وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ربما تكون التغريدة التي كتبها الناشط البحريني يوسف الخاجة على منصة تويتر، تلخّص الواقع الحقيقي للنشاط الذي تقوم به أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية في التضييق على المواطنين الشيعة في إحياء شعائر عاشوراء في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع).
كتب الخاجة "احتراما لأيام عاشوراء وإحياء المراسم المعتادة في هذه المناسبة العظيمة، نتمنى من الجهات الأمنية التعامل بحكمة وعدم استفزاز الأهالي بما لا يخدم السلم الأهلي بالتعدي على مظاهر العزاء وسير المواكب الملتزمة بالاحترازات الصحية الواجبة".
قبل بداية شهر محّرم، أعطى الفريق الوطني لمكافحة وباء كورونا، تصانيف للمآتم اعتمدته وزارة العدل والشؤون الإسلامية، يقسّم المآتم لفئات أخضر، وأصفر وبرتقالي.
حيث يُسمح في المستوى الأخضر بحضور 60% من الطاقة الاستيعابية للمأتم مع ترك مسافة مترين بين كل شخص. وفي المستوى الأصفر يسمح لـ 30 % من الطاقة الاستيعابية للمآتم للمتطعمين والمتعافين فقط، وتسجيل بيانات الحضور، على أن يكون البث إلكترونياً.
أما في المستوى البرتقالي فيسمح بفتح المأتم في أوقات محددة بالتنسيق مع إدارة الأوقاف الجعفرية، على أن يقتصر الحضور على إدارة المأتم بما لا يزيد عن 30 شخصا للمتطعمين والمتعافين فقط، مع تسجيل بيانات الحضور، وأن يكون البث إلكترونياً.
إضافة لمعايير أخرى متشددة للمواكب العزائية، وجعلها كلها في محيط المأتم فقط.
بعدها اعتماد المعايير المتشددة لموسم عاشوراء، عقدت إدارة الأوقاف الجعفرية لقاءً للمآتم والحسينيات وحضرت الاجتماع جهات رسمية كثيرة بينها وزارات: البلديات، والصحة، والداخلية، والعدل. كان الاجتماع عبارة عن تكرار الاشتراطات وشرحها.
بعد ذلك الاجتماع انطلقت حملة التضييق على الأرض، فرغم التزام المآتم بتلك الاشتراطات الكيدية التي لا يتم تطبيقها على باقي التجمعات المسموح بها في البحرين، بدأت وزارة الداخلية بممارسة الانتهاكات والاستفزاز قبل يومين من بدء موسم عاشوراء.
وسجل النشطاء والمواطنون سلسلة من تلك الانتهاكات، بينها قيام الداخلية بتسيير دوريات أمنية كثيفة في وسط قرية السنابس عصر يوم أمس الثلاثاء.
كذلك صادرت الأجهزة الأمنية راية مكتوب عليها "ياحسين" تم رفعها قبل يوم واحد من بدء موسم عاشوراء في قرية المُصلّى.
كذلك أجبرت قوات تابعة للداخلية إدارة مأتم جبلة حبشي على إزالة يافطة مكتوب عليها كلمة للإمام الحسين (ع) يقول فيها "يزيد رجل فاسق شارب للخمر".
وفي غرب البلاد، أعاد المواطنون في منطقة دمستان، تركيب الرايات والسَوَاد بعد إزالته من قبل الأجهزة الأمنية، ضمن خطوات ومنهج الاضطهاد الطائفي الممنهج للسلطات.
كذلك قامت الشرطة بإزالة مظاهر ولافتات عاشوراء في مدينة حمد الدوار الرابع، بحسب ما وثّقته شبكة (رصد المداهمات).
رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش، علّق على ما يحدث، قائلًا "منذ 2011 والانتهاكات العاشورائية تستخدم للانتقام والكيد السياسي بشكل موسمي من قبل السلطة في البحرين".
نائب رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان يوسف المحافظة، كتب "عناصر أمنية مدنية برفقة سيارة بلدية نزعت اليوم يافطات عاشورائية كتب عليها " لبيك يا حسين'" في منطقة المصلى، وهو ما يعتبر تضييقًا على الشعائر الدينية للمواطنين الشيعة والذي هو حق دستوري مكفول دوليًا، ويعتبر أيضا استفزازًا وسلوكًا طائفيًا غير ناضج وغير مسؤول".
الناشط يوسف الجمري نشر صوراً تظهر فيها وزيرة الصحة بحضور وكيلها وليد المانع، وهما يفتتحان صالة في الطب النفسي مع حشد من موظفي الوزارة والمسؤولين، وأخذوا صورة جماعية عن قرب كتفًا إلى كتف، وعلّق قائلاً "شرط التباعد ومترين لا ينطبق إلا على المآتم والحسينيات.. سلامتكم تهمنا".
....................
انتهى/185