وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

٧ نوفمبر ٢٠٢١

١٢:٠٦:٣٥ م
1196363

الذكرى المئوية لتأسيس حوزة قم العلمية الشامخة

أصبحت مدينة قم في القرون الهجرية الأولى بجهود أسرة أشاعرة قم أهم مركز للحديث الشيعي بعد الكوفة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ يوافق العام القادم الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم على يد المرحوم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي.

وقد كانت مدينة قم ومنذ أواخر القرن الهجري الثاني أحد المراكز الأساس للتشيع، وصارت هذه المدينة في القرون الهجرية الأولى بجهود أسرة أشاعرة قم أهم مركز للحديث الشيعي بعد الكوفة، وبعد انتقال المركزية إلى مدن أخرى كـ “الري” و”بغداد” بدأت أهميتها تتضاءل بالتدريج، وعلى الرغم من ذلك كانت قم في العصر السلجوقي واحدة من مراكز التشيع ونشر تعاليم المذهب الشيعي.

وفي العهد الصفوي حازت مدينة قم على مزيد من الأهمية، واستمرت في أداء دورها العلمي الثانوي في العصر القاجاري، وقبل وصول المرحوم الحائري إليها ضمّت المدينة عددا محدودا من دروس الحوزة العلمية؛ ففي العهد القاجاري كانت أصفهان ومن بعدها طهران ومشهد إلى حد ما وقزوين بالطبع تشكّل مراكز التعليم الديني الشيعي، ولكن وصول آية الله الحائري إلى هذه المدينة جعلها أحد أهم مركزين للفقه والتعليم الديني للشيعية، ومضافا إلى الفقه والأصول راج في المدينة إلى حد ما في العقود الفائتة وحى منذ عصر المرحوم الحائري تدريس الفلسفة والعرفان والتفسير.

وقد واجهت عملية تأسيس الحوزة العلمية تحديات خطيرة ومصاعب جمّة في فترة حكم رضا شاه {البهلوي} ومرحلة ما بعد الثورة الدستورية، ومن الجيد أنّه في السنوات الأخيرة انتشرت وثائق ومصادر ومذكرات كثيرة حول فترة تأسيس الحوزة واستمراريتها،

ولكن لم يتم إلى اليوم تصنيف تاريخ جامع للحوزة العلمية في قم، ولم يتم جمع كلّ الوثائق والمصادر المرتبطة بهذا الموضوع، وهو أمر في غاية الأهمية للتعرف أكثر على جزئيات تاريخ التشيع وتاريخ إيران في العصر البهلوي،

في الأجزاء الأربعة من كتاب “جرعه ای از دريا” (رشفة من البحر) الجامع لكلمات ومحاضرات وخطب فقيه ومحقق العصر آية الله شبيري الزنجاني نجد كنزا ثمينا من المعلومات القيّمة في موضوعنا،

وإننا نعتقد أنّه ينبغي أن يتجه جزء من العمل البحثي العلمي في البلاد نحو مسألة تاريخ وتأسيس حوزة قم العلمية وتدوين الأطروحات الأكاديمية في هذا المجال؛ وذلك احتفالا بالذكرى السنوية.
......
انتهى/ 278