في تحليل بعنوان"الصين مسرورة من رؤية روسيا وهي تدمي أنف الغرب"، كتبت ديلي تلغراف أن سياسة بكين الخارجية نادرا ما توجهها العاطفة وهي تتمنى اللحظة التي ترى فيها روسيا وهي توجه ضربة خفيفة للغرب.
ويقول محللون إن مسألة "سلامة الأراضي" بالنسبة للصين تأتي في المقام الأول قبل أي شيء آخر، ولهذا السبب لن تؤيد أبدا اعتراف روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وإذا فعلت ذلك فستكون سابقة يمكن أن تتبع بسهولة في حالة تايوان، بل وربما يوما ما في التبت.
وقالت الصحيفة إن المحللين محقون في ذلك إلى حد ما. فعندما يعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن "قلقه" من القضية كما فعل يوم الأربعاء، فهذا يعتبر في الحقيقة توبيخا هادئا لموسكو.
لكن المتحدث أكد أيضا على "التاريخ المعقد وواقع قضية أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا"، وبعبارة أخرى أكد ضرورة عدم الإفراط في إيجاد متشابهات. وفي نفس الوقت لن تزدري بكين كثيرا بأي شيء يساعد في هدفها المعلن لبناء "عالم متعدد الأقطاب" تكون فيه قوة أميركا متوازنة بالقوى الأخرى بما في ذلك قوتها هي يوما ما.
كذلك تكره بكين بصفة خاصة هذا النوع من ثورات الألوان الديمقراطية التي أتت بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة.
ومنذ سنوات قليلة كانت بكين تأمل في قيام أوروبا براغماتية مناوئة لأميركا تكون قطبها الثالث. لكن للأسف، الاتحاد الأوروبي مائع كالمهلبية، حيث يتغير قادته ومواقفه بسرعة كبيرة تستعصي على المكتب السياسي إدراكها، ناهيك عن تأييدها.
وفي حين أن الصين لا تريد أن تصير روسيا قوة عظمى مرة آخرى، فإن دهاءها السياسي بتحدي الهيمنة الأميركية بالوكالة يملي على موسكو ضرورة السماح لها باستعراض عضلاتها.
وقال المحللون إن الأمر فيه مخاطرة -حتى في أزمنة الشيوعية، والصين والاتحاد السوفياتي كانا أعداء أكثر من كونهما أصدقاء- لكن يجب أن تشعر بكين بالاطمئنان من أنها تستطيع ركوب النمر. وأفضل رهان هو أنها ستشد اللجام الآن، مرددة قولها بأن منظمة شنغهاي للتعاون مكرسة للتجارة ومكافحة الإرهاب.
وكما حدث في الماضي، عندما قابل الزعيم ماو الرئيس نيكسون عام 1972، أثبت دبلوماسيو بكين أن بإمكانهم تغيير مواقفهم ووضع جيرانهم الشماليين بين فكي الكماشة. واليوم عندما تعمل الصين على تقزيم الاقتصاد الروسي، يجب أن تكون واثقة من إمكانية قيامها بذلك مرة ثانية إذا لزم الأمر.
انتهى/114