وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ كانت حصيلة المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة (4+1) على مدى ست جولات هي التوصل الى ثلاث محاور. وقد تمكن الفريق المفاوض الجديد في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا من قلب المعادلة لصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية.
جرت المفاوضات من الجولة الاولى وحتى الجولة السادسة في عهد الرئيس الايراني حسن روحاني، تم اعطاء امتيازات وفرض التزامات إلا ان تغيير الحكومة(في ايران) ادى الى تغيير الاجواء وتم استئناف المفاوضات. وجاء دخول ايران الى المفاوضات في سياق رائع لأنه بدأ بالتزامن مع مذكرة استفزازية ومثيرة للجدل .
مذكرة لاستفزاز الايرانيين
عشية بدء المفاوضات بين ايران و دول مجموعة (4+1) في عهد الحكومة الايرانية الجديدة بتاريخ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدر وزيرا خارجية بريطانيا والكيان الصهيوني "ليز تراس" و "يائير لابيد"، مذكرة تفاهم مشتركة في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية.
تضمنت هذه المذكرة اشد العبارات ضد ايران، فماذا كان الهدف منها؟ أهم اهدافها هو مهاجمة فريق المفاوضات الايراني وتشويش اذهانهم وخفض مستوى المفاوضات من الاجواء التخصصية والمنطقية الى اجواء التحديات والجدليات.
لقد كانت حساباتهم وتصوراتهم خاطئة حول الفريق المفاوض الجديد، كان يعتقدون بأن الحكومة التي جاءت للسلطة في ايران بشعارات ثورية، من المحتمل أن تدخل الى أجواء المفاوضات بهذا النهج وبأداء شعاري وجدلي.
صدمة دول مجموعة (4+1) من مبادرة فريق المفاوضات الايراني
لقد طرحت ايران مسودتين على الطاولة: المسودة الأولى تتعلق بالقضايا النووية والثانية تتعلق برفع الحظر.
ان المبادرة الايرانية في تصميم ساحة اللعب شكلت صدمة للفريق المفاوض في الطرف المقابل دفعتهم بعد فترة قصيرة الى إعادة تحليل الأجواء الجديدة للمفاوضات.
ماهي حصيلة مفاوضات فيينا من الجولة الأولى الى الجولة السادسة؟
ست جولات من المفاوضات بين ايران ودول (4+1) في فيينا سبقت مجيء الحكومة الايرانية الجديدة، كانت حصيلتها التوصل الى ثلاثة محاور بشأن القضايا التي تم التفاوض حولها:
المحور الأول: هذه القضايا تم الاتفاق حولها في الغالب في الجولتين الاولى والثانية من مفاوضات فيينا، وتم التوقيع عليها وتبادل الوثائق، ويطلق على هذه المجموعة مصطلح (clear) والتي اصبحت نهائية.
المحور الثاني: القسم الثاني من القضايا تم الاتفاق عليها بشكل شفهي او تحريري دون ان يتم تبادل وثيقة بهذا الشأن. ويطلق على هذه الموارد مصطلح "مرحلة clean".
المحور الثالث: بعض القضايا كانت داخل اقواس وغير محسومة، مثلا ايران تطالب برفع الحظر مرة واحدة الا ان الجانب الآخر يقبل بهذا وفق شروط، وذلك بخطوة مقابلة. وحتى لايصل الأمر الى طريق مسدود وضع الطرفان خلاصة هذه القضايا في اطار اقواس ليتم التوصل الى اتفاق بشأنها فيما بعد، وتم تدوين الحد الأقصى من مطالب ايران والحد الادنى المطلوب منها وفي المقابل تدوين الحد الأقصى من مطالب الجانب الآخر والحد الادنى المطلوب منه، ووضعها داخل اقواس ولم يتم الانتهاء من هذه القضايا.
غالبية القضايا التي تم طرحها في جولات المفاوضات الست في فيينا هي من قضايا (clear) و "مرحلة clean" وكانت معظمها تخص التزامات ايران بينما القليل منها تناول مجال رفع الحظر.
الشرط الأساسي في مسار جولات المفاوضات الست هو انه متى ما توصل المفاوضون الى خلاصة نهائية في كل القضايا وحضيت بنودها بموافقة الطرفين عند ذلك يحصل الاتفاق النهائي والا في حال عدم موافقة الطرفين ولو على قضية واحدة فلن يكون هناك اتفاقا.
ايران قامت بتغيير ساحة اللعب
ماوافق عليه الوفد الايراني بعنوان التزامات خلال جولات المفاوضات الست السابقة كان اكثر مما سيحصل عليه البلد في المقابل، وهذه القضية كانت مورد انتقاد الفريق الايراني المفاوض الجديد، لذا استخدم الفريق المفاوض الجديد اسلوبا منطقيا وهو بما أن حكومة ايرانية جديدة تولت سدة الحكم وهناك رؤية جديدة واستنادا الى المبدأ الذي أقر خلال جولات المفاوضات الست السابقة بانه إما ان يحصل اتفاق على كل شيء أو لا اتفاق على أي شيء، ينبغي في البداية إجراء مراجعة لقضايا (clear) و "مرحلة clean" وإعادة التفاوض حولها.
وكان مصدر اوروبي قد صرح لوكالة ارنا، حول تطورات الوضع في مفاوضات فيينا، قائلا "كان مقررا في البداية ان تمضي مفاوضات فيينا قدما على اساس مسودة جولات المفاوضات الست السابقة، قام الفريق الايراني المفاوض الجديد بتقديم نصين لمقترحات مدونة، يؤكد الجانب الايراني بأن مقترحاته تستند الى مسودة جولات المفاوضات السابقة في فيينا، الا انها كانت تتضمن مصطلحات ونقاط جديدة وبعد محادثات مكثفة توصل الطرفان في النهاية الى وثيقة وبرنامج عمل مشترك يضم 80 بالمائة من مطالب ايران".
..................
انتهى / 232