وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ في خطوة قد تُفجر الأوضاع في المنطقة وفي تحد واضح لمشاعر المسلمين ، من المقرر ان يتقدم ما يسمى بالرئيس "الاسرائيلي" يتسحاق هرتسوغ اليوم الأحد، اقتحامات المستوطنين للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وذلك للاحتفال بما يسمى عيد "الأنوار- حانوكاه"، وإضاءة الشمعة الأولى.
هرتسوغ يتقدم اقتحامات قادة المستوطنين للحرم الإبراهيمي الذي أغلق أمام الفلسطينيين، حيث خصص لاقتحامات المستوطنين واحتفالات اليهود بـ"الحانوكاه" الذي يستمر على مدار أسبوع.
سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" قامات باستنفار المزيد من القوات وعناصر الجيش إلى البلدة القديمة بالخليل، وفرض إجراءات أمنية مشددة بغرض تأمين زيارة الرئيس الإسرائيلي واقتحامه للحرم الإبراهيمي.
وبالتزامن مع اقتحام الرئيس الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي، ينظم نشطاء من حركات اليسار الصهيوني، مثل حركة "السلام الآن" ومنظمة "كسر الصمت"، مظاهرة بالقرب من الحرم الإبراهيمي، احتجاجا على مشاركة هرتسوغ في اقتحامات المستوطنين للحرم والمشاركة في احتفالات الـ"حانوكاه".
وبهذا الإجراء، يقلد هرتسوغ الكثير من الرؤساء السابقين بإسرائيل، الذين شاركوا بإيقاد أول "شمعة حانوكاه"، وهي المشاركة الأولى لهرتسوغ بمناسبة دينية توراتية بالضفة الغربية المحتلة منذ أن تولى منصبه كرئيس.
وقالت حركة "السلام الآن"، في بيان إن "الاستيطان في الخليل هو أبشع وجه للسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ولا يمكن تصور أن يختار هرتسوغ، الذي يفترض أن يكون شخصية موحدة، من كل الأماكن أن يضيء شمعة في مكان أصبح معقل للقمع والعنف".
بدروها، قالت منظمة "كسر الصمت"، إن "اختيار هرتسوغ لإضاءة الشمعة الأولى للحانوكاه في معقل الكهانية قرار مخجل".
وأوضحت في بيان لها أن "زيارة هرتسوغ للخليل ستدفع بتعزيز القوات العسكرية الإسرائيلية في مظهر جديد من مظاهر الفصل العنصري".
ردود افعال
حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، من اقتحام مرتقب للرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، اليوم الأحد، للحرام الإبراهيمي الشريف في الخليل، للاحتفال بعيد "الأنوار" اليهودي.
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، إن هذه خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين والعرب جميعا، واعتداء على واحد من مقدساتنا الإسلامية وانتهاك بحقها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل تداعيات هذه الخطوة، معتبرا أنها هجمة جديدة وتشجيع للمستوطنين لمواصلة اقتحاماتهم واعتداءاتهم على المقدسات سواء المسجد الأقصى المبارك أو الحرم الإبراهيمي وعلى الكنائس أيضا.
وأكد أبو الرب أن كل هذه الإجراءات لن تغير من واقع الحال، ومن إسلامية هذه الأمكنة، والأرض ستبقى إسلامية عربية.
من جانبه، حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من اقتحام الرئيس الإسرائيلي، للحرم الابراهيمي.
وقال الهباش، إن هذا الاقتحام إمعان من جانب إسرائيل في العدوانية والعنصرية بحق شعبنا الفلسطيني، وإمعان في استفزاز مشاعر الفلسطينيين بل مشاعر الملايين من العرب والمسلمين الذين يقيمون وزنا لمسجد عظيم مقدس مثل المسجد الإبراهيمي.
وأضاف أن هذا يأتي في سياق السياسة الإسرائيلية العدوانية القائمة على الاستيطان، وهو أيضا استمرار للتنكر لأي احتمال لتحقيق سلام قائم على العدل والشرعية الدولية.
وهاجمت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها، قرار الرئيس الإسرائيلي، الاحتفال بعيد "الأنوار" اليهودي بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وقالت: "من بين كل الأماكن، اختار هرتسوغ مدينة الخليل، تلك المدينة التي تجسّد بشاعة ووحشية الاحتلال وعنف المستوطنين".
وأضافت: زيارة هرتسوغ إلى هذا المكان الذي اضطر معظم سكانه الفلسطينيين إلى هجر منازلهم ومحلاتهم فيه بسبب إرهاب المستوطنين، هي شرعنة رسمية للظلم الذي يُرتكب هناك كل يوم، بما فيه المجزرة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 من المصلين في الحرم الإبراهيمي في عام 1994.
وتابعت: لا يوجد مكان آخر في الضفة تتضح فيه معالم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بهذا الشكل المرعب: شوارع معزولة يُحظر على الفلسطينيين السير فيها ... حظرٌ على دخول سيارات الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك ... نقاط تفتيش للفلسطينيين عند كل مفترق .... العنف والإذلال هما الصفة اليومية لكل مواطن فلسطيني على أيدي المستوطنين وأطفالهم، وكذلك على أيدي أفراد الجيش وحرس الحدود المنتشرين في كل زاوية".
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
..................
انتهى / 232