وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ التقى جمع من الطلاب الألمانيين المقيمين في قم بآية الله "رضا رمضاني" في قاعة الاجتماعات في مبني المجمع بمدينة قم المقدسة.
وفي هذا الاجتماع الذي أقيم في مبنى المجمع بقم، أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على ضرورة حضور الطلاب وعلماء الدين في المراكز الاكاديمية والجامعة.
* لنأخذ الدروس من سيرة السيدة زينب (ع) وحياتها
وفي هذا اللقاء، بارك آية الله رمضاني ذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام ويوم الممرض، وصرح: لنأخذ الدروس من سيرة السيدة زينب (ع) وحياتها، خاصة ما تتعلق برسالتها التبليغة من واقعة الطف والتي تمكنت أن تصبح قدوة وأسوة لنساء العالم كمفسرة لأحداث هذه الواقعة التبليغية الهامة.
واعتبر سماحته أن أداء الواجب من خصائص السيدة زينب (ع)، وأضاف: رغم أن المصيبة الواردة في كربلاء كانت تقصم الظهر، لكن السيدة زينب (ع) كانت ترى كل هذه المعاناة والمصائب جميلا، وينبغي أن يقتدى ويتأسى بها.
* لنَعرف المخاطبين جيدا وبناء على أدبهم نقدّم لهم الإسلام الأصيل
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أنه لم تتوفر ظروف لتبيين الإسلام الأصيل مثل الظروف التي نعيشها في هذه الفترة، وتابع: نعيش أفضل زمن لتبليغ مدرسة أهل البيت (ع)، وعلينا أن نعرف مخاطبينا، وبناء على أدبهم نقدّم لهم الإسلام الأصيل، وللتعريف بالإسلام يجب معرفة لغة المنطقة، ولله الحمد أنتم تجيدون اللغة الألمانية.
وعد سماحته اللغة الألمانية من أهم اللغات في العالم، وأضاف: تحظى اللغة الألمانية بأهمية بالغة في العالم. وهناك الكثير من المباحث الحديثة في مجال معرفة الدين، والفلسفة، والعلوم الإنسانية تطرح من قبل الألمانيين، كما أن إصدار الكتب باللغة الألمانية تأتي في الرتبة الثانية بعد إصدارات اللغة الإنجليزية، ويقول أحد العلماء ممن لديه اختصاص في اللغة الألمانية: إن العديد من اللغات في العالم هي لغات تعيّنية، لكن اللغة الألمانية لغة تعيينية، وأساتذة هذه اللغة هم من أسسوا قواعدها، فهي لغة ذات قاعدة.
* ضرورة حضور خريجي الحوزة في المراكز الاكاديمية في ألمان
وأكد آية الله رمضاني على ضرورة حضور الطلاب وعلماء الدين في المراكز الاكاديمية والجامعات في ألمانيا، وقال: للأسف الذريع، إن عدد المتواجدين في المراكز الأكاديمية قليل، فقلت في إحدى الجلسات لمسؤول جامعي في ألمانيا: إنكم تدعون إلى جامعتكم من لم يمثل غالبية الشيعة وليس لديه إلمام تام بأحكام هذا المذهب، في حين يجب عليكم أن تدعون أشخاصا من الحوزة حيث يملكون النظرة القصوى للدين؛ إذ أن الأحكام الاجتماعية للدين أكثر من الأحكام الفردية.
ووجه سماحته كلامه إلى الطلاب الألمانيين المقمين في قم قائلا: إنكم خريجو مدرسة أهل البيت (ع)، ويجب أن يظهر ذلك في سلوككم وأفعالكم، وعندما نتكلم يقولون عنا هؤلاء متربون في مدرسة الإمام الصادق (ع).
واعتبر أستاذ السطوح العليا في حوزة قم العلمية أن الاعتناء بالعقلانية والفقاهة أمرا هاما، وأضاف: من الضرورة ظهور وإبداء هاتين الركيزتين في سلوكنا الفردي والاجتماعي كالحلم، والوفاء، والمداراة، و....
* واجبات الطلاب الألمانيين عند عودتهم إلى بلدهم
وفيما يرتبط بواجبات الطلاب الألمانيين عند عودتهم إلى بلدهم قال سماحته: عند العودة إلى بلدكم ينبغي أن يكون هناك فرق بين الفترتين قبل وبعد مجيئكم هنا، حتى يقال عنكم أن هؤلاء تغييروا في كلامهم، ومشيهم، وأكلهم، وشربهم... وعلى الناس أن يتعرفوا على الله، وهناك الكثير ممن سعى إلى طمس اسم الله، لكن عليكم أن تأخذوا بيد الناس إلى منزل أهل البيت (ع) وأن تكونوا أمناء، فإن الدين أودع عندكم كالأمانة. وعند إحدى لقائاتي بالفقيد آية الله بهجت قال استودع الله إياكم، أي: هناك من يريد أن يمحو اسم الله وذكره، وعلينا أن نحيي ذلك.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى واجب المبلغين الفردي والاجتماعي، وقال: يجب أن نطبق الدين في أنفسنا ثم لينتفع منه الآخرون، كما يجب أن نكون عاملين وأن نربي أنفسنا بشكل صحيح، وأن نكون مؤدبين أمام أنفسنا، والآخرين، والله، أي: نمتلك الأدب مع أنفسنا، والأدب مع الكائنات، والأدب مع الله.
وفيما يتعلق بأن الغرب يعرّف الإسلام بشكل مزيف ومقلوب، أضاف سماحته: هناك من يعرف الإسلام دون الشريعة، أي دون الامر بالمعروف، والحج، والخمس، والزكاة، و.... ويأتون بذرائع حتى لا يؤدوا الواجبات الدينية. أسسوا في ألمانيا مسجدا ليبراليا، تؤوم الصلاة فيها امرأة! إنهم يسعون أن يبينوا الإسلام بصورة فردية وتجريبية.
* ضرورة إبراز البعد المعنوي والأخلاقي والعرفاني للإسلام
وأكد آية الله رمضاني على ضرورة إبراز البعد المعنوي والأخلاقي والعرفاني للإسلام، وقال: إن المعنوية، والأخلاق، والعرفان الإسلامي تستنتج من الشريعة، والشريعة التي تقدم للإنسان المسلم خطة فهي مهمة للغاية.
وتابع سماحته: علينا أن لا نقول كلمات في الساحة التبليغية ثم نتركها، بل يجب أن تؤثر المفاهيم والمعارف في تمام وجود المخاطب، وبناء على ما ورد في القرآن نحن مأمورون بالبلاغ، فلا بد أن يؤثر كلامنا في الناس.
ومخاطبا الطلاب الألمانيين المقيمين في مدينة قم قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): لتقتربوا وتأنسوا بالشباب وتشاركوا في معسكراتهم، وتجيبوا على أسئلتهم؛ إذ أن في أروبا تطرح الكثير من الشبهات والإشكالات على الشباب، وعلينا أن نبذل غاية مجهودنا لننتفع من معرفة الدين والمعنوية في سبيل تهذيب النفس.
وفيما يتعلق بامتلاكنا الهيبة العلمية والمعنوية، قال سماحته: يجب علينا أن نعرف كيفية التعامل مع المخاطبين، حيث أن القرآن بيّن أسلوب المواجهة بالحكمة الموعظة الحسنة، وعلينا أن نتحلى بمكارم الأخلاق حتى نحظى بمحاسن الأخلاق، وتظهر المحاسن عند التعامل مع الآخرين، لكن المكارم تعود إلى باطن نفس الإنسان ولها علاقة بتزكية النفس وتربيتها.
وفي جانب آخر من كلمته أوصى أستاذ السطوح العليا في حوزة قم العلمية الطلابَ الألمانيين المقيمين في قم بالتواصل مع مختلف أقسام المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وحول نشاطات المجمع قال سماحته: إن جامعة أهل البيت (ع) الدولية فيها 16 فرعا دراسيا، ويدرس فيها طلاب جامعيين من 14 جنسية، كما أن قناة الثقلين الفضائية لها 18 مليونا من المشاهدين، وتنشط وكالة أهل البيت (ع) للأنبا ـ ابنا بـ 25 لغة. ولدينا الكثير من المبلغين في جميع أرجاء العالم، وقد طبعنا حتى الآن 2000 كتاب بـ 61 لغة، وتنشط أيضا موسوعة ويكي شيعة الافتراضية بـ 12 لغة ولها العديد من الزوار والمراجعين من مختلف أنحاء العالم.
أسئلة وأجوبة:
وأجاب آية الله رمضاني على سؤال أحد الحاضرين حول ما هو موضع الطلاب بالنسبة إلى الانتخابات في الدول الغربية، قائلا: نحن لا نعارض القوانين المدنية للدول، ويجب التأكيد عليها، كما يجب عليكم الاهتمام بمراعاة القوانين.
وأكد سماحته على أهمية المشاركة في الانتخابات، وأضاف: على المسلمين القاطنين في الغرب أن تكون لديهم مشاركات فعالة في المجمتع، ومن هذه المشاركات هي المشاركة في الانتخابات، كما أن اليوم أصبح بعض المسلمين لهم مناصب حكومية في الغرب كعمدة البلدية أو مندوبين في البرلمان، فيا ترى إذا كان هناك عدد من مندوبي البرلمان الألماني من المسلمين أفضل أم لم يكن هناك مندوب مسلم؟ فمن الواضح، أنه من الأفضل أن يمثل شخص مسلم، المسلمين في البرلمان.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أيضا: طبعا، إذا لا يمكننا الحفاظ على ديننا في مدينة ما وديننا في عرضة للخطر، يجب مغادرتها وعدم إقامة فيها.
ووصف سماحته حضور المسلمين في الغرب بأنه جيد، وقال: ليس هناك أي مقارنة بين حضور المسلمين اليوم في الغرب وبين حضورهم في السنوات الـ 50 الماضية؛ ففي الوقت الراهن ارتفع عدد المسلمين والمراكز الإسلامية في الغرب، فكلما ازداد المسلمين وازداد إنجابها فهو مطلوب ومرجو، فيجب دعم الإنجاب.
وأكد آية الله رمضاني على أنه يجب مشاركة المسلمين السياسية في الانتخابات بناء على القوانين والضوابط، وذلك بصورة جلية وفعالة، خاصة إذا كان بالتصويت للمندوبين المسلمين في البرلمان حيث يمنع الإساءة للمقدسات، فيجب القيام بمثل هذه المبادرة حتى لا يوّجه أحد الإساءةَ إلى المسلمين وقيمهم، وقد يسبب حضور المسلمين بتغيير وتطوير عظيم في تلك البلاد، وعلى سبيل المثال إن حضور التجار والمبلغين المتدينين في أندويسيا كان السبب من وراء نشر الإسلام في هذا البلد، وكانت لرحلات التجار المسلمين إلى أندويسيا دور مؤثر فاعتناقهم الإسلام.
وفي الختام قال سماحته: اليوم وبناء على قوانين الغربيين أنفسهم هناك حرية في العمل، وعليه، إن الشيعة والمسلمين في الغرب يمكنهم إنشاء وتأسيس شبكة من المتخصصين بالقانون والحقوق للمطالبة بحقوق الشيعة والمسلمين.
............
انتهى/ 278