وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأربعاء

٢٢ ديسمبر ٢٠٢١

٥:٥٦:٤٠ ص
1211073

بيان المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا بمناسبة الذكرى الأليمة لاستشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقد أشير فيها إلى نقاط مهمة.

نص البيان على ما يلي:


بسمه تعالى


وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

إن دين الإسلام المبين الذي منذ طلوعه كان لطيفا ومطبوعا، وفي ظل رسالة الوحدة له "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " سعى لتأليف القلوب، وتأنيس النفوس كي يعزز المجتمع الإسلامية، وقد ورد في الآية الشريفة "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"، بل يكون له أقصى الانجذاب حتى بين أتباع الديانات الإلهية، ودائما كان في معرض المؤامرات الشيطانية لأعدائه من الخارج ووساوس الجهلة من الداخل، وهي التي تبث التفرقة إما متعمدة أو بجهالتها وغفلتها من خلال الإفراط والتفريط، وتحاول أن تمزق وتفكك المجتمع المتكاتف والمتضامن، وذلك بتسمية السوء لكل فرد وفرقة.

وفي الوقت الراهن أيضا لم يكن الإسلام بمأمن من المحاولات المدمرة لأعدائه الدود وعناصره، سواء ما كان يعيش بينه أو من الداخل الذين يحذون حذوهم دون فهم وبجهالة، فقد أفاقت الأمة الإسلامية بانتصار الثورة الإسلامية وإضائاتها حيث منحت فرصة للإمة الإسلامية لتدرك نفسها وتحيى مرة أخرى، وتصبح قبضة واحدة أمام الهجمات العسكرية والغزو الثقافي والاقتصادي لأعدائه المتحالفين، ومرة أخرى نشاهد أن الأمة الإسلامية في كل مرة وفي كل لحظة تواجه معارضات ومخالفات جلية وخفية من المتخاذلين بمؤامرات ووسواس من قبل الجهلة وربما في لباس علماء الدين وظاهرها الذب عن الشريعة، وللأسف الذريع تركوا الركائز الأساسية للدين وهي الوحدة بين أبنائه، ويبثون التفرقة التي تستهدف أركان الدين، وبزعمهم يدافعون عن الشريعة. فتارة يسعون للفتنة بطرح مباحث كلامية وتاريخية، وتارة يتوسلون بأساليب واهية للوصول إلى مآربهم الشنيعة، واليوم من خلال انتاج الأفلام مستمدين من أداة الإعلام وطرح الشبهات البسيطة والصبيانية يبثون الفوضى ويوفرون أرضية الفتنة والتشت والخلافات، والمؤسف أن هذه الإجرائات يتم اتخاذها بدعم واضح من أعداء الدين وفي بيت العدو.

ولكن في هذه الأيام التي نعيشها وهي ذكرى استشهاد بضعة الرسول الأعظم (ص) السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها تلك السيدة الجليلة التي يدرك ويعترف الفريقين بعظمة معنويتها، لكن مرة أخرى نشاهد أن هناك مظاهر من آثار بث التفرقة في بعض الزوايا والأماكن.

فيؤكد المجمع العالمي لأهل البيت (ع) على حماية مبادئ وأركان دين الإسلام المبين ومعارفه الرفيعة، والاهتمام بضرورة انتفاع المجتمع الأسلامي قدر الإمكان، بل المجتمع البشري من الدروس المنقذة للمدرسة المفعمة بالهداية لأهل بيت النبوة عليهم صلوات الله، ويلفت انتباه الأمة الإسلامية الشريفة، والمجتمع العظيم لأتباع ومحبي أهل البيت (ع) والشيعة المخلصين للرسول الأعظم (ص) والأئمة المعصومين عليهم صلوات الله، خاصة جميع الشخصيات والأعضاء الأعزاء والذين ينتمون إلى الجمعيات العامة في خارج البلاد وداخله إلى النقاط التالية:

1. مرة أخرى نؤكد على وحدة الأمة الإسلامية، فهي كما يقول الإمام الراحل (ره) الوحدة رمز الانتصار. ويجب الانتباه دوما أن التفرقة والانقسام يمهدان الأرضية لانهيار الأمة الإسلامية، وذلك مهما كان السبب ولأي غرض أو إهمال وجهل كان فإنه بالتأكيد قتال في ميدان العدو وإلى جانبه وانحياز إلى مخالفي الدين والقيم الدينية والثورية.

2. بناء على الآية الشريفة " قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" فإن محبة الرسول الأكرم (ص) وآله الأطهار عليهم السلام ومكانتهم المعنوية والعلمية صلوات الله عليهم أجمعين في جميع العصور والأمصار كانت ولم تزل محل اهتمام المجتمع الإسلامي بأسره، ما عدا الفرقة الجاهلة الوهابية والسلفية، التي تمضي في ضلالها، وبناء على مخططات الصهاينة وبريطانيا تؤجج نار الفتنة في العالم الإسلامي، كما أنه لم نجد شخصا من الشيعة وأهل السنة وهو يحمل محبة ومودة آل البيت عليهم السلام، ثم لا ينبض قلوبه بحب النبي الأعظم وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فإن التوجيهات المعنوية للأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وإرشاداتهم العلمية منذ وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والتفات عامة المسلمين لكلماتهم وخطبهم التوجيهية خير دليل لهذا الادعاء، فينبغي للأمة الإسلامية أن تضع هذا الامر نصب عينيها، وتلتف حول محبة ومودة آله صلوات الله عليهم أجمين حيث تقرّب بين القلوب بغية أن تضيق الخناق على من يريد السوء بها.

3. إن التطرف والابتعاد من حدود الاعتدال من جهة، ومن جهة أخرى الإساءة إلى المقدسات الدينية من أي شخص أو جهة كان مبادرة غير صحيحة وهي تعارض القيم الدينية وتخالف وصايا كبار علماء الدين والمجتمع. وعلى القادة الحقيقين للعالم الإسلامي سواء المُفتون والمرجعيات الدينية أن يقوموا بالإدارة والسيطرة على جميع الجماعات والتيارات الإسلامية وأن يوجهوهم إلى البصيرة والسلوك المعقولة والمقبولة، وذلك برفضهم "الإساءات للمقدسات الدينية" وإدانتهم القاطعة والتي يعد واجبا يثقل كاهلنا جمعيا، كما يؤكَّد أنه إذا كان هناك تفكيك بين الأمة الإسلامية بسبب الإفراط والإساءة لبعضهم الآخر، أو يتم إراقة  قطرة دم بسبب المؤامرات الإعلامية الغوغائية الصادرة عن الجهلة بل حتى المتعمدين في هذا الطريق، فجميع المسببين والآمرين والعملاء فهم فيها شركاء، ولا شك يتم متابعتهم قانونيا من قبل اللجان القانونية في العالم الإسلامية.

4. نعتقد اعتقادا جازما ونلفت انتباه الإمة الإسلامية لهذا المهم أنّ أعداء الإسلام وإنْ انهزموا في مواجهة عظمة الإسلام والمسلمين مرات عديدة على مدى التاريخ، وإن شاهدوا انتكاستهم واعترفوا بها في الآونة الأخيرة بانتصار الثورة الإسلامية ونموها الإعجازية في جميع أنحاء العالم، لكنهم لم يعطلوا مؤامراتهم الشيطانية والشريرة من بث الفتنة، ولم يهدأ لهم بالاً في سبيلهم هذا، فاعترافهم بتأسيس فرق مثل داعش تعد بداية لفضيحتهم، ولم يمض كثيرا حتى نسمع من لسانهم السرّ من وراء ظهور كل أنواع الفرق الضالة من الشيعة والسنة التي تنتمي إلى بريطانيا، وأميركا، والصهاينة، ونسمع فهرسا من المليارات الدولارات التي تصرف وتنفق في فعالياتهم الإعلامية والافتراضية وانتاج الإفلام وغيرها... وعلى حد تعبير كبار علماء الأمة الإسلامية فإن التشيع البريطاني والتسنن الأمريكي وجميع  المخططات التي تبدو إسلامية في ظاهرها لكن وليدة الفتن الغربية والعبرية، فهي لم تستهدف إلا الإسلام وتريد السوء به ولا بد من مقارعتها.

5. إن اختيار أعداء الإسلام هذا الظرف من الزمن منذ السنوات الماضية ليس له أسباب إلا مشاهدتهم انتصارات المسلمين الحقيقين في العالم التي تأتي واحدة تلو الأخرى في الدبلوماسية الفعالة على الساحة الدولية، وتقدم المجتمعات الإسلامية في الشؤون السياسية، والمجالات العلمية، والثقافية في العالم، والمكانة الرفيعة والاقتدار السياسي والأمني للمدافعين عن المقدسات وحرم أهل البيت (ع) والإجابات الحاسمة، وما أدى إلى هزيمة النقابات العسكرية والائتلافات المناهضة لحقوق الإنسان على يد المعتقدين بالإسلام المحمدي الأصيل وبشكل متزايد، موافقا لآحدث الإنجازات العلمية والتقنيات العسكرية.

6. وفي الختام نذكر، أن المسلمين الحقيقين المؤيدين للشريعة لم ولن يسلكوا طريقا غير وحدة جميع المسلمين والتعاطف مع جميع البشر وتكاتفهم ومصاحبتهم باعتبارها هي الحاجة الماسة العالمية، وفي هذا الشأن فإن حركاتهم وإجرائاتهم الموحدة، والإنسانية، والسلمية، والعدالة تقوم على أساس العقلانية وشاهدة صدق على هذا الادعاء.

واللَّه متمّ نوره و لوکره الکافرون
المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
جمادى الأولى 1443 هـ/ ديسمبر 2021 م
........
انتهى/ 278