب، ولكانت القواعد الامريكية تنتشر في عموم المنطقة وقواتها تسرح وتمرح بحجة مواجهة الإرهاب الذي هو صنيعتهم.
وهنا اشدد على أن الحاج الشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي وباقي قادة المقاومة لم يحوزوا قصب السبق في مواجهة الإرهاب والإحتلال فقط، بل كانوا هم اصحاب القضية برمتها وحتى القوات الأمنية في العراق وسوريا التي قاتلت الإرهاب إنما قاتلت بإسناد ودعم المقاومة ماديا ومعنويا بعد أن شهدت إنهيارات كبرى قبل تدخل المقاومة وقيادتها وبالخصوص الشهداء القادة (رضوان الله عليهم).
ما هو الهدف من اغتيال قادة المقاومة، رغم أن زيارة الشهيد سليماني لبغداد كانت بهدف تخفيف حّدة التوتر في المنطقة؟
ربما الدلالة الابرز على استهداف الشهيد القائد الحاج سليماني ورفيقه الحاج ابو مهدي هو الشعور بالهزيمة في كل المعارك، فقيادته الإيمانية الفذة فقد هزمت مشاريع امريكا والصهيونية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وبالنسبة لأمريكا كان يقف خلف كل تلك الهزائم رجل اسمه الجنرال قاسم سليماني، ورغم أن امريكا كانت تتوقع كل ردود الفعل الممكنة على هذا الاستهداف من قبل الجمهورية الاسلامية وعموم محور المقاومة إلا أنها كانت ترى أن كل هذه الردود أهون عليها من وجود الشهيد سليماني في الميدان والحاقه المزيد من الهزائم والخسائر بامريكا ومصالحها واطماعها.
وأما الامر الاخر، فإن التوتر في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا كان من صنع امريكا واذنابها لإفشال الخطوات الحكومية التي اتخذت في ذلك الوقت لإخراج العراق من الهيمنة الامريكية ولذلك كانت امريكا تحاول بكل قوة منع اي جهود لخفض التوتر ونزع فتيل الازمة، وهذا كان السبب الاخر لإستهداف الشهيد الحاج سليماني ورفاقه وبالخصوص الحاج المهندس الذي وقف بمؤسسة الحشد الشعبي موقفا وسطيا لمنع زجه في مثل هذا الصراع.
کيف تصف شعوب المنطقة الشهيدين سليماني والمهندس؟
اذا اردت أن تعرف مكانة الشهيدين وموقعهما في نفوس شعوب المنطقة، يكفيك أن تعرج في اي مناسبة دينية في النجف الاشرف لترى كيف تتوافد جموع الزائرين من مرقد امير المؤمنين (عليه السلام) الى مرقد الشهيد الحاج المهندس (رضوان الله عليه) وترى المراة العجوز والشيخ الكبير والأكاديمي والمثقف والبسيط والمتعلم والأمي وطلبة العلوم الدينية والضباط والقادة العسكريين كلهم يجتمعون عند قبر الشهيد بقلوب منكسرة حزينة مطالبة بالثأر، وعليك أن تسمع نحيب النسوة الريفيات ورثائهن على قبره وكأنهن يرثين عزيزا من بيوتهن.
اليوم الشهيدان العظيمان أصبحا رمزين دينين لشعوب المنطقة واصبحت مراقدهم الطيبة مثابة للمجاهدين من كل حدب وصوب، يقطعون عندهما العهود على مواصلة طريقهما في الجهاد حتى يأتي نصر الله القريب.
توعدت ايران أمريكا برد قاس على جريمتها، واستهلتها بصفعة تلقتها قاعدة عين الاسد بالعراق، ماهو الرد المناسب في رأيكم على جريمة اغتيال قادة المقاومة؟
الثأر للشهيدين (رضوان الله عليهما) لن ينته بضربة واحدة او موقف واحد، الثأر لهذه الارواح الطاهرة والدماء الزكية يمتد من بغداد حتى المسجد الأقصى، ولن يكون ثمن هذه الجريمة دون ذلك ابدا حتى اخراج جميع امريكا المستبدة المستكبرة من المنطقة بأكملها.
وكل الضربات الموجعة التي تلقتها القوات الامريكية المحتلة في العراق إنما هي مجرد خطوات في مسيرة المواجهة الكبرى مع الشر الامريكي المطلق.
للشهيد سليماني شعبية كبيرة في المنطقة، ما سر هذا الامر؟
ورد في بعض الاحاديث –مامعناه- أن الله اذا احب عبدا القى حبه بين عباده فيصبح هذا العبد محبوبا في الأرض كما هو محبوبا في السماء، وربما هذا هو السر الأكبر للمحبة والمكانة الكبيرة للشهيد سليماني بين شعوب المنطقة، فهو رجل صدق مع الله فصدقه الله وعده، لقد كان صاحب اليد البيضاء على كل شعوب المنطقة في وقت تخلى عنهم كل العالم، فالعالم شاهد كيف تخلى الجميع عن القضية الفلسطينية واتفق على تصفيتها ولولا جهود الشهيد سليماني لكانت اثراَ بعد حين، كما شاهد العالم كيف تخلى الجميع عن سوريا والعراق في مواجهة الإرهاب حتى كانت بعض قواطع العمليات في الجيش العراقي لاتمتلك اطلاقة دبابة واحدة، ولم يوافق الامريكان على تسليم السلاح الذي دفع العراق ثمنه من أمواله، بل اوقفوا ومنعوا حتى طيران الجيش والقوة الجوية من التحليق، واخبر الامريكان الجانب العراقي أن عليهم أن ينتظروا ست سنوات ليتمكنوا من تسليم السلاح والعتاد لهم، ولكن في نفس الليلة وخلال أقل من ست ساعات وصل الشهيد الحاج سليماني وخلفه كل مايحتاجه العراق من حمولات السلاح والعتاد، وذهب بنفسه الى الخطوط الاولى للمواجهة لفك الحصار عن سامراء وآمرلي وغيرها من المدن المحاصرة. وكذلك تجدر الإشارة الى دعمه للمقاومة اللبنانية ومشاركته الميدانية في حرب تموز ومواقفه الاصيلة مع شعب اليمن وسوريا.
هذا الوفاء والصدق والموقف المشرف والشجاعة العلوية جعلت للشهيد كل هذه المكانة العظيمة في نفوس شعوب المنطقة.
ما هو دور الشهيد سليماني في رص صفوف محور المقاومة ضد المحتلين والصهاينة؟
كما قلت سابقاً لولا دعم الجمهورية الاسلامية وجهود الشهيد الحاج سليماني لكانت القضية الفلسطينية قد انتهت بالكامل بعد أن هرولت الحكومات العميلة نحو التطبيع مع الكيان الصهيونى إستجابة ورضوخا لأوامر سيدها الأمريكي. بهذه الجهود اصبحت المقاومة الفلسطينية التي كانت تسمي ثوراتها بثورات الحجارة فكانت تقف في وجه ماكينة العدو الصهيوني بالحجارة والأيدي الخالية، اصبحت اليوم بجهود هذا الشهيد العظيم ترد على اي استهداف صهيوني بالاف الصواريخ الحديثة التي تصل الى كل ارجاء الارض المحتلة. كما ساهم الشهيد بإعادة اشعال جذوة القضية الفلسطينة في نفوس المقاومين في كل مكان من محور المقاومة، فنسمع اليوم فلسطين وقضيتها والقدس الشريف على لسان المقاومين في العراق واليمن وسوريا ولبنان وكل مكان من أرض الاسلام التي ترفع راية المقاومة، والجميع اليوم يرى أن منازلته الكبرى ستكون معركة تحرير فلسطين والقدس الشريف.
لولا جهود الشهيد سليماني ورفاق دربه الشهداء الى اين كانت ستتجه المنطقة؟
بلا شك كانت ستتجه نحو الظلام والاحتلال المباشر، ولكان العراق وسوريا اليوم مقسمان بين التنظيمات الإرهابية الظلامية وبين الإحتلال والقواعد الامريكية بحجة مواجهة هذا الإرهاب ولامتد هذا الظلام ليشمل كل دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج الداعمة الرئيسية للإرهاب ماديا ومعنويا، فلولا الشهداء ودورهم الكبير لربما تغيرت خارطة المنطقة الى الابد.
كيف تنظرون اليوم الى استمرار نهج قادة المقاومة الشهيدين سليماني والمهندس ورفاق دربهما؟
هذا النهج باق ولن يتوقف ابدا وهذه الراية التي رفعت بيد الشهداء القادة لن تسقط حتى تسليمها بيد صاحبها الشرعي وهو صاحب الزمان (عج) وهذا ليس شعارا للاعلام وإنما هو عقيدة ومنهج وسلوك، ونحن اليوم جميعا عاقدون العزم على المضي في هذا الطريق حتى النصر او الشهادة. ويكفي أن تعلم أن اغلب المجاهدين اليوم يغتسلون غسل الشهادة قبل خروجهم بأي مهمة وواجب.
منهج الشهيدان سليماني والمهندس باق مابقي صوت يهتف ضد امريكا والصهيونية وهو باق مابقيت قبضة مجاهد على بندقيته، وهو باق كجزء اصيل من ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومنهجة الاستشهادي العظيم، وهو باق مع كل صوت ينادي "هيهات منا الذلة".
كيف تنظرون الی دور الشهيد في تعزيز المقاومة في العراق خاصة في مواجهة الإرهاب التكفيري- الصهيو- امريكي؟
ربما يكون الشهيد سليماني صاحب اليد البيضاء مع كل فصائل المقاومة، فهو الذي اشرف على تشكيلها وتدريبها وتمويلها وتجهيزها بالسلاح وكل ماتحتاج، وكان المستشار الناصح المؤتمن وهو الذي نقل مقاومة الاحتلال في العراق نقلة نوعية كبرى من اسلوب المواجهة المباشرة الى اسلوب العمليات النوعية التي أنهكت الاحتلال وأجبرته على الهزيمة والفرار من العراق منكسرا، ولاحقا كان الشهيد صاحب الموقف الاول في دعوة فصائل المقاومة لمواجهة الإرهاب الداعشي ودعمها بالخبرات والسلاح والمعدات والحضور الميداني في ساحات المعارك بعد أن تخلى الجميع عن العراق وقلبت له امريكا ظهر المجن. وخلاصة القول لولا فتوى المرجعية الدينية وجهود الشهيد الحاج سليماني ودعم الجمهورية الاسلامية لكان للمعركة مع تنظيم داعش شكلا يصعب تصوره.
وما ترونه مناسبا لتضيفوه...
دأب الكثير من المجاهدين في فترات المواجهه مع تنظيم داعش الى ترديد مقولة مشتقة من حديث رسول الله (ص) عن سلمان المحمدي حيث يقول: "سلمان منا اهل البيت"، فكان المجاهدون يرددون دوما: "سليماني منا اهل العراق".
لقد كان هو والشهيد المهندس خيمة لكل المجاهدين ورعاة لهم وكانا يفيضان بالأبوة الصادقة المحببة لكل المجاهدين. وبسبب أن استشهادهم وقع في العراق فوقعت المسؤولية الكبرى لهذه الدماء الزكية على المجاهدين من اهل العراق ولن تتوقف معركة الثأر لهذه الدماء الزكية إلا بالإندحار الكامل للشيطان الاكبر واذنابه من المنطقة.
....................
انتهى/185